عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 01-07-2002, 12:45 AM
سلوى سلوى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 1,873
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلقة السادسة
حب موسى عليه السلام للخير والعدالة هو الذي جعله يعترض على عمل الخضر عليه السلام ,
فثقب سفينة ناس مساكين بلا جرم اقترفوه وقتل الغلام الصغير البريء دونما سبب واضح عمل عدواني شرير ومنكر يجب إدانته أو الاعتراض عليه , وقد رأى ان بناء الجدار في قرية رفض أهلها ضيافتهما عمل بعيد عن الحكمة ومعروف لغير أهله , فأهل القرية لا يستحقون هذا الجهد المجاني الذي بذله الخضر في الوقت الذي هم بحاجة إلى ضيافة ( أي مطعم ومأوى ) قد يكون الأجر المأخوذ سبباً في حصوله 0

ولقد تبيّن فيما بعد لموسى عليه السلام ان تلك الأعمال التي قام بها الخضر عليه السلام لم تكن شريرة ولا بعيدة عن الحكمة كما ظن للوهلة الأولى , بل الخير كل الخير يكمن فيها وكل الحكمة تكمن فيها ,لأنها لم تكن من الخضر بل من أمر الله بواسطة الخضر كما قال (وما فعلته من أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا ), وإذا كان هذا هو حال نبي معصوم مؤيد من السماء في أن يرى أحداث الواقع من ظاهرها ويحكم عليها حكماً لا ينسجم مع الحكمة الإلهية والغرض منها , فكيف بنا أنا وأنت المبتلون بأنواع النواقص والذنوب التي تحجبنا عن الكثير من الحقائق0

ولو كنت أنت مع الخضر عليه السلام ورأيت ما فعل لاعترضت كما اعترض
موسى عليه السلام على الرغم من التنبيه المسبق من الخضر بعدم الاعتراض أو حتى السؤال , فالدافع كما قلنا هو(1)الجهل بعاقبة الأمور-الغيب- ء(2)حب الخير والعدالة , هكذا حالنا أيها العزيز مع الأحداث الواقعية التي نشهدها فيما حولنا وفي وسائل الإعلام , سواء كانت أحداث أمريكا أو غيرها, ردود أفعالنا تشبه تماماً تلك التي صدرت من موسى عليه السلام , نحن نرى ظاهر الأشياء والحوادث , ونجهل عاقبة الأمور والكيفية التي يسيّر بها الله عناصر النشأة , و نحن نرتكب الكثير من الأخطاء ونحكم على الظواهر أحكاماً بعيدة عن الصواب بل قد تكون أخطاء كبيرة دون أن ندري , فما أحوجنا أن نتعلم من القرآن الدروس المفيدة التي نستعين بها في حياتنا اليومية لفتح نافذة في النفس على الحقيقة التي يريدنا الله أن نراها في آياته المبثوثة في أنفسنا وفي ما حولنا 0

ونرى أن قصة النبي موسى مع الخضر عليهما السلام درساً من اعظم الدروس التي تعيننا على تأسيس رؤية ايمانية تتفتح على الحقيقة كل الحقيقة بزاوية مقدارها 360درجة,اي ان نرى الله يحيط بنا من جميع الجهات, ولا يحدث شيء في الكون وفي أنفسنا إلا بأمر الله وبحوله وقوته , ولا تتحرك ذرة في الكون ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا بإذن الله وعلى حسب حكمة الله وقانونه الذي يدبر أمر النشأة 0( يدبر الأمر يفصل الآيات ) 0

ولعل أهم درس في قصة موسى والخضر عليهما السلام هو: ان الله هو الذي يدير الأحداث الواقعية التي تجري على الناس وفي النشأة , ولكنه لا يباشر ذلك بنفسه بل أوكلها إلى الخليفة التكويني , فالله يريد أن يحفظ السفينة من اغتصاب الملك الظالم لأهلها , ويريد أن يستبدل الغلام الشقي بآخر باراً لوالديه المؤمنين, ويريد ان يحفظ الكنز للغلامين الذين أبوهما صالحاً , ولكنه لم يباشر ذلك بنفسه بل جعل الخضر عليه السلام هو الذي يقوم بها0

ولا تظن أن هذه الأعمال التي قام بها الخضر وسجلها القرآن قد حدثت لمرة واحدة وانتهت , بل كل يوم وكل لحظة هناك أمر لله في الأرض يجب أن يقوم به الخليفة التكويني , وقد تكون أنت مررت بكثير من تلك الأحداث دون أن تدري , فالله لم يترك الناس يسيّرون شؤون النشأة بأنفسهم ريثما يأتي يوم الحساب , بل لا يحدث شيء في الكون إلا بمشيئة الله تعالى مجده الذي يظهر أمره بواسطة العباد 0

وإذا كنتَ مجاهداً في سبيل الله تحارب الطغاة والمستكبرين , فأنت تكون واسطة وسبب في ظهور أمر الله في النشأة وهذا هو معنى (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) الأنفال 17 فالله يريد ان يقتل أعداءه وأعداءك ويريد ان ينصر المؤمنين , لكنه لا يباشر ذلك بنفسه بل جعلك أنت تقوم بهذا الأمر ,, هو يرمي بواسطة يديك ويعذب الكافرين ويخزهم بيديك ويدخل الفرحة في قلوب المؤمنين الذين يؤيدونك وينتظرون منك النصر بفارغ الصبر بيديك ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين )التوبة 14

يتــــــــــــــــــبع

--------------------------------------------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
إمام الشيعة المنتظر سيقيم الحد على عائشة رضي الله عنها !!!وثيقة

http://www.albrhan.com/arabic/wthaeq...ar/index3.html