بسم الله .... وبه نستعين
أما بعد :-
الإخوة الكرام .... تحية طيبة
جميع المداخلات في هذا الموضوع لا تخرج عن الإطار الذي وضعته هنا منذ البدء
فنحن جميعاً متفقون على الأساس ..
ولا زلت أصر بأن الحب له معنى آخر غير ما هو متعارف عليه اليوم ..
وأما كونه قبل الزواج أو بعده فهذا فيه وجهة نظر قد أتفق فيها مع من سبقني وقد أختلف ..
ولكن ليس هذا هو ما أريد الوصول إليه في النهاية ..
لأنني من البداية أثير ذلك التساؤل الغامض
من المؤكد أن الحب ..حب ..... ولكن أي حب .؟؟؟؟
وفي هذا السياق تعالوا نتعرف على قصة في إطار لطيف جدا للعلاقة بين رجل وامرأة
الرجل هو سيدنا موسى عليه السلام
والفتاه هي ابنة سيدنا شعيب
والقصة في القرآن هي أنه حين خرج سيدنا موسى من مصر ذهب إلى مدين وكان متعبا جدا ، ووجد بئرا والرجال يسقون منه وامرأتان تقفان لا تسقيان فذهب وهو "نبي" إلى المرأتين يسألهما:-ما خطبكما؟ " في كلمتين صغيرتين فردوا ببساطه:- " لا نسقي حتى يصدر الرعاء " ..أي لا نستطيع أن نسقي..ولولا أن أبانا شيخ كبير لما وقفنا هذا الموقف
فسقي سيدنا موسى لهما في مروءة ، وبعد أن سقي لهما ( لاحظوا ) تركهما فورا وتولى إلى الظل فذهبت الفتاتان إلى أبوهما تحكيان له عما حدث فطلب الأب أن تأتي الفتاتان بالشاب...
فذهبت إحداهما تمشي وفي مشيتها استحياء ، وهذه البنت تستحي في مشيتها وكلامها..
وتقول:-" أن أبي يدعوك.." أي لست أنا ولكنه أبي فبدأت بالأب ولم تبدأ بـ " تعال إلى البيت " ..
هذه هي الفتاه وليست من تقول لأبيها :- أريد أن أتزوج فلانا
..سأتزوجه "غصب عنكم"..الفتاه أعجبت بالشاب وليس عيبا..
والأب فاهم وذكي ..فعرض عليه أن يتزوج إحدى الابنتين لأنه قريب من ابنته ويفهمها جيدا ..فهذا نموذج لعلاقة في إطار راقٍ ومحترم.
والسؤال كيف تعرف الفتاه أخلاق الولد وهي لا تعرفه من قبل؟؟
هل يجوز ذلك في فترة الخطوبة مثلا..؟
سأترك الإجابة عن هذا السؤال لكم !!
والسؤال :-
ما رأيكم أن نعيش حياة حب الله..حتى يأتي الزواج..
لن تستطيع فتاة ( أبداً ) أن تقول أنها تحب شابا في غير طاعة الله
لا وأن علاقتها مع الله على ما يرام ..
لا بد أن تشعر أن شيئا يشدها إلى الوراء ..
ولنجرب أن ندخر عواطفنا لله سبحانه وتعالى
فهذه هي الحقيقة التي ينعم الناس فعلا بالدنيا والتي عبر عنها حسان بن ثابت رضي الله عنه حين قال:-
ببابك لن أغادره...و لن أسعى إلى غيرك
سأنسج بالرضا ثوبي...واشرف أنني عبدك
واهتف في جبين الصبح...حين يقال من ربك
الهي خالق الأكوان...اشرف إنني عبدك
الهي خالق الإصباح...شرفي إنني ملكك
ويذكر الشيخ ( عمرو خالد ) هذه القصة قائلاً ..
أذكر أنني كنت أجلس مع مجموعه من الشباب وسألتهم ما أكثر نعمه أعطاك الله إياها ، فأجاب البعض ( أبي وأمي ) والآخر ( الأموال ) والثالث ( معافاة الله لي من ذنب ما )
لكن أحد الشباب وكان عمره ( 17 عاما فقط ) قال :- أكبر نعمه "أن ربنا هو ربنا" يعني يريد أن أكبر نعمه أنه ملك لله لأنه الرب الذي يرحم ويعفو ويغفر وهذا ما يجعل الإنسان يشعر بحلاوة شديدة ..وهذه نعمه كبيرة عبرت عنها أختنا وقالت:كأنني أريد أن أجري في الشارع..
وهذه هي علامة حبك لله وجرب ستجد..
لو أقبلت على طاعة الله تشعر وكأن قلبك يرفرف وفرحان وكأنك تملك الدنيا في يديك.. لأنك أصبحت ملك لربنا ..أغلى ما لديك في حياتك..لله.
وقصه أخرى غريبة ...
أنني كنت في إنجلترا وجاء رجل مصري متدين كبير السن..تعرفت عليه في المركز الإسلامي..وقال :- أريد أن اشتري هديه لزوجتي وظللنا نبحث عن هديه حتى تعبت رغم أنه تعدى الستين إلا أنه ظل يقول لي :ما رأيك ؟ هل ستعجبها؟. فأقول والله لا أعرف ،ويبدأ يسأل عن أشياء فأقول له غالية جدا فيقول :- لا يهم أريدها أن تكون سعيدة جدا...ولما رجعنا مصر ذهبت أزوره دون موعد مسبق..فالحقيقة أنه أدخلني وقال لي :- أتركك دقائق لأن هذا هو موعد المقرأة اليومية مع زوجتي ، وهذا الموعد لا يمكن أن نفوته أبدا..
انتظرني وسآتي لك عقب القراءة .
تعالوا نرَّجع الحب لبيوتنا بأن نرجع إلى طاعة الله ، تعالوا نترك المعصية حتى يستمر الحب
ما رأيكم لو جعلنا بيوتنا هكذا...الزوج يقرأ مع زوجته القرآن وما أروع أن يشاركهما الأولاد القراءة أو الزوجة توقظ زوجها لصلاة الفجر أو يصلي الزوج بزوجته ركعتي قيام...
وهذا الأمر يكون بين الأخت وأخيها والأب وابنته ، تخيلوا كيف سيكون هذا البيت وجماله وحلاوته والحب فيه جربوا وستجدون الأمور تتغير والحب يزداد والله يبارك ...
ولي مع الموضوع وقفة أخيرة .. ( إن شاء الله )
ودمتــــــم ،،،،،
__________________
عين الرضى عن كل عيب كليــلة
لكن عين السخط تبدي المساويا
|