عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 14-06-2002, 12:35 PM
al-jawwal99 al-jawwal99 غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 277
إفتراضي

الحمد لله رب العالمين

ورد في تفسير الطبري لهذه الآية ما يلي :-

هذه السورة أول ما نزل من القرآن; في قول معظم المفسرين. نزل بها جبريل على النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو قائم على حراء, فعلمه خمس آيات من هذه السورة. وقيل: إن أول ما نزل "يا أيها المدثر" [المدثر: 1], قاله جابر بن عبد اللّه; وقد تقدم. وقيل: فاتحة الكتاب أول ما نزل; قاله أبو ميسرة الهمداني. وقال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه: أول ما نزل من القرآن "قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم" [الأنعام: 151] والصحيح الأول. قالت عائشة: أول ما بدئ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الرؤيا الصادقة; فجاءه الملك فقال: "اقرأ باسم ربك الذي خلف خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم". خرجه البخاري. وفي الصحيحين عنها قالت: أول ما بدئ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم; فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح, ثم حبب إليه الخلاء, فكان يخلو بغار حراء, يتحنث فيه الليالي ذوات العدد, قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك; ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها; حتى فجئه الحق وهو في غار حراء, فجاءه الملك, فقال: [اقرأ]: فقال: (ما أنا بقارئ - قال - فأخذني فغطني, حتى بلغ مني الجهد, ثم أرسلني) فقال: [أقرأ] فقلت: [ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد, ثم أرسلني, فقال: "اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم] الحديث بكامله. وقال أبو رجاء العطاردي: وكان أبو موسى الأشعري يطوف علينا في هذا المسجد: مسجد البصرة, فيقعدنا حلقا, فيقرئنا القرآن; فكأني أنظر إليه بين ثوبين له أبيضين, وعنه أخذت هذه السورة: "اقرأ باسم ربك الذي خلق". وكانت أول سورة أنزلها اللّه على محمد صلى اللّه عليه وسلم. وروت عائشة رضي اللّه عنها أنها أول سورة أنزلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم, ثم بعدها "ن والقلم", ثم بعدها "يأيها المدثر" ثم بعدها "والضحى" ذكره الماوردي. وعن الزهري: أول ما نزل سورة: "اقرأ باسم ربك - إلى قوله - ما لم يعلم", فحزن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم, وجعل يعلو شواهق الجبال, فأتاه جبريل فقال له: [إنك نبي اللّه] فرجع إلى خديجة وقال: [دثروني وصبوا عليّ ماء باردا] فنزل "يا أيها المدثر" [المدثر: 1]. ومعنى "اقرأ باسم ربك" أي اقرأ ما أنزل إليك من القرآن مفتتحا باسم ربك, وهو أن تذكر التسمية في ابتداء كل سورة. فمحل الباء من "باسم ربك" النصب على الحال. وقيل: الباء بمعنى على, أي اقرأ على اسم ربك. يقال: فعل كذا باسم اللّه, وعلى اسم اللّه. وعلى هذا فالمقروء محذوف, أي اقرأ القرآن, وافتتحه باسم اللّه. وقال قوم: اسم ربك هو القرآن, فهو يقول: "اقرأ باسم ربك" أي اسم ربك, والباء زائدة; كقوله تعالى "تنبت بالدهن" [المؤمنون: 20], وكما قال:
سود المحاجر لا يقرأن بالسور
أراد: لا يقرأن السور. وقيل: معنى "اقرأ باسم ربك" أي اذكر اسمه. أمره أن يبتدئ القراءة باسم اللّه.

والسلام عليكم
__________________

كن كالنخيل عن الأحقـاد مرتفعــاً
ترمى بصخـــر وتعطي أطيب الثمر