عرض مشاركة مفردة
  #64  
قديم 07-07-2002, 12:31 AM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

جزء من إحدى مشاركات العلامة العاملي حفظه الله


أما حديث بريدة فهو حجة بالغة ، أتمنى أن تبحث عن نصوصه وسنده ،
وهذه إحدى روايات مسند أحمد المتعددة ، قال في : 5 / 356 :
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين الى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب وعلى الاخر خالد بن الوليد فقال : إذا التقيتم فعلي على الناس ، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده ، فلقينا بني زيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذر ية فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه .
قال بريدة : فكتب معي خالد بن الوليد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يخبره بذلك !
فلما أتيت النبي صلى الله عليه وسلم دفعت الكتاب فقريء عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يارسول الله هذا مكان العائذ بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ، ففعلت ما أرسلت به .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقع في علي ، فإنه مني وأنا منه ، وهو
وليكم بعدي ، وإنه مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي ! !

( لاحظ العبارة الأخيرة ، وخلص نفسك من النار !!)

وقال الحاكم في المستدرك : 2 / 129 : عن عبد الله بن بريدة الأسلمي قال إني لأمشي مع أبي إذ مر بقوم ينقصون عليا رضى الله عنه يقولون فيه !
فقام فقال : إني كنت أنال من علي وفي نفسي عليه شيء ، وكنت مع خالد بن الوليد في جيش ، فأصابوا غنائم ، فعمد علي الى جارية من الخمس فأخذها لنفسه ، وكان بين علي وبين خالد شيء ، فقال خالد هذه فرصتك ! وقد عرف خالد الذي في نفسي على علي ، قال فانطلق الى النبي صلى الله عليه وآله فاذكر ذلك له ، فأتيت النبي صلى الله عليه وآله فحدثته ، وكنت رجلا مكبا وكنت إذا حدثت الحديث أكببت ، ثم رفعت رأسي فذكرت للنبي صلى الله عليه وآله أمر الجيش ، ثم ذكرت له أمر علي ، فرفعت رأسي وأوداج رسول الله صلى الله عليه وآله قد احمرت ! قال قال النبي صلى الله عليه وآله : من كنت وليه فإن عليا وليه . وذهب الذي في نفسي عليه .
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة ، إنما أخرجه البخاري من حديث علي بن سويد بن منجوف ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه مختصرا ، وليس في هذا الباب أصح من حديث أبي عوانة هذا ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة .
وهذا رواه وكيع بن الجراح ، عن الأعمش ، أخبرناه أبو بكر بن اسحاق الفقيه ، أنبأ موسى بن اسحاق القاضي ، ثنا عبد الله بن أبي شيبة ، ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، أنه مر على مجلس ... ثم ذكر الحديث بطوله . انتهى .

وقال عنه في مجمع الزوائد : 9 / 108 : ورجاله رجال الصحيح . وورد فيه ( فقلت لا أسوؤك فيه أبدا ) .

وروى الحاكم القصة أيضا : 3 / 110 :وفيها أن مبغضي علي كانوا أربعة ، وأنهم تعاقدوا فيما بينهم على شكايته الى النبي صلى الله عليه وآله ، قال الحاكم : عن عمران بن حصين رضى الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وآله سرية ، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب رضى الله عنه ، فمضى علي في السرية فأصاب جارية ، فأنكروا ذلك عليه ، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إذا لقينا النبي صلى الله عليه وآله أخبرناه بما صنع علي !
قال عمران : وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدؤوا برسول الله صلى الله عليه وآله ، فنظروا اليه
وسلموا عليه ثم انصرفوا الى رحالهم ، فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وآله ف
يا رسول الله ، ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا !! فأعرض عنه !
ثم قام الثاني فقال مثل ذلك ، فأعرض عنه !
ثم قام الثالث فقال مثل ذلك ، فأعرض عنه !
ثم قام الرابع فقال : يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا !
فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله والغضب في وجهه فقال : ما تريدون من علي ! إن عليا مني وأنا منه ، وولي كل مؤمن . هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه . انتهى .
وروى نحوه آخر ، وصححه على شرط مسلم أيضا .

أما البخاري فهو على عادته في أمثال هذا الحديث ، إما أن يحذفه كليا ، أو يحذف منه ولاية علي عليه السلام ويرويه مبتورا ! قال في صحيحه : 5 / 110 :
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضى الله عنه قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا الى خالد ليقبض الخمس ، وكنت أبغض عليا ، وقد اغتسل ، فقلت لخالد : ألا ترى الى هذا ؟
فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له ، فقال : يا بريدة أتبغض عليا ؟ قلت : نعم .
قال : لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك . انتهى .

بل نلاحظ أن البخاري زهد في بريدة بسبب أحاديثه في فضل علي ، وطبق عليه مذهبه في الاقلال من الرواية عن الصحابة والرواة الذين يحبون عليا ، ومنهم بريدة الاسلمي !!
فقد رووا عنه في الصحاح وغيرها أكثر من مئتي حديث ، ولكن البخاري لم يرو منها في صحيحه بعدد أصابع اليد الواحدة !!
كما أنه في تاريخه ، ترجم لعشرات النواصب ومدحهم بمدائح كبيرة ، ولكنه اختصر في ترجمة بريدة جدا ، لأنه لا يحبه ولا يحب الاطالة في ترجمته !
والحديث الوحيد الذي ذكره في ترجمته حديث عام سيأتي ! قال البخاري في تاريخه : 2 / 141 : بريدة بن حصيب الأسلمي له صحبة ، نزل البصرة ، قال لي عياش : حدثنا عبد الأعلى قال : ثنا الجريري عن أبي نضرة قال : كنت بسجستان فإذا بريدة الأسلمي فجلست اليه ، قال لي محمد بن مقاتل : أخبرنا معاذ ، حدثنا عبد الله بن مسلم السلمي من أهل مرو ، سمعت عبد الله بن بريدة يقول : مات والدي بمرو وقبره بجصين . وقال : هو قائد أهل المشرق يوم القيامة ونورهم .
وقال ابن بريدة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : أيما رجل من أصحابي مات ببلدة فهو قائدهم ونورهم يوم القيامة ، فقال : مات في خلافة يزيد بن معاوية ، ومات بعده الحكم بن عمرو الغفاري ، ودفن الى جنبه . انتهى .

وهذه الترجمة المختصرة من البخاري ، لا تناسب شخصية بريدة ، وكثرة أحاديثه في المصنفات والصحاح .

بل نلاحظ أن البخاري يروي عن عبد الله بن بريدة ، ولكن عن غير أبيه ..
مع أن روايات عبد الله عن أبيه كثيرة ، ومنتشرة في المصادر !!
والسبب في ذلك : أن عبد الله مقبول عند الخلافة القرشية أكثر من أبيه ، وكان قاضيا عندهم على مرو ، وكثيرا ما نراه يحذف من أحاديث أبيه بريدة ما يتعلق بولاية علي عليه السلام وفضائله ! وهذا ما يريده البخاري ! وقد وجدت للبخاري رواية واحدة من روايات بريدة في حق علي عليه السلام ، وهي (فلتة ) ، ذكرها تاريخه في ترجمة أبي ربيعة الأيادي !
ولكن البخاري ألف تاريخه في شبابه قبل صحيحه ، ولعله كان أحسن حالا على علي يومذاك ،
قال في : 9 / 31 : حدثنا محمد بن الطفيل قال : نا شريك ، عن أبي ربيعة الأيادي ، عن ابن بريدة ،
عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله أمرني بحب أربعة من أصحابي، وأخبرني أنه يحبهم . فقلنا يا رسول الله من هم ، فكلنا نحب أن نكون منهم ؟
فقال : إن عليا منهم ، ثم سكت ساعة ، ثم قال : إن عليا منهم ، وسلمان الفارسي ، وأبا ذر ، والمقداد بن الأسود الكندي . انتهى .

وهذا الحديث يدل على أن هؤلاء الأربعة هم صفوة الله تعالى من الصحابة ، وهو بالحقيقة اصطفاء لعلي وحده عليه السلام ، لأن هؤلاء الثلاثة هم كبار شيعة علي وأتباعه في زمن النبي صلى الله عليه وآله وبعده ! خاصة مع ملاحظة تأكيد النبي صلى الله عليه وآله على علي من بينهم . ويدل حديث بريدة الذي فلت به قلم البخاري ، على أن بقية الصحابة لم يبلغوا مستوى أن يأمر الله تعالى رسوله والمسلمين بحبهم !

وقد روى هذا الحديث الحاكم في : 3 / 130 ، وصححه على شرط مسلم ، وفي نصه تأكيد أكثر على علي ، ورواه الترمذي : 5 / 299
ولا يبعد أن يكون هذا الحديث جزءا مما قاله النبي صلى الله عليه وآله لبريدة عندما جاء بالرسالة من اليمن ، أو جوابا نبويا آخر لخطط مبغضي علي التي تواصلت ضده !

كما روى الترمذي حديثا آخر عن بريدة في : 5 / 360 ، جاء فيه أن عليا وفاطمة أحب الناس الى النبي على الأطلاق .

على أن هناك سببا آخر لاقلال البخاري من أحاديث بريدة ، قد لا يقل عند محبي قبائل قريش عن أحاديث بريدة في فضائل علي عليه السلام .

وهو موقف بريدة من السقيفة وبيعة أبي بكر ! فقد ذكرت الروايات أنه كان مسافرا الى الشام ، ورجع الى المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله بقليل ، وتفاجأ ببيعة أبي بكر ، فأعلن عدم شرعية السقيفة ، وذهب الى قبيلته القريبة من مكة ونصب الراية في وسطهم ، وأعلن الاعتصام والنفير ، حتى يأمرهم علي بأمره ! فاستجابت له قبيلته ، وكانت أول تهديد مسلح ضد أهل السقيفة ! ولذلك صرح عمر أنه بقي متخوفا من عدم نجاح بيعة السقيفة ( حتى بايعت أسلم فأيقنت بالنصر ! )
وقد استمرت مشكلة بريدة وقبيلته حتى أرسل اليهم علي عليه السلام أن الوقت فات ، وأن أكثر قريش والأنصار قد بايعوا أبا بكر..

وقد عقد الهيثمي في مجمع الزوائد فصلا كاملا ، أورد فيه عددا من روايات قصة بريدة وصحح بعضها ، قال في : 9 / 127 : باب منه جامع فيمن يحبه ومن يبغضه :
عن بريدة يعني ابن الحصيب قال : أبغضت عليا بغضا لم أبغضه أحدا قط !
قال : وأحببت رجلا من قريش لم أحبه إلا على بغضه عليا رضى الله عنه ، قال فبعث ذلك
الرجل على جيش فصحبته ، ما صحبته إلا ببغضه عليا رضى الله عنه .
قال : فأصبنا سبايا ، فكتب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم إبعث الينا من
يخمسه ، قال : فبعث عليا رضى الله عنه ، وفي السبي وصيفة هي أفضل السبي ، قال : فخمس
وقسم ، فخرج ورأسه يقطر ، فقلنا يا أبا الحسن ما هذا ؟
قال : ألم تروا الى الوصيفة التي كانت في السبي فإني قسمت وخمست فصارت
في الخمس ، ثم صارت في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم صارت في آل علي ، فوقعت بها .
قال : فكتب الرجل الى نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : إبعثني مصدقا .
قال : فجعلت أقرأ الكتاب وأقول : صدق !
قال : فأمسك يدي والكتاب ، وقال : أتبغض عليا ؟!
قال : قلت نعم .
قال : فلا تبغضه : وإن كنت تحبه فازدد له حبا ، فوالذي نفس محمد بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة !
قال فما كان أحد من الناس بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من علي .
قال عبد الله يعني ابن بريدة : فوالذي لا إله غيره ما بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلا أبو بريدة .
قلت : في الصحيح بعضه ، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، غير عبد الجليل بن عطية وهو ثقة ، وقد صرح بالسماع ، وفيه لين .
وعن بريدة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين الى اليمن ، على
أحدهما علي بن أبي طالب رضى الله عنه وعلى الاخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا التقيتم فعلي
على الناس ، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده .
قال فلقينا بني زيد من أهل اليمن فاقتتلنا ، فظهر المسلمون على المشركين فقتلنا
المقاتلة وسبينا الذرية ، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه .
قال بريدة : فكتب معي خالد بن الوليد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره
بذلك ، فلما أتيت النبي صلى الله عليه وسلم دفعت الكتاب فقرئ عليه ، فرأيت
الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت :
يا رسول الله هذا مكان العائذ ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ، ففعلت ما أرسلت به .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقع في علي ، فإنه مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي .
قلت : رواه الترمذي باختصار ، رواه أحمد والبزار باختصار ، وفيه الأجلح الكندي وثقه ابن معين وغيره ، وضعفه جماعة ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح .