عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 01-07-2002, 01:11 AM
سلوى سلوى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 1,873
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلقة السابعة :-

وينصر المجاهدين ويدخل الفرحة في قلوب المؤمنين) فهل يترك الخليفة الكامل المعصوم بلا عمل ؟؟ أوليس المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام هو المصمم من قبل السماء لتطهير الأرض من رجس الكافرين الظالمين وإقامة العدالة الشاملة على الأرض ؟؟ وإذا كان الله يفعل كل تلك الأمور المشار إليها بواسطة المؤمن العادي , فلماذا أيها العزيز تستبعد أن يحطم الله رموز الظالمين المستكبرين الذين يعيثون في الأرض فساداً ولم يتركوا حرمة لله إلا انتهكوها ؟؟ ما الغرابة في أن تكون أحداث أمريكا وما يجري في العالم اليوم من صنع الله
يقوم بها القائم بأمره المهدي عليه الصلاة والسلام ؟؟ما نريد قوله بإيجاز هو: إن كنا مؤمنين بالله واليوم الآخر والغيب ينبغي علينا أن نكف عن رؤية الأحداث الجارية في النشأة على حسب الطروحات الأرضية , ونستبدلها بالرؤية الإيمانية التي تؤكد بلا شك ان الله هو الفاعل الحقيقي لكل ما يجري في النشأة , أي أن لا نحكم على الأحداث على حسب الرؤية الإعلامية الغربية أو المحلية الأرضية التي تحقن أدمغتنا بسموم قاتلة دون أن ندري , وما نراه من قتل الأبرياء و قتل المؤمنين والظلم الواقع عليهم قد يكون ضمن برنامج إلهي نجهله كما كان حال موسى مع الخضر عليهما السلام , ولا نعني هنا أن نتعاطف مع المجرمين الذين يعيثون في الأرض فساداً , بل أن نعمل بتكيفنا الشرعي وواجباتنا الدينية والإنسانية , ولا نغفل عن حكمة الله في إدارة شؤون النشأة والأحداث الجارية فيها , فالصراع ما بين الخير والشر من الضرورات الوجودية التي لا بد من توفرها في سبيل كمال النشأة . وهو السبيل المؤدي إلى تطهير الأرض واعدادها لمرحلة بسط العدالة الشاملة0

ضرورة صراع الخير والشر

في هذا الأوراق لدينا مطلب نريد بيانه وهو : ان صراع الخير والشر من الضرورات الوجودية التي تساهم في كمال النشأة فلا يمكن ان تتطور النشأة دونما ذلك الصراع, وفي سبيل بيان ذلك سوف نستعرض القرائن التي تشير إليه وتؤكده 0

ء( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون )الذاريات

كما ترى الآية تصرح بوضوح تام بأن الله خلق من كل شيء زوجين أثنين, أي ان جميع ما في الكون يوجد ويتحرك وفق قانون الزوجية العام الشامل, مثل السالب والموجب, الذكر والأنثى , الزمان والمكان, النور والظلمات, الموت والحياة ,الخير والشر الخ , فالكون كله عبارة عن أزواج متقابلة ومتضادة , ولولا هذا التقابل والتضاد لما وجدت الأشياء وتحركت بحركة النمو والتكامل , فلولا السالب والموجب ( الإلكترونات والبروتونات)الموجود في الذرة لما ظهرت العناصر في النشأة وما تفاعلت فيما بينها في إنتاج مركبات متنوعة, ولولا الذكر والأنثى لما وجدت الحياة ولكان الكون عقيماً لا يولّد الأنواع, فالعلاقة المتفاعلة ما بين الذكر والأنثى هي التي تولّد الحياة و تنجب الأنواع , ولولا الزمان والمكان (وهما مظهران لعالمي الغيب والطبيعة ) لما ظهرت الموجودات في الوجود مطلقاً فهما وجهي الموجودات التي تطل بهما على الوجود, أحدهما نحو الله في مقام الباطن والآخر نحو الله في مقام الظاهر , ولا يمكن تصوّر الكون دونما نور وظلمات ولا يمكن تحديد هوية العناصر إلا من خلال مقدار هذين العنصرين ودرجة تجاورهما . فالنور الخالص المطلق كما الظلام الخالص المطلق لا يمكن أن يتوفرا في الوجود بصورة مفردة , فالله كما هو ظاهر وباطن وأول وآخر كذلك هو النور المطلق والظلام المطلق في آن, فالموجودات إنما تأخذ هويتها من الحق تعالى مجده ولولا الهوية المطلقة تلك لما وجدنا النور والظلمات في النشأة مطلقاً0

ولولا الموت والحياة , لما نمت وتكاملت عناصر النشأة , فلكي يحيا الكائن الحي يجب أن يكون هناك كائن يموت يتحوّل إلى طاقة غذائية, فالنبات يموت ويكف عن الحياة حينما يكون طاقة غذائية يتغذى بها الحيوان أو الإنسان , ولولا موت النبات لما حيا الإنسان ولا الحيوان , وكذلك الحيوان يموت ويكف عن الحياة حينما يصبح غذاءً للإنسان أو للحيوان , ولولا موت هذا الحيوان لما استطاع الإنسان أو الحيوان أن يحيا , وهكذا0

