عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 30-05-2002, 05:02 PM
RRRRR RRRRR غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 213
إفتراضي

أما أصل علي عليه السلام وحقيقته ومعدنه ، فمن نور ذات الباري عز وجل ، لأن أول مبدع أبدعه الله هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وإليه الإشارة بقول القائل : (( الصلاة والسلام عليك يا أول خلق الله )). فمحمد هو الواحد الذي صدر عن الأحد ، وهو النور الأول الذي أشار إليه بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : (( أول ما خلق الله نوري ، ثم فتق منه نور علي ، فلم نول نتردد في النور حتى وصلنا إلى حجاب العظمة في ثمانين ألف سنة ، ثم خلق الخلائق من نورنا. فنحن صنائع الله ، والخلق مصنوعون لأجلنا . فمحمد وعلي خلقا من جلال ذي الجلال ، فهما صفة الله وكلمة الله وأمر الله ، وجميع الملائكة خلقوا من شعاع نور محمد وعلي )) .

وإذا كبر عليك أيها القارئ هذا الأمر فهذا دليل على أنك لم تسمُ إلى الحقيقة التي هي ضالة المؤمن . فمتى عرفتها زال عنك الكثير مما كنت تستكبره على علي عليه السلام ، مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : (( بأن حبه حبه ، وبغضه بغضه ، وأذاه أذاه ، وحربه حربه ، وسلمه سلمه ، وطاعته طاعته )) .

وعندئذ تعرف الخطأ الكبير الذي وقع به الكثير في شأن علي عليه السلام ، حيث أخذ بعضهم ينظرون إلى علي عليه السلام نظرتهم إلى الآخرين . فما علي بنظرهم إلا مثل أبوبكر وعمر وعثمان . وهذا هو الخطأ الكبير والجهل الفاضح في معرفتهم لعلي ، لأن علياً نور من نور الله ، فمن قاسه بغيره فقد وضع من رفعه الله ، و رفع من وضعه الله ، فعلي عليه السلام بعد نبيه لا يقاس بأحد من الناس ، فالأصل واحد والنور واحد .

وهذه بعض الأدلة من الفريقين : ففي المناقب للخوارزمي المكي الحنفي يقول : وأخبرني شهردار هذا إجازة ، أخبرني عبدوس بن عبدالله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدثني أبو الحسن علي بن عبدالله ، حدثني أبو علي محمد بن أحمد العطشي ، حدثني أبو سعيد العدوي ، حدثني الحسن بن علي ، حدثني أحمد بن المقدم العجلي ، حدثني أبو الأشعث ، حدثني الفضيل بن عياض ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن زادان عن سلمان قال : سمعت حبيبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول : (( كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل مطبقا يسبح الله ذلك النور ويقدسه ، قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام . فلما خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه. فلم يزل في شيء واحد حتى افترقا في صلب عبدالمطلب ، فجزء أنا وجزء علي بن أبي طالب )) ….. كتاب المناقب للخوارزمي ص 88 ط 1965 المطبعة الحيدرية .

وأخرج أبو الحسن علي بن محمد المعروف بابن المغازلي الواسطي الشافعي في كتابه المناقب بسنده عن سلمان الفارسي قال : سمعت حبيبي محمدا صلى الله عليه وآله وسلم يقول : (( كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله عز وجل يسبح الله ذلك النور ويقدسه ، قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق آدم أودع ذلك النور في صلبه . فلم نول أنا وعلي شيئا واحدا حتى افترقنا في صلب عبدالمطلب . ففيَ النبوة ، وفي علي الإمامة )) …..راجع ينابيع المودة للقندوزي ج1 ص 10 …. وأخرجه أيضا الديلمي في كتابه الفردوس عن سلمان …

