الاخ بدر
الحياة محطة ... والناس من حولها ينتظرون ... كل واحد منهم ينتظر قطاره في رحلة ما بعد عالمه الأول ... إلى عالمه الآخر ...
ويتفاوت الانتظار ... بالنسبة لتحرك كل قطار ...
قطار الفجر حيث تتحرك الطفولة مبكرة في رحلتها ...
قطار الظهر حيث تتحرك الرجولة في موعد وسط مع البداية ومع النهاية ...
وقطار المساء حيث ترحل الكهولة في موعد متأخر بعد طول انتظار ...
وإذا كان قطار الفجر ... حيث يرحل الصغار لا يتطلب زادا لمسيرة لأن رحلته جاءت مبكرة قبل أن تنضج الثمار وقبل أن تؤتى أكلها ...
فان قطاري الظهر والمساء يتطلبان زاد الرحلة ... لمرحلة ما بعد العبور ... إلى العالم الثاني ...
ترى هل فينا من لا يطمع أن يعد وان يجد الزاد حين تجد راحلته عبر صحراء شاسعة قاحلة لا ماء فيها ... ولا نماء ... ؟ !!
ترى هل فينا من يملك القدرة على مواجهة المجهول دون إعداد ... ودون استعداد دون سلاح يعبر به جسر النصر وقنطرة الفوز ... ؟
لا أحد يحيا دون زاد يزيد في حياته ... ولا أحد يحيا دون رصيد يضعه في ميزان حقه يوم أن تطرح الحقوق أمام عدالة السماء في تصفية لحسابات البشر ...
أن اعجز الناس ... وافقر الناس ... واحقر الناس من يمتطى قطار أجله المفاجئ بعد طول مهلة وبعد طول انتظار ... وحين يبحث عن شئ لأخراه ... عن حسنات في صفحة دنياه لا يجد ... وربما وجد الوجه الأسود الآخر لعملة التعامل فاضاف إلى إفلاسه عويل ناسه ... و أضاف إلى مساوئه مساوئ غيره ...
الرحلة لا بد منها ... لابد وان يتحرك بنا القطار فجرا ... أو ظهرا ... أو ليلا ... وعلينا أن نكون مستعدين بأثمن ما نملك ... بأثمن ما نعطى ... و بأثمن ما نأخذ ... كزاد في رحلتنا إلى ما بعد الموت ... وكزاد للحياة لما بعد الحياة ؟ ....
فمن منا سيكون يومها المسالم السالم !!!
|