اتريدين المزيد عن قول هذا الرجل الذي تهجم على اشرف الصحابة
تكذيب ابن تيمية فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)
وأمّا في فضائله ومناقبه في القرآن الكريم، قوله تعالى :
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ )(1) إلى آخر الآية، يقول :
وقد وضع بعض الكذّابين حديثاً مفترى أنّ هذه الآية نزلت في علي لمّا تصدّق بخاتمه في الصلاة، وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل، وكذبه بيّن من وجوه كثيرة(2) .
وهذا الحديث الذي يكذّبه ابن تيميّة، قد رواه عن ابن عباس :
1 ـ عبدالرزاق .
2 ـ عبد بن حميد .
3 ـ ابن جرير الطبري .
____________
(1) المائدة : 55 .
(2) منهاج السنّة 2 / 30 .
--------------------------------------------------------------------------------
( 24 )
4 ـ أبو الشيخ .
5 ـ ابن مردويه .
ورواه عن سلمة بن كهيل :
1 ـ ابن أبي حاتم .
2 ـ أبو الشيخ .
3 ـ ابن عساكر .
ومن رواة هذا الخبر :
1 ـ الطبراني .
2 ـ الثعلبي .
3 ـ الواحدي .
4 ـ الخطيب البغدادي .
5 ـ ابن الجوزي .
6 ـ المحب الطبري .
7 ـ الهيثمي .
8 ـ المتقي الهندي .
وأيضاً : تجدون هذاالخبر في تفاسير : الفخر الرازي، والبغوي ، والنسفي، والقرطبي، والبيضاوي، وأبي السعود العمادي، والشوكاني .
--------------------------------------------------------------------------------
( 25 )
ويقول الآلوسي الحنفي بتفسير الآية : غالب الأخباريين على أنّ هذه الآية نزلت في علي كرّم الله وجهه .
وأضاف الآلوسي : إنّ حسّاناً أنشد في ذلك أبياتاً، فذكر الآلوسي تلك الأبيات(1) .
قوله تعالى : ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِالَّليْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً )(2)، يقول حول نزولها في علي (عليه السلام) :
إن هذا كذب ليس بثابت(3) .
مع أنّ من رواة نزول هذه الآية في علي :
1 ـ عبدالرزاق بن همّام الصنعاني .
2 ـ عبد بن حميد .
3 ـ ابن جرير .
4 ـ ابن المنذر .
5 ـ ابن أبي حاتم .
____________
(1) روح المعاني في تفسير القرآن 6 / 167 .
(2) البقرة 274 .
(3) منهاج السنّة 7 / 228 .
--------------------------------------------------------------------------------
( 26 )
6 ـ الطبراني .
7 ـ ابن عساكر .
8 ـ الواحدي .
9 ـ أبو نعيم .
10 ـ الفخر الرازي .
11 ـ الزمخشري .
12 ـ محب الدين الطبري .
13 ـ ابن الأثير .
14 ـ السيوطي .
15 ـ ابن حجر المكي .
مع ذلك يقول : إنّ هذا كذب ليس بثابت، لكنّ هذه التفاسير الباطلة يقول مثلها كثير من الجهّال .
قوله تعالى : ( إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هَاد )(1)، يقول حول نزولها في عليّ (عليه السلام) :
إن هذا كذب موضوع بإتفاق أهل العلم بالحديث(2) .
____________
(1) الرعد : 7 .
(2) منهاج السنّة 7 / 139 .
--------------------------------------------------------------------------------
( 27 )
مع أنّ من رواة نزول الآية في علي :
1 ـ عبدالله بن أحمد بن حنبل .
2 ـ الطبري .
3 ـ الحاكم .
4 ـ إبن أبي حاتم .
5 ـ الضياء المقدسي .
6 ـ الطبراني .
7 ـ ابن مردوية .
8 ـ أبو نعيم .
9 ـ ابن عساكر .
10 ـ ابن النجّار .
11 ـ الديلمي .
12 ـ الهيثمي .
13 ـ السيوطي .
14 ـ المتقي الهندي .
ويقول الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد .
--------------------------------------------------------------------------------
( 28 )
ويقول الهيثمي في مجمع الزوائد بعد أن يروي هذا الحديث يقول : رجال السند ثقات .
والضياء المقدسي أخرج هذا الحديث في كتابه المختارة الملتزم فيه بالصحة(1) .
وحول حديث : « علي مع الحق والحق مع علي »، يقول :
من أعظم الكلام كذباً وجهلاً، فإنّ هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، لا بإسناد صحيح ولا ضعيف، فكيف يقال : إنّهم جميعاً رووا هذا الحديث ؟ وهل يكون أكذب ممّن يروي عن الصحابة والعلماء أنّهم رووا حديثاً، والحديث لا يعرف عن واحد منهم أصلاً، بل هذا من أظهر الكذب(2) .
والحال أنّ من رواة هذا الحديث من الصحابة :
أولا : أمير المؤمنين (عليه السلام)، أخرج الحديث عنه الترمذي في صحيحه، والحاكم في المستدرك .
____________
(1) الآية في سورة الرعد، فراجع الطبري والدر المنثور وغيرهما بتفسيرها، والمستدرك 3 / 129، ومجمع الزوائد 7 / 41 .
(2) منهاج السنّة 4 / 238 .
