عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 26-05-2002, 10:20 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

العبادات ليست مجرد طقوس شكلية، بل لكل منها مهمته في تزكية الفرد والمجتمع وترقيتهما.
الإيمان باليوم الآخر زاجر عن الظلم والإفساد في الأرض، دافع إلى فعل الخيرات وعمل الصالحات.
والإيمان بالقدر يوفر الأمن النفسي والاطمئنان القلبي والرضا الداخلي الذي ينقلنا من دائرة القلق والانفعال والعجز والقعود، إلى دائرة العمل والتأثير لتغيير الواقع، حملاً للمسؤولية وأخذاً بالأسباب وتوكلاً على الله.
سابعاً مرحلية التدرج: غاية الخطاب الإسلامي الوصول إلى المثل الأعلى والوجه الأسنى لتطبيق الدين في واقع الناس، لكن ذلك لا يدعونا إلى أن نغمض أعيننا عن الواقع الذي نعيشه وأن نفكر في مرحلية التدرج به من حاله التي هو عليها إلى الحالة المثلى والغاية القصوى.
فالمرحلية تتطلب منا أن نعرف أولوياتنا ونرتب أسبقياتنا حتى لا يكون خطابنا بعيداً عن الواقع، وعديم التأثير، صاداً عن سبيل الله، بعيداً عن روح الإسلام وسنة الرسول صلى عليه وسلم ، فالصلاة والصيام والزكاة كلها مرت حين فرضها بمراحل حتى استقرت على الوضع الذي هي عليه، فتحريم الخمر واستئصال الرق كل ذلك روعي فيه التدرج والمرحلية، ومما قرره العلماء أن التطبيق العملي للشريعة الإسلامية يجب أن يراعى فيه التدرج بخلاف الفكرة التي يطلب فيها الشمول والإحاطة.
ثامناً شمول الفكرة بلا اجتزاء: فرسالة الإسلام هي "الرسالة التي امتدت طولاً حتى شملت آباد الزمن، وامتدت عرضاً حتى انتظمت آفاق الأمم، وامتدت عمقاً حتى استوعبت شؤون الدنيا والآخرة".
والإسلام لا ينحصر كما يرى العلمانيون في العقيدة والعبادة فقط، بل يمتد ليشمل الحياة كلها، وينبغي أن يواكب خطابنا هذا الشمول ويبرز أن الإسلام رسالة لإصلاح المجتمع، وسياسة الدولة، وبناء الأمة، ونهضة الشعوب، وتجديد الحياة، تماماً مثلما أنه عقيدة وشريعة، ودعوة ودولة، وسلام وجهاد، وحق وقوة، وعبادة ومعاملة، ودين ودنيا.
تاسعاً ارتباط بالأصل واتصال بالعصر: فالخطاب الإسلامي يبرز خصوصية الأمة وتفرّدها ويرتبط بأصوله، لذلك فهو ليس مبتوتاً عن تالد ماضي المسلمين، وناصع سيرة الصالحين، بيد أنه ليس رهيناً لذلك الماضي، حبيساً لنتاج أولئك العظماء الميامين، بل يدرك كم ترك الأول للآخر، فالزمان غير الزمان والبيئة غير البيئة، والمشكلات غير المشكلات، لذلك تجده يأخذ من الحضارات الأخرى ما لا يتعارض مع قيم الأمة الأخلاقية وأصولها العقَديَّة ومفاهيمها الفكرية ومناهجها التربوية وتوجهاتها التشريعية.
عاشراً مصداقية لا تضخيم: الخطاب الإسلامي لا يضخم أمجاد الماضي ومناقب الحاضر، متجاهلاً الأخطاء والعيوب والآفات، بل يلتزم الصدق فيعرض المناقب بلا تقديس أو تبخيس، ويسرد المثالب، بلا تهويل أو تقليل.
كما أن الإنصاف رائده، والعدل حاديه، لذلك يبتعد عن المبالغات التي يجرها الإكثار من استعمال (أفعل) التفضيل، وعبارات التعميم.