ولولا الخير والشر في النشأة لما تحركت أحداث التاريخ أبداً , فالتقابل ما بين الخير والشر كما التقابل بين السالب والموجب , الذكر والأنثى, النور والظلمات , الزمان والمكان , إنه ضرورة من ضرورات الوجود , فكما لا يمكن تحقق توليد الحياة و إنجاب الأنواع دونما تزاوج الذكر والأنثى , كذلك لا يمكن
أن يتحقق ولادة ونمو أحداث التاريخ دونما صراع بين الخير والشر , ولو تابعنا حركة التاريخ منذ آدم عليه السلام إلى الآن نجدها عبارة عن تقابل وصراع ما بين الخير والشر, ولولا هذا التقابل لما نمت وتطورت النشأة أبداً ولو بحثنا في سيرة الأنبياء منذ آدم عليه السلام حتى خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم نجدها عبارة عن صراع ما بين الخير والشر ولم ينج نبي من أعداء يحاربوه ويكذبون دعوته, بل الله يتعمد في أحيان كثيرة بجمع قطبي الصراع من اجل نمو وتكامل النشأة, فعند خلق آدم عليه السلام وهو خليفة الله الذي يمثل جانب الخير لم يتركه هو وزوجه في الجنة , بل جعل معهما إبليس اللعين الذي يمثل جانب الشر

, ( قال اهبطوا بعضكم ولم يهبطوا إلى الأرض إلا بعد أن حدث العداء وتحقق الصراع الفعلي بينهم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) الأعراف كما في آدم كذلك في جميع الأنبياء والأوصياء عليهم الصلاة والسلام , قد جعل الله لكل منهم عدو يقابله وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن.. ) الأنعام 112
في الكفة الأخرى من ميزان النشأة ,وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا ًمن المجرمين) الفرقان 31 ولو تأملنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم والرسالة الإسلامية نجدها عبارة عن صراع بين الخير والشر ولولا هذا الصراع لما ظهرت قوة وعظمة رسول الله ورسالته الخالدة, فكما التمارين الرياضية تكسب الجسم قوة ومهارة , كذلك الابتلاء والصراع مع الكافرين يكسب المؤمنين قوة ويقيناً ويدفع بهم نحو المزيد من تفجير الطاقات وتوظيفها في سبيل الله تعالى مجده, وهي بالتالي حركة نحو المطلق , والحركة نحو المطلق إنما حركة نمو وتكامل بلا نهاية0كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ) الأنبياء الابتلاء, فالآية أعلاه صريحة في بيان مطلبها , انها تشير إلى حقيقة مؤكدة وقانون كوني عام وشامل فأنت بمجرد أن تحيا تكون مبتلى بالخير والشر ويكون لك أعداء من الجن ومن الإنس أيضاً , ولما كان
الإيمان لا يتم إلا إذا اقترن بالعمل الصالح - كما يصرح القرآن في آيات كثيرة- فإن الإيمان عبارة عن حركة في الأتجاه الصحيح , ونتيجة لهذه الحركة تتولد حركة معاكسة لها بالاتجاه ومساوية لها بالمقدار , فعلى قدر إيمانك يكون ابتلاءك , فمثلاً الشخص الساكن الواقف على الأرض أو النائم لا يواجه تياراً معاكساً له يدفعه إلى الخلف أو الأمام أو الجانبين, ولكن بمجرد أن يبدأ بالحركة يتولد تيار هوائي معاكس لحركته وكلما ازدادت سرعة حركته كلما كان رد الفعل أشد, وإذا كان راكباً سيارة مكشوفة تسير بسرعة كبيرة فإن تيار الهواء المعاكس لحركة يكون أشد ويكاد يقذف به إلى الخلف ما لم يتمسّك بجسم السيارة , هكذا حال الصراع بين الخير والشر إنه يتولد تلقائياً من حركة الخير , فالخير هو الأصل والشر يتولد بالتبع , انه فساد الفطرة وحركة معاكسة للأصل
ويمكن توضيح هذا الامر بحركة الحياة والموت , فالكائن الحي النامي نبات كان أو حيوان أو إنسان بمجرد أن يولد ويندفع إلى الحياة تتولد حركة الموت المعاكسة لحركة حياته , فكل خطوة نحو النمو والتكامل يقترب الكائن الحي خطوة نحو موته المحتوم ذات يوم , ولولا نمو الكائن لما تحرك الموت باتجاهه , فالموت هنا يشبه محطة ساكنة ثابتة على سكة الحياة والكائن الحي هو الذي يتحرك نحوها, ولما كان الله هو الحي القيوم وجميع الموجودات تأخذ هويتها الوجودية منه , فإن الأصل لحركة الحياة , أما حركة الموت فإنها تتولد بالتبع ونتيجة لحركة الأصل , تماما كما تحدث حركة السكة الحديدية الظاهرة نتيجة حركة القطار الأصلية ولو توقف القطار عن الحركة لما ظهرت حركة السكة الحديدية الظاهرة المعاكسة. هكذا يحدث الشر أو الفساد في النشأة إنه غير مجعول وإنما يتولد من وجود إن مع العسر يسرا) الانشراح 6 الخير ويؤيده قوله


----------------------------------------------------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عروج علي بن أبي طالب إلى السماء كما يرويه الشيعية وثيقة

http://www.albrhan.com/arabic/wthaeq/ektesas/index.html