الموضوع: الى fatima
عرض مشاركة مفردة
  #23  
قديم 01-08-2002, 02:53 PM
السلفيالمحتار السلفيالمحتار غير متصل
لست عنصريا ولا مذهبيا
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 1,578
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى السلفيالمحتار
إفتراضي

ردّ فعل الخليفة على خطاب الزهراء (عليها السلام) :
اضطرب المجلس وتفرّق الناس وارتفعت الضجّة وأصبحت خطبة الزهراء (عليها السلام) حديث الناس فلجأ أبو بكر إلى التهديد والوعيد .

وروي أنّ أبا بكر لمّا شاهد أثر خطاب الزهراء على الناس قال لعمر : تربت يداك ما كان عليك لو تركتني ، فربّما مات الخرق ورتقت الفتق ، ألم يكن ذلك بنا أحقّ؟ فقال الرجل : قد كان في ذلك تضعيف سلطانك وتوهين كافّتك وما أشفقت إلاّ عليك. قال : ويلك! فكيف بابنة محمّد ، وقد علم الناس ما تدعو اليه وما نحن من الغدر عليه؟ فقال: هل هي إلاّ غمرة انجلت وساعة انقضت؟ وكأنَّ ما قد كان لم يكن. فضرب بيده على كتف عمر وقال : ربّ كربة فرَّجتها يا عمر ، ثم نادى الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس فصعد المنبر وقال :

أيّها الناس ، ما هذه الرعة إلى كلّ قالة ؟ أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله ؟ ألا من سمع فليقل ومن شهد فليتكلّم، إنّما هو ثعالة شهيده ذَنَبه، مربّ لكل فتنة هو الذي يقول : كرّوها جذعة بعد ما هرمت يستعينون بالضعفة ويستنصرون بالنساء ، كاُم طحال أحب أهلها اليها البغي، ألا إنّي لو أشاء لقلت ، ولو قلت لبُحت ، وإنّي ساكت ما تُركت .

ثم التفت إلى الأنصار فقال : يا معشر الأنصار قد بلغني مقالة سفهائكم وأحقّ من لزم عهد رسول الله أنتم ، فقد جاءكم فآويتم ونصرتم ، ألا إنّي لست باسطاً يداً ولساناً على من لم يستحقّ منّا ذلك ، ثم نزل[1] .

قال ابن أبي الحديد : قرأت هذا الكلام على النقيب أبي يحيى جعفر بن أبي يحيى بن أبي زيد البصري وقلت له : بمن يعترض ؟ فقال : بل يصرّح، قلت : لو صرّح لم أسألك، فضحك وقال : لعليّ بن أبي طالب، قلت : فما مقالة الأنصار ؟ قال : هتفوا بقول عليّ ، فخاف من اضطراب الأمر عليهم فنهاهم[2] .

دفاع اُم سلمة عن حقّ الزهراء (عليها السلام) :
بعد خطبة الزهراء (عليها السلام) في المسجد وكلام أبي بكر قالت اُمّ سلمة (رض) حين ما سمعت ما جرى لفاطمة (عليها السلام) : أَلِمثلِ فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقال هذا القول ؟ هي والله الحوراء بين الإنس ، والنَفس للنفس ، رُبّيت في حجور الأتقياء ، وتناولتها أيدي الملائكة ، ونمت في حجور الطاهرات ، ونشأت خيرة نشأة ، وربيت خير مربى ، أتزعمون أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) حرّم عليها ميراثه ولم يُعلمها ؟ وقد قال الله تعالى : (وأنذر عشيرتك الأقربين ) أفأنذرها وخالفت مطلبه ؟ وهي خيرة النسوان واُم سادة الشبان ، وعديلة مريم ، تمّت بأبيها رسالات ربّه ، فوالله لقد كان يشفق عليها من الحرّ والقرّ ، ويوسدها يمينه ويلحفها بشماله ، رويداً ورسول الله (صلى الله عليه وآله) بمرآى منكم ، وعلى الله تردون واهاً لكم ، فسوف تعلمون.

قيل : فحرمت من عطاءها تلك السنة[3] .

6 ـ إعلان المقاطعة :
لم تتوقّف الزهراء عند خطبتها، فقد استمرت في جهادها واختارت الاعتصام عن الكلام مع أبي بكر هذه المرّة ، فأعلنت رسميّاً أمام الملأ : «والله لا اُكلمك بكلمة ما حييت»[4] .

ولم تكن فاطمة (عليها السلام) من سواد الناس ، بحيث لو قاطعت الخليفة لم تؤثّر عليه ، ولم يكن الأمر غير ذي بال ، ففاطمة عزيزة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحبيبته ، ولم يخف اهتمامه (صلى الله عليه وآله) بها وحبّه لها على أحد ، وهي التي قال فيها: «فاطمة بضعة منّي ، من آذاها فقد آذاني» .

وانتشر الخبر رويداً رويداً : إنّ فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ساخطة على أبي بكر ولم تكلّمه ، وسمع بذلك القاصي والداني من داخل المدينة وخارجها فتساءل الناس ، وازدادوا نفوراً من الخليفة يوماً بعد يوم، ورغم محاولات الخليفة إعادة المياه إلى مجاريها والمصالحة مع الزهراء إلاّ أنّها (عليها السلام) استمرت في جهادها وبقيت على صمودها حتى مضت إلى ربّها شهيدة مظلومة .

المعنى الرمزي والسياسي لفدك :
إنّ الحركة التصحيحية التي قام بها الإمام عليّ والزهراء (عليهما السلام) لإعادة الخلافة الإسلامية عن جادة الانحراف اكتسبت ألواناً وصيغاً متعدّدة، وتزعّمت الزهراء الجبهة السياسية العلنيّة، وتنوّعت أساليب المطالبة بحقّ خلافة الإمام عليّ (عليه السلام)، ومنها المطالبة بفدك، وحتى هذه المطالبة تلوّنت بعدة ألوان .

والباحث الموضوعي في دراسة خطوات الصراع وتطوّراته والأشكال التي اتّخذها لا يرى أنّ المسألة مسألة مطالبة بأرض ، بل يتجلّى له منها مفهوم أوسع من ذلك ينطوي على غرض طموح يبعث إلى الثورة ، ