
05-06-2002, 11:57 PM
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الفاضلة سلوى ... سلام عليك
أولاً: معذرة لتأخري في الرد لعدة أسباب منها عطل حصل لجهازي تسبب في عدم تمكني من دخول النت ..
ثانياً: أشكرك على هذا الأسلوب الهادئ الذي لم أره منذ مده في الخيمة.
ثالثاً: أحب أن أوضح لك بأني طالب متخصص في مجال أبعد ما يكون عن الدين واللغة وربما لاحظت ذلك في طريقة كتابتي ....فلا تتوقعي أن أملك إجابة شافية على جميع إشكالاتك فلا التخصص يخدمني ولا الحرفة حرفتي .. وسأحاول ما أستطيع وأعذريني في مالا أستطيعه.
رابعاً: إشكالك متعلق بالتأويل وبه سيتحول النقاش من التحريف المتنازع فيه إلى موضوع التأويل وهو موضوع كبير للغاية ...
خامساً: بالنسبة لإستفسارك
قلت ((ارجو منك ان تتحملني قليلا ياشاتل ولك الشكر
قلت ياشاتل :- ان السيد الخوئي قال:
)) " نقل الشئ عن موضعه وتحويله إلى غيره " ومنه قوله تعالى:{ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ }. ولا خلاف بين المسلمين في وقوع مثل هذا التحريف في كتاب الله فإن كل من فسر القرآن بغير حقيقته ، وحمله على غير معناه فقد حرفه . وترى كثيرا من أهل البدع ، والمذاهب الفاسدة قد حرفوا القرآن بتأويلهم آياته على آرائهم وأهوائهم. ((
انظر الى هذه الاية الكريمة
))وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ((
جاء تفسيرها في كتبكم على النحو التالي
في اصول الكافي 1/427 "يعني ان اشركت في الولاية غيره"
وفي تفسير القمي "لئن أمرت بولاية احد مع ولاية علي من بعدك ليحبطن عملك "2/251
هذه واحدة من الايات فقط ولم اذكر الباقي
هل ترى هذا التأويل تابع للاهواء والاراء ؟؟ام انه بنظرك التفسير الصحيح
اما تفسير الطبري لها فهو الاتي:-
)وَقَوْله : { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْك وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلك } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَلَقَدْ أَوْحَى إِلَيْك يَا مُحَمَّد رَبّك , وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلك مِنْ الرُّسُل { لَئِنْ أَشْرَكْت لَيَحْبَطَنَّ عَمَلك } يَقُول : لَئِنْ أَشْرَكْت بِاَللَّهِ شَيْئًا يَا مُحَمَّد , لَيَبْطُلَن عَمَلك , وَلَا تَنَال بِهِ ثَوَابًا , وَلَا تُدْرِك جَزَاء إِلَّا جَزَاء مَنْ أَشْرَكَ بِاَللَّهِ , وَهَذَا مِنْ الْمُؤَخَّر الَّذِي مَعْنَاهُ الْقَدِيم ; وَمَعْنَى الْكَلَام. وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْك لَئِنْ أَشْرَكْت لَيَحْبَطَنَّ عَمَلك , وَلَتَكُونَن مِنْ الْخَاسِرِينَ , وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلك , بِمَعْنَى : وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلك مِنْ الرُّسُل مِنْ ذَلِكَ , مِثْل الَّذِي أُوحِيَ إِلَيْك مِنْهُ , فَاحْذَرْ أَنْ تُشْرِك بِاَللَّهِ شَيْئًا فَتَهْلِك ((
فأي التفسيرين صحيح ؟؟!!!
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه ))
أختي الكريمة قلبنا واسع وبابنا مفتوح فلا تتوهمي أننا ننزعج من الإشكالات ... بل إننا نستفيد منها أيما إستفادة .. فكل متتبع لمنتديات الحوار يدرك مدى الإستفادة العظيمة للشيعة بشكل خاص من الإشكالات التي تطرح ضدهم من هنا أوهناك فيقوم بتوضيحها وردها علماء أفاضل لهم باع كبير في العلم كالسيد الصدر والمنار والعاملي والبحر الزخار وغيرهم كثير .. كما إننا لا نستنكف من طرح الإشكالات بأنفسنا .. فأنا شخصياً لدي الكثير من الإشكالات ليس على الفكر الشيعي فحسب بل على مجمل الفكر الأسلامي ولا أتوانى في طرحها لمعرفة الجواب .... وكم أكون سعيداً أيضاً عندما يطرح إشكالاً جديداً فأبحث هنا وهناك عن حل يبدد شكي ويقنع فكري.
أعود لإشكالك... الموجود في الكتب هو التالي:
(( 76- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ بُهْلُولٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَ لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ قَالَ يَعْنِي إِنْ أَشْرَكْتَ فِي الْوَلَايَةِ غَيْرَهُ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ يَعْنِي بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ بِالطَّاعَةِ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ أَنْ عَضَدْتُكَ بِأَخِيكَ وَ ابْنِ عَمِّكَ )) الكافي
(( حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر )ع( قال سألته عن قول الله لنبيه » لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ« قال تفسيرها لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية علي من بعدك ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين )) تفسير القمي
فكما هو واضح فهذا من التأويل بمعنى الرمز الذي لا ينطبق عليه كل مقاييس النقد والناقد وليس من باب التفسير بالظاهر .. يضاف إلى ذلك أنهما روايتان عن أهل البيت عليهم السلام (وليس تفسيراً خاصاً بالكليني أو القمي) وكما قلنا لك سابقاً لا يوجد عندنا كتاب صحيح مائة بالمائة سوى القرآن الكريم .. فربما تكون الرواية صحيحة وربما لا. فالمسألة تتعلق بصحة الصدور (عن المعصوم) ومعاييرها فإذا صح الصدور فيجب التسليم (باعتباره من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم) و إذا لم يصح الصدور لا يجب التسليم ولا الاعتناء.
عموماً هذه المسألة صعبة الهضم .. ولمزيد من البيان أنصحك بقراءة بحث رائع في التأويل للعلامة السيد علي نعمان الصدر حفظه الله وهو المحور السادس بحلقاته الأربع (( أكرر بحلقاته الأربع)) فهو يوضح هذه النقطة وربما غير ذلك مما لمحت له بقولك " هذه واحدة من الايات فقط ولم اذكر الباقي " وسأحيلك إليه لصعوبة نقله لطوله :
http://forum.hajr.org/showthread.php...=&pagenumber=5
ولن تفهمي التوضيح جيداً إلا بقراءة البحث من بدايته أي من الحلقة الأولى من المحور السادس كما أشار السيد بنفسه بقوله (قبل قراءة هذه النصوص والتعقيب السريع عليها أقول بأنه لا يمكن فهم حقيقة التعقيب إلا بدراسة معنى التأويل الذي طرحته وبدونه يكون الفهم ناقصا)
بالنسبة لتفسير الآية .. سأورد لك ما وجدته في تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي حول الآية:
(( قوله تعالى: "و لقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك" إلخ فيه تأييد لمدلول الحجج العقلية المذكورة بالوحي كأنه قيل: لا تعبد غير الله فإنه جهل و كيف يسوغ لك أن تعبده و قد دل الوحي على النهي عنه كما دل العقل على ذلك.
فقوله: "و لقد أوحي إليك" اللام للقسم، و قوله: "لئن أشركت ليحبطن عملك" بيان لما أوحي إليه، و تقدير الكلام و أقسم لقد أوحي إليك لئن أشركت "إلخ" و إلى الذين من قبلك من الأنبياء و الرسل لئن أشركتم ليحبطن عملكم و لتكونن من الخاسرين.
و خطاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و سائر الأنبياء (عليهم السلام) بالنهي عن الشرك و إنذارهم بحبط العمل و الدخول في زمرة الخاسرين خطاب و إنذار على حقيقة معناهما كيف؟ و غرض السورة - كما تقدمت الإشارة إليه - بيان أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مأمور بالإيمان بما يدعو المشركين إلى الإيمان به مكلف بما يكلفهم و لا يسعه أن يجيبهم إلى ما يقترحون به عليه من عبادة آلهتهم.
و أما كون الأنبياء معصومين بعصمة إلهية يمتنع معها صدور المعصية عنهم فلا يوجب ذلك سقوط التكليف عنهم و عدم صحة توجهه إليهم و لو كان كذلك لم تتصور في حقهم معصية كسائر من لا تكليف عليه فلم يكن معنى لعصمتهم.
على أن العصمة - و هي قوة يمتنع معها صدور المعصية - من شئون مقام العلم - كما تقدمت الإشارة إليه في تفسير قوله تعالى: "و ما يضلون إلا أنفسهم و ما يضرونك من شيء:" النساء: - 113 - لا تنافي ثبوت الاختيار الذي هو من شئون مقام العمل و صحة صدور الفعل و الترك عن الجوارح.
فمنع العلم القطعي بمفسدة شيء منعا قطعيا عن صدوره عن العالم به كمنع العلم بأثر السم عن شربه لا ينافي كون العالم بذلك مختارا في الفعل لصحة صدوره و لا صدوره عن جوارحه فالعصمة لا تنافي بوجه التكليف.
و مما تقدم يظهر ضعف ما يستفاد من بعضهم أن نهيه (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الشرك و نحوه نهي صوري و المراد به نهي أمته فهو من قبيل "إياك أعني و اسمعي يا جارة".
و وجه الضعف ظاهر مما تقدم، و أما قولنا كما ورد في بعض الروايات أن هذه الخطابات القرآنية من قبيل "إياك أعني و اسمعي يا جارة" فمعناه أن التكليف لما كان من ظاهر أمره أن يتعلق بمن يجوز عليه الطاعة و المعصية فلو تعلق بمن ليس منه إلا الطاعة مع مشاركة غيره له كان ذلك تكليفا على وجه أبلغ كالكناية التي هي أبلغ من التصريح.
و قوله: "و لتكونن من الخاسرين" ظهر معناه مما تقدم و يمكن أن يكون اللام في الخاسرين مفيدا للعهد، و المعنى و لتكونن من الخاسرين الذين كفروا بآيات الله و أعرضوا عن الحجج الدالة على وحدانيته. ))
ختاماً أشكرك أختي الفاضلة على هذا السؤال الذي ساقني لقراءة بحث السيد وغيره لما فيه من فائدة عظيمة بالنسبة لي..
وتقبلوا مني خالص تحياتي..
|