عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 30-05-2002, 05:00 PM
RRRRR RRRRR غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 213
إفتراضي

لذلك فولادة الإمام في بيت الله فضيلة فضله الله بها على سائر خلقه . يؤيد ذلك ما رواه صاحب كتاب (( المناقب )) مسندا إلى صعصعة بن صولجان أنه دخل على أمير المؤمنين عليه السلام لما ضُرب فقال : يا أمير المؤمنين أنت أفضل أم آدم أبو البشر ؟ قال علي عليه السلام : تزكية المرء نفسه قبيح . لكن قال الله تعالى لآدم (( يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين )) ، وأنا أكثر الأشياء أباحها لي وما قاربتها . ثم قال : أنت أفضل يا أمير المؤمنين أم نوح ؟ فقال علي عليه السلام : إن نوحا دعا على قومه ، وأنا ما دعوت على ظالمي حقي ، وابن نوح كان كافرا ، وابناي سيدا شباب أهل الجنة . قال : أنت أفضل أم موسى ؟ . قال عليه السلام : إن الله أرسل موسى إلى فرعون فقال : (( ولهم عليَ ذنب فأخاف لدي المرسلون )) . وقال : (( رب إني قتلتُ منهم نفسا فأخاف أن يقتلون )) ، وأنا ما خفت حين أرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتبليغ سورة براءة أن أقرأها على قريش في الموسم ، ومع أني كنت قتلت كثيرا من صناديدهم ، فذهبت بها إليهم ، وقرأتها عليهم وما خفتهم . ثم قال : أنت أفضل أم عيسى بن مريم ؟ قال : عيسى بن مريم كانت أمه في بيت المقدس ، فلما جاء وقت ولادتها سمعت قائلا يقول : أخرجي هذا البيت العبادة لا بيت الولادة . وأنا أمي فاطمة بنت أسد لما قرب وضع حملها كانت في الحرم ، فانشق حائط الكعبة وسمعت قائلا يقول : إدخلي ، فدخلت في وسط البيت ، وأنا ولدت به . وليس لأحد هذه الفضيلة لا قبلي ولا بعدي ..

وكما أن بعض الرهبان بشر بولادة نبي هذه الأمة ، كذلك بشر بعضهم بولادة وصيه ووليه .
فعن جابر بن عبدالله قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ميلاد علي بن أبي طالب ، فقال : لقد سألتني عن خير مولود في شبيه المسيح عليه السلام . إن الله تبارك وتعالى خلق عليا من نوري ، وخلقني من نوره ، وكلانا من نور واحد . ثم إن الله عز وجل نقلنا من صلب آدم عليه السلام في أصلاب طاهرة إلى أرحام زكية . فما نقلت من صلب إلا ونقل علي معي . فلم نزل كذلك حتى استودعني خير رحم وهي آمنة ، واستودع علي خير رحم وهي فاطمة بنت أسد . وكان في زماننا رجل زاهد عابد يقال له المبرم بن دعيب بن الشقبان قد عبد الله تعالى مائتين وسبعين سنة ، لن يسأل الله حاجة ، فبعث الله أبا طالب فلما أبصره المبرم قام إليه وقبل رأسه ، وأجلسه بين يديه . ثم قال له : من أنت ؟ فقال : رجل من تهامة . فقال : من أي تهامة ؟ فقال : من بني هاشم . فوثب العابد ، فقبل رأسه ، ثم قال : يا هذا ، إن العلي الأعلى ألهمني إلهاما . قال أبو طالب : وما هو ؟ قال : ولد يولد من ظهرك ، وهو ولي الله عز وجل . فلما كانت الليلة التي ولد فيها علي أشرقت الأرض ، فخرج أبو طالب وهو يقول : أيها الناس ، ولد في الكعبة ولي الله . فلما أصبح دخل الكعبة وهو يقول :
يــا رب هــذا الغســـق الدجـي * والقمـــــــر المنبلــج المضـــــي
بيـــن لنــــا مـن أمـرك الخفـي * مـاذا تــرى فــي إسـم ذا الصبـي
قال : فسمع صوت هاتف يقول:
يـا أهـل بيـت المصطفــى النبــي * خصصتـــم بالـــولد الــزكـي
إن اسمــه من شــــــامــخ العلـــي * علـــــي اشتـــق مــن العلــي
أخرجه الحافظ الكنجي الشافعي في كتاب (( كفاية الطالب )) ص 260 وقال : تفرد به مسلم بن خالد الزنجي ، وهو شيخ الشافعي ، وتفرد به عن الزنجي عبدالعزيز بن عبدالصمد ، وهو معروف عندنا .