بسم الله .... وبه نستعين
أما بعد :-
تتمة الموضـــــوع ...
ثم قال تعالى: { ذلك متاع الحياة الدنيا } أي إنما هذا زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية الزائلة، { واللّه عنده حسن المآب } أي حسن المرجع والثواب ، قال عمر بن الخطاب: لما نزلت { زين للناس حب الشهوات } قلت: الآن يا رب حين زينتها لنا، فنزلت: { قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا } الآية، ولهذا قال تعالى: { قل أؤنبيئكم بخير من ذلكم } أي قل يا محمد للناس أؤخبركم بخير مما زين للناس في هذه الحياة الدنيا، من زهرتها ونعيمها الذي هو زائل لا محالة ؟ ثم أخبر عن ذلك فقال { للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار} أي تنخرق بين جوانبها وأرجائها الأنهار من أنواع الأشربة من العسل واللبن والخمر والماء وغير ذلك، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر { خالدين فيها أي ماكثين فيها أبد الآباد لا يبغون عنها حولاً، {وأزواج مطهرة } أي من الدنس والخبث والأذى والحيض والنفاس وغير ذلك مما يعتري نساء الدنيا { ورضوان من اللّه } أي يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم بعده أبدا، ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى التي في براءة { ورضوان من اللّه أكبرْ أي أعظم مما أعطاهم من النعيم المقيم، ثم قال تعالى: { واللّه بصير بالعباد} أي يعطي كلا بحسب ما يستحقه من العطاء.
والأصل طاعة المرأة المسلمة لزوجها . والتعدد نعدل فيه بين الزوجات ولا نظلمهن والله سبحانه وتعالى يقول في سورة النساء من الآية 3 { وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدةٍُُِ أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا } فالأمر متروك لتقدير الرجل وقوة شخصيته ونيته أن يعدل والنية مهمة ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول ( إنما الأعمال بالنيات .وإنما لكل امرئًُ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) . وإن كان الزواج لعفة نفسك وعفة امرأة مسلمة وسترها فهو من أعظم ما يقرب إلى الله . والله أعلم
- وإذا أخذنا نحن المسلمين بمبدأ التعدد وهو الأصل في الإسلام والذي سار عليه معظم صحابة رسول الله فلن تكون هناك نساءُ عوانسُ- سواءً كانوا ( أبكاراً أو مطلقاتٍ أو أرامل 0000) وسيكون هذا حلا للرجال والنساء على مستوى العالم الإسلامي قاطبةً وسيزول الانحلال والفساد بمجتمعاتنا الإسلامية .
- والمرآة المتزوجة من طبيعتها أنها لا تريد معها زوجةً أخرى ولكن هل سيكون هذا حالها إن مات عنها زوجها أو طلقها؟ بالطبع لا . في هذه الحالة فإنها ستوافق على أي رجلٍ يتقدم لها ولو كان متزوجاً فستقبل بالزواج منه مع علمها بوجود امرأة أخرى ستشاركها في زوجها فلماذا ترضى لنفسها أن تتزوج برجل متزوج وكانت في السابق لا تريد لزوجها الذي مات عنها أو طلقها أن يتزوج عليها لتشرك امرأة أخرى معها في زوجها .
- والمرأة المسلمة إذا تزوج عليها زوجها لا يصح لها أن تجزع وإنما تصبر وتعلم أنها ستؤجر على هذا كونها كانت بصبرها وعدم اعتراضها سبباً في عفة أختٍ مسلمة لها والله أعلم بمصيرها إن لم يعفها هذا الزوج ولتنظر لعدد النساء اللاتي لم يتزوجن وما يقعن فيه من الفتن إن لم يقم على شؤونهن أحد . وكذلك الزوج الذي يريد أن يتزوج بامرأة أخرى وترفض زوجته حتى لا يُنتقص من شأنها أمام أخواتها .