--------------------------------------------------------------------------------
( 29 )
ثانياً : سيّدتنا أُمّ سلمة، أخرج الحديث عنها الطبراني، وأبو بشر الدولابي، والخطيب البغدادي، وابن عساكر .
ثالثاً : سعد بن أبي وقّاص، أخرج الحديث عنه البزّار، وقد قال الهيثمي بعد أن روى الحديث هذا : فيه سعد بن شعيب ولم أعرفه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح .
رابعاً : أبو سعيد الخدري، رواه عنه الحافظ أبو يعلى، وقد روى عنه الهيثمي هذا الحديث في مجمع الزوائد وقال : رواه أبو يعلى ورجاله ثقات .
خامساً : عائشة، فإنّها روت هذا الحديث، والحديث موجود في الإمامة والسياسة لابن قتيبة .
سادساً : صحابي آخر روى هذا الحديث، أخرجه الطبراني في الكبير .
قال المتقي: تكون بين الناس فرقةواختلاف فيكون هذاوأصحابه علىالحقّ ـ يعني علياً ـ هذا في كنز العمّال(1) .
____________
(1) كنز العمال 11/621، الترمذي، المستدرك3 / 125، مجمع الزوائد 9 / 134، ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق 3 / 118
--------------------------------------------------------------------------------
( 30 )
فهؤلاء الصحابة، وهؤلاء كبار العلماء والمحدّثين، الذين يروون هذا الحديث بأسانيدهم عن أُولئك الصحابة .
وفي حديث المؤاخاة يقول :
أمّا حديث المؤاخاة فباطل موضوع ... إنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يؤاخ عليّاً ولا غيره، وحديث المؤاخاة لعلي، وحديث مؤاخاة أبي بكر لعمر، من الأكاذيب ... .
إنّ النبيّ (صلى الله عليه وسلم) لم يؤاخ عليّاً ولا غيره، بل كلّ ما روي في هذا فهو كذب ...
إنّ أحاديث المؤاخاة بين المهاجرين بعضهم من بعض والأنصار بعضهم من بعض كلّها كذب، والنبي (صلى الله عليه وسلم)لم يؤاخ عليّاً ...
إنّ أحاديث المؤاخاة لعلي كلّها موضوعة .
وهذه نصوص في أجزاء متعددة في كتابه، لاحظوا من الجزء الرابع إلى الجزء السابع في الطبعة الجديدة ذات الأجزاء التسعة، يكذّب هذا الحديث في مواضع عديدة(1) .
____________
(1) منهاج السنّة 4 / 32، 5 / 71، 7 / 117، 279 .
--------------------------------------------------------------------------------
( 31 )
والحال أنّك تجد حديث المؤاخاة في : الترمذي ( 5/595 )، الطبقات لابن سعد ( 2/60 )، المستدرك ( 3/16 )، مصابيح السنّة ( 4/173 )، الاستيعاب ( 3/1089 )، البداية والنهاية ( 7/371 )، الرياض النضرة ( 3/111 )، مشكاة المصابيح ( 3/356 )، الصواعق المحرقة ( 122 )، تاريخ الخلفاء ( 159 ) .
هذه بعض المصادر .
والرواة من الصحابة لهذا الخبر هم :
1 ـ علي (عليه السلام) .
2 ـ عبدالله بن عباس .
3 ـ أبو ذر .
4 ـ جابر .
5 ـ عمر بن الخطاب .
6 ـ أنس بن مالك .
7 ـ عبدالله بن عمر .
8 ـ زيد بن أرقم .
وغيرهم .
وتجدون هذا الحديث أيضاً في : مناقب أحمد ( ح141 )، وفي ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ( برقم 148 )، وفي كنز العمال ( 13/106 ) .
--------------------------------------------------------------------------------
( 32 )
وأيضاً تجدون هذا الخبر في كتب السير والتواريخ، راجعوا : سيرة ابن هشام ( 2/109 )، السيرة النبويّة لابن حبّان ( 149 )، عيون الأثر لابن سيد الناس ( 1/264 )، الحلبيّة ( 2/23 )، وفي هامشها سيرة زيني دحلان ( 1/322 ) .
والعجيب أنّ غير واحد من أعلام القوم يردّون على ابن تيميّة في هذه المسألة بالخصوص :
يقول الحافظ ابن حجر ـ بعد ذكر الخبر عن الواقدي وابن سعد وابن إسحاق وابن عبد البر والسهيلي وابن كثير وغيرهم ـ : وأنكر ابن تيميّة في كتاب الرد على ابن المطهّر الرافضي ـ أي كتاب منهاج السنّة ـ أنكر المؤاخاة بين المهاجرين، وخصوصاً مؤاخاة النبي لعلي، قال : لأنّ المؤاخاة شرّعت لإرفاق بعضهم بعضاً، ولتأليف قلوب بعضهم على بعض، فلا معنى لمؤاخاة النبي لأحد منهم، ولا لمؤاخاة مهاجري لمهاجري، وهذا ردّ للنصّ بالقياس وإغفال عن حكمة المؤاخاة .
يقول الحافظ : وأخرجه الضياء في المختارة من المعجم الكبير للطبراني، وابن تيميّة يصرّح بأنّ أحاديث المختارة أصح وأقوى من أحاديث المستدرك للحاكم النيسابوري(1) .
____________
(1) فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 / 217 .
--------------------------------------------------------------------------------
( 33 )
|