ومن ذلك ما روي عن ابن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الله نصب علياً علماً بينه وبين خلقه ، فمن عرفه كان مؤمنا ، ومن أنكره كان كافرا ، ومن جهله كان ضالا ، ومن ساواه بغيره كان مشركا ، ومن جاء بولايته كان فائزا ودخل الجنة آمنا ، ومن جاء بعداوته دخل النار صاغراً فكيف يساويه أحد من الناس ؟؟؟؟ وهو النور القديم المبتدع قبل الأكوان والأزمان ، المسبح لله ولا فم هناك ولا لسان . أليس كان في عالم الأرواح قبل خلق الأجسام ؟؟ هذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام . فإذا ولد في بيت الله الحرام ، فهو من نور الله ، وهل ينكر هذه الولادة وهذا النور إلا كل شقي ؟؟؟

تعال معي واقرأ ما ذكره الشيخ الإمام كمال الدين أبو سالم محمد بن طلحة الحلبي الشافعي في كتابه (( الدر النظيم )) ونقله القندوزي عنه في ينابيعه ما يلي :

(( وقد ثبت عند علماء الطريقة ومشايخ الحقيقة بالنقل الصحيح والكشف الصريح أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - كرم الله وجهه ، قام على المنبر بالكوفة وهو يخطب ، فقال :

بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله بديع السموات والأرض وفاطرها …. إلى قوله : أيها الناس ، سار المثل ، وحقق العمل ، وتسلمت الخصيان وحكمت النسوان ، واختلفت الأهواء ، وعظمت البلوى ، واشتدت الشكوى ، واستمرت الدعوى ، وزلزلت الأرض ، وضيع الفرض ، وكتمت الأمانة ، وبدت الخيانة ، وقام الأدعياء ، ونال الأشقياء ، وتقدمت السفهاء ، وتأخرت الصلحاء ، وازور القرآن ، واحمر الدبران ، وكملت الفترة ، وسدست الهجرة ، وظهرت الأفاطس ، فحسمت الملابس ، يملكون السرائر ، ويهتكون الحرائر ، ويجيئون كيسان ، ويخربون خراسان ، فيهدمون الحصون ، ويظهرون المصون ، ويفتحون العراق بدم يراق ، فـآه آه ثم آآآآآآآه لعريض الأفواه ، وذبول الشفاه . ثم التفت يمينا وشمالا . وتنفس الصعداء ، لا إملالا ، وتأوه خضوعا ، فقام إليه سويد بن نوفل الهلالي ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أنت حاضر بما ذكرت ، وعالم به ؟فالتفت إليه بعين الغضب وقال له : (( ثكلتك الثواكل ، ونزلت بك النوازل ، يابن الجبان الخبيث ، والمكذب الناكث ، سيقصر بك الطول ، ويغلبك الغول ، أنا سر الأسرار ، أنا شجرة الأنوار ، أنا دليل السموات ، أنا أنيس المسبحات ، أنا خليل جبرئيل ، أنا صفي ميكائيل ، أنا قائد الأملاك ، أنا سمندل الأفلاك ، أنا سرير الصراح ، أنا حفيظ الألواح ، أنا قطب الديجور ، أنا البيت المعمور ، أنا مزن السحاب ، أنا نور الغياهب ، أنا فلك الحجج ، أنا حجة الحجج ، أنا مسدد الخلائق ، أنا مؤول التأويل ، أنا مفسر الإنجيل ، أنا خامس الكساء ، أنا تبيان النساء ، أنا إلفة الإيلاف ، أنا رجال الأعراف ، أنا سر إبراهيم ، أنا ثعبان الكليم ، أنا ولي الأولياء ، أنا ورثة الأنبياء ، أنا أوريا الزبور ـ أنا حجاب الغفور ، أنا صفوة الجليل ، أنا إيليا الإنجيل ، أنا شديد القوى ، أنا حامل اللواء ، أنا أمام المحشر ، أنا ساقي الكوثر ، أنا قسيم الجنان ، أنا مشاطر النيران ، أنا يعسوب الدين ، أنا إمام المتقين ، أنا وارث المختار ، أنا مبيد الكفرة ، أنا أبو الأئمة البررة ، أنا قالع الباب ، أنا مفرق الأحزاب ، أنا الجوهرة الثمينة ، أنا باب المدينة ، أنا البينات ، أنا مبين المشكلات ، أنا النون والقلم ، أنا مصباح الظلم ، أنا سؤال متى ، أنا ممدوح هل أتى ، أنا النبأ العظيم ، أنا الصراط المستقيم ، أنا لؤلؤ الأصداف ، أنا جبل قاف ، أنا سر الحروف ، أنا نور الظروف ، أنا الحبل الراسخ ، أنا العلم الشامل ، أنا مفتاح الغيوب ، أنا مصباح القلوب ، أنا نور الأرواح ، أنا روح الأشباح ، أنا الفارس الكرار ، أنا نصرة لأنصار ، أنا السيف المسلول ، أنا الشهيد المقتول ، أنا جامع القرآن ، أنا بنيان البيان ، أنا شقيق الرسول ، أنا بعل البتول ، أنا عمود الإسلام ، أنا مكسر الأصنام ، أنا صاحب الأذن ، أنا قاتل الجن ، أنا صالح المؤمنين ، أنا إمام المفلحين ، أنا إمام أرباب الفتوة ، أنا كنز أسرار النبوة ، أنا المطلع على أخبار الأولين ، أنا المخبر عن وقائع الآخرين ، أنا قطب الأقطاب ، أنا حبيب الأحباب ، أنا مهدي الأوان ، أنا عيسى لزمان ، أنا والله وجه الله ، أنا والله أسد الله ، أنا سيد العرب ، أنا كاشف الكرب ، أنا الذي قيل في حقه لا فتى إلا علي ، أنا الذي قال في شأنه : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، أنا ليث بني غالب ، أنا علي بن أبي طالب ))قال : فصاح السائل صيحة عظيمة ، وخر ميتا ، فعقب أمير المؤمنين - عليه السلام - كرم الله وجهه بأن قال : (( الحمد لله بارئ النسم ، وزارىء الأمم ، والصلاة على الإسم الأعظم والنور الأقدم محمد وآله وسلم ، ثم قال : سلوني عن طرق السماء ، فإني أعلم بها من طرق الأرض ، سلوني قبل أن تفقدوني ، فإني بين جنبي علوما كثيرة كالبحار الزواخر.

فنهض إليه الرسخ من العلماء ، والمهرة من الحكماء ، وأحدق به الكمل من الأولياء ، والندر من الأصفياء يقبلون مواطئ قدميه ، ويقسمون بالإسم الأعظم عليه بأن يتم كلامه ، ويكمل نظامه ، فقال بحر الراسخين ، وحبر العارفين ، الإمام الغالب علي بن أبي طالب - عليه السلام - كرم الله وجهه :أيها المحجوب عن شأني ، الغافل عن حالي ، إن العجائب أثار خواطري ، والغرائب أسرار ضمائري ، لأني قد خرقت الحجاب ، وأظهرت العجائب ، وأتيت بالباب ، ونطقت بالصواب ، وفتح خزائن الغيوب ، وفتقت القلوب ، وكنزت لطائف المعارف ، ورمزت عوارف اللطائف ، فطوبى لمن استمسك بعروة هذا الكلام ، وصلى خلف هذا الإمام ، فإنه يقف على معاني الكتاب المسطور ، والرق المنشور ، ثم يدخل إلى البيت المعمور ، والبحر المسجور ، ثم أنشد يقول :

لقد حـــزت علــم الأولـين وإنــني * ضنـين بعلـــم الآخريـن كتـوم
وكاشفت أسرار الغيـوب بأســرها * وعنـدي حـديث حـادث وقديـم
وإني لقيــوم علـى كــــــــــل قيــم * محيـــط بكــل العالمـين عليــم

ثم قال : لو شئت لأوقرت من تفسير الفاتحة سبعين بعيرا ….هذا هو إمامنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فهل هناك من هو أعظم منه ؟؟ بل هل هناك من يساوي ظفره ، كي يأتي البعض ويفضل من يشاء عليه ؟؟؟


المصادر:

1- "بغية الطالب في معرفة علي بن أبي طالب" عليه السلام،

2- "الغدير"، للأميني