- بل بعض النساء تفضل أن يقع زوجها في الحرام والعياذ بالله ولا يتزوج عليها فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
-إذاً لا بد للمرأة المسلمة أن تحب لأختها المسلمة ما تحبه لنفسها لقوله صلى الله عليه وسلم (لا يستكمل العبد الإيمان حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ذكره البخارى في الكنى وأورد له من طريق راشد بن سعد . وحكاه الحاكم أبو احمد في الكنى وقال روى عنه ابنه أيضاً .
- ويجب على الآباء ألا يظلموا بناتهم بالنظر إلى المال والجاه فقط ولكن إلى الدين تأسيا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، إلا تفعلوه تكن فتنةُُُ في الأرض وفساد عريض ) قالوا يا رسول الله وإن كان فيه ؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه) وكررها ثلاث مرات . أخرجه الترمذى والبيهقى في سننه عن أبى حاتم المزنى رضى الله عنه . ونحوٍ من هذا يحصل الآن في المجتمعات الإسلامية كالفساد وانتشار جرائم الزنا وغيرها فضلا عن المجتمعات الأخرى . وألا يرهقوا الرجل الذي يتقدم للزواج بمطالب كثيرة وفى هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم( من يمن المرأة قلة مؤنتها) أي قلة مهرها . وبعض الآباء لا يزوج بناته و يجعلهن عنده كسلعة تباع وتشترى لأنه لم يتقدم له شخص ذو حسب أو مال والرجل الذي يحفظ المرأة هو صاحب الدين وهو من يجب أن يُفضل على غيره لأنه سيترك إبنته أمانةً عنده ويكون الزوج أقرب للمرأة من أبويها ولا تستريح إلا في بيت زوجها حيث تكون غريبة في بيت أبويها وخصوصاً إن طلقها زوجها فإنها لا تشعر بالأمان إلا في وجوده حتى ولو كان مسافراً بعيداً عنها فبعض الأمهات يهددن أولادهن إذا ارتكبوا خطأً ما بقولهن لهم سأقول لأبيكم .وكم من امرأة تعالت على زوجها وطُلقت منه ولم تتزوج وتمنت أن تعود إليه لما تعانيه من الوحشة وعدم الاستقرار بدونه.
- ومن الأولى للآباء أن يحيوا سنة تعدد الزوجات بعدم رفض من تقدم للزواج من بناتهم لأنه متزوج فالمعيار هو الدين والخلق وكذلك لا يرفضوا أن يتزوج زوج أحد بناتهم علي ابنتهم بقول بعض الآباء مثلاً وهل ابنتنا تنقص عن غيرها من البنات شيئاً. بل ينبغي على الوالدين أن يعرضا ابنتهما على الرجل الذي يتصف بالدين والخلق وهذا لا ينقص من قدرهم ولكن تغيرت الأعراف ببعد الناس عن الإسلام . و كان من هم أفضل منا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض ابنته للزواج فقد عرض عمر ابن الخطاب ابنته حفصه رضى الله عنها على أبى بكر رضىالله عنه فرفض وبعد ذلك تزوجت بمن هو أفضل من أبى بكر رضى الله عنه وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبحت أماً للمؤمنين.
- والرجل المسلم الذي يخشى ربه هو أكثر من يحفظ للمرأة حقوقها. وهو من يتق الله فيها بإعطائها حقوقها الشرعية كاملةً ولا يظلمها.
- وأخيراً وليس أخيرا أتمنى لي و للجميع أن يرزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة بالعمل على ما أحل الله واجتناب ما نهى عنه إنه ولى ذلك والقادر عليه.
- والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه الفقير إلى الله : عادل احمد محمود محمد شمس
الاثنين, 30 محرم, 1422 هـ الموافق23/04/2001م
( إنتهى )
ودمتــــــم ،،،،،
__________________
عين الرضى عن كل عيب كليــلة
لكن عين السخط تبدي المساويا
|