أخي الكريم شوكت ،،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لقولك: ((أنت محق في أن من التعابير ما هو مجاز والحوار هنا هو حوار الطرشان فكل هذه المحاججات الطويلة سيرد عليك فيها بإعادة الأسطوانة من أولها.
فدعك من هؤلاء فأنت لا تحاور هنا علماء المذهب السني ولا المعبرين الفكريين عن عقائد السنة ورؤيتهم للإسلام والحياة. ))
أقول: أنا معك بأنهم لايمثلون أهل السنة ،،، هم يمثلون أنفسهم فقط ،، كذلك أنا وأنت كل يمثل رأيه
ومن الخطأ أن نحسبهم على السنة ،، فالحوار في هذه الأمور ليس من حقي كما أنه ليس من حقهم ،، وقد كنت لفترة طويلة لا أناقش في هذه الأمور
خصوصاً وأنا كما قلت ساباقاً بأن المسائل الدينية ليست من إختصاصي فأنا لا دين ولا حتى لغة ،،، ودراستي بعيدة كل البعد عن هذه الأمور
ولكن ،، وجود هذا الكم الهائل من المقالات المحملة بالكذب والإدعاءات الفارغة ضد الشيعة في مختلف المنتديات ،، تضطرني الى التضحية بوقت كبير ،، أقوم فيه بالبحث والتقصي ثم أجيب وأوضح الإشكالات ،،
-----------
بالنسبة لقولك: ((أما أنا فأقول لك:
المشكلة في المجاز أنه قد يفهم على أنه حقيقة لهذا يجب الاحتياط. والإسماعيلية انتقلوا من مجازات الإمامية المغالية في علي وأبنلئه رضي الله عنهم إلى تأليههم حقاً لا مجازاً. ))
أقول: أنا معك في بعض المجاز أيضاً ،،، فبعض المجاز يسبب سوء فهم أحياناً ،، لذلك فإن الأمور التي تثير الشبهات يتم التنبيه عليها أحيانا عندما يكون المتلقي لا يعي معنى المجاز كما يحصل كثيرا،،،
بالنسبة للشعراء ،،، فبالرغم من معرفة منهجهم في المبالغة ،،، فلا أخفيك بأني أتضايق أحياناً منهم لأنهم لا يأخذون بالحسبان ما يقوم به المهرجون وأتباعهم المطبلون ،،، فيأتي بعض المشبوهين ممن يتصيد الأخطاء ليخترع لنا منها عقائد ثم يكر علينا شتما وتهريجاً.
أما قولك في شأن الإسماعيلية فهو غريب بالنسبة لي ولا أعتقد أنك مصيب فيه ويبدو أنك تعني غيرهم ،،، والله أعلم
-----------
قلت: ((والعوام يميلون إلى الخرافة وفهم الأمور بشكل أسطوري.والطريقة التي تكلم فيها أهل المتحف عن الصورة حورت فيما أعتقد. ))
أقول: قصة المتحف طبيعية جداً ولا أعتقد أنها حورت ،،، وإن كان فيها شئ غريب فهو من الجانب الروسي في رأيي ،،، ومع ذلك أرى أنه أمر طبيعي وهذه هي السياسة لمن يعرفها.
-----------
بالنسبة لقولك: ((أما تساهل الشيعة في الرواية فهو للأسف حقيقة.ولو نظرت بنظرة محايدة للروايات لرأيتها فعلاً غير معقولة أقول هذا وأنا أنطلق في محاورتي للإمامية من منطلق أمنية وحدة الفرق الإسلامية تجاه تهديدات تهددها جميعاً....))
أقول: أنا أختلف معك في هذا الشأن ،،، ولعلك تعلم بعدم ملكيتنا لكتب صحاح بالكامل كما عند أهل السنة ،،، فكل كتاب عندنا معرض للنقد من قبل الفقهاء والمراجع فكتبنا كغيرها بها الروايات الضعيفة والموضوعة أيضاً ،،، وللأسف كثيرا ما يجري الخلط بين ما هو موجود في الكتب وبين ما يصح منها ،،،
فهذه التهمة أسمعها كثيراً ،،، وسبب ذلك هو محافظة الشيعة على نصوص غريبة أو موضوعة أو مرفوضة عقلياً ،،، وقد أوضحت في أكثر من مناسبة الغاية من المحافظة على كتلة النصوص ولا بأس هنا في ذكر قول العلامة السيد الصدر حفظه الله مرة أخرى:
(( هناك مشكلة عويصة جدا قد تستغرب إذا طرحناها وهي أن التراث السني يتحرك مع الزمن بشكل يبدو وكأنه يأكل نفسه.
فعلى مر التأريخ هناك مقولات وأحاديث تختفي جزئيا حتى تبدو أن لا وجود لها أبدا في المجاميع السنية حتى لو كانت موجودة فعلا في الماضي. و أنا شخصيا لا يمكنني أن أفسر هذه الظاهرة إلا بأن المفكرين السنة يجيزون لأنفسهم نفي ومسح تراثهم حتى لو ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأسباب عقائدية. وقد تلقى أي محاولة معارضة أولية ولكن بعد ذلك تفوز محاولة النفي للتراث... وابسط مثال على ذلك هو نفي ابن تيمية لكمية هائلة من النصوص التي تتعلق بعلي ابن أبي طالب عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام وقد اعترض عليه في حينه علماء سنة واتهموه بالنفاق والنصب ولكن في الحقيقة أن كل تشكيكه ونفيه للتراث أصبح الآن منهجا في الدراسات السنية المقابلة للتشيع فأنت ترى أن الكثير ممن لا ينتمي لفكر ابن تيمية يستخدم نفس تلك النصوص المشبوهة لنفي التراث السني نفسه. وها نحن نناقش أعداء ابن تيمية بما يتبنونه من نفس منهجه في نفيه للتراث السني قبل غيره من تراث. وهذه معضلة حقيقية فقد قد يأتي بعد عشرة آلاف سنة إسلام سنيّ لا علاقة له بالتسنن ولا بالإسلام وثوابته لأن مشكلة السماح بالتصرف في التراث التي ورثوها قد هدمت لحد الآن الكثير وهي مستمرة ففي كل سنة نعثر على تحريفات وحذف وغير ذلك بحجة التصحيح وبحجة نفي التحريف. فإذا أضفنا لها ما يقوم به السلفيون من طعن في الأحاديث واتهامها بالوضع على أسس غير علمية و إنما لمجرد أن نص الحديث لا يتلاءم مع أذواقهم وتوجهاتهم الفكرية، وقد أهملوا -بتضعيف الأحاديث وإسقاط قيمتها- كمية مذهلة من الأحاديث. وها نحن في بداية الزمن فكيف سيصل بنا الأمر بعد آلاف السنين. هل سنتحول على يد السلفية إلى أمة تحتاج إلى نبي جديد لأنها أمة فقد منطقها ودينها وتراثها وعقلها وفق الطريقة السلفية الفنية لهدم الدليل. على كل نحن على العهد لا نغير ولا نبدل ولعنة على من يبدل ويغيّر ويحذف بحسب رأيه (سواء كان منا أو من عموم المسلمين). ولن نسمح بتبديل التراث أبدا. ويجب أن نتواصى بضبط الألفاظ والحفاظ على كل نص مهما كان ضعيفا أو متهما مع الاحتفاظ بحق التحقيق وبناء العمل على ما أدى إليه الاجتهاد (فلا بد من حفظ كتلة النص بشكل أمين وجعلها موردا للدراسات حتى لو رفض النص في مجال العمل . وتبقى القيمة الحقيقية هي للنصوص الصحيحة ) . فلا نعلم ما الذي يكشفه لنا التطور العلمي مما قد يجعل ما لا نعقله الآن معقولا غدا. وهذا ما عمل به علماؤنا رحم الماضين وسدد الباقين، من الحفاظ على كتلة النص وإن كانوا لا يؤمنون به.ولا يبعد بأنه عمل الكثير من المخلصين من علماء السنة. وأنا كمثقف لا اقبل وصاية أحد ليفرض تقييمه عليّ بحجة عزل الصحيح وتثبيته وحذف الضعيف الذي يراه. نعم هناك أحاديث صحيحة بكل المعايير فهذه يمكن الإشارة إليها والى أهميتها بكل أريحية. وهذه مسألة دقيقة يجب أن نضع لها خطوط حمراء لا نسمح بتجاوزها لخطورتها. ))
-----------
تقول: ((يا أخي نحن نعاني من تحول الخلافة الإسلامية إلى ملك عضوض وراثي فجاء الإخوة الإمامية ليزيدوا على مبدأ الوراثة مبدأ الوصية الإلهية!أي أن ما فعله الأمويون سياسة أراد الشيعة تحويله إلى دين!ولعلك تعلم بأن الخلافة الفاطمية لم تختلف عمن سبقوها من عباسيين وأمويين في شيء يذكر. ))
أقول: ما لاحظته ،، أنك تضع ما تتخيله كمسلمة ثم تبني عليها ،،،
فأنت هنا تتخيل أن الشيعة إخترعوا مبدأ الوصية الإلهية زيادة على مبدأ الوراثة فحولوه إلى دين من عند أنفسهم ،،، طبعاً بلا دليل ولا برهان ،،، كما حصل في موضوع نهج البلاغة ،،، ولو تصرف كل شخص بهذا الأسلوب فلن يبقى من الدين شئ ،، فأنت تتخيل أن غيرك يتخيل !!!!
وإن كنت مستعد لإنكار هذه الأمور (( بهذه الطريقة )) ،،، فلا تقصر أخي الحبيب في هذا الشأن وأستمر في إنكار نبوة إبراهيم وإسحاق وإسماعيل ويعقوب ويوسف وموسى وعيسى
( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ {3/33} ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
فهنا الأمران معاً كما عند الشيعة (اللّهَ اصْطَفَى) و (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ)
-----------
تقول: (( غير أنني أرى أن الخلاف حول الخلافة مع غيبة الإمام الثاني عشر تحول إلى مسألة نظرية فقد عادت مسألة الحكم لتكون مسألة بشرية اجتهادية لا يتدخل الوحي في تعيين الشخص أو الجهاز فيها. ))
أقول: الإسلام اليوم تحول كله إلى مسألة نظرية وأحكامه أصبحت شبه معطلة ،،، اليس كذلك أخي شوكت ؟
-----------
تقول: ((وأما المناقشات العقائدية فلن تحل والرهان هو على التعايش السلمي الطويل والحوار بالحسنى بين العلماء من الفريقين لا بين العوام.
وأما الهجمات والتجريح فسيتقود إلى نتائج عملية وخيمة ذكرتها في هذا المكان ألف مرة وفي كل مرة يعود السادة ويبتعدون عن مناقشة ما أقول ويعودون إلى موضوع أعرفه حق المعرفة وهو عقائد الشيعة........ )) الخ
أقول: نعم هذا ماندعوا إليه ونتمنى أن يتفهم الإخوة هنا ذلك ،،
وتقبلوا مني خالص تحياتي ،،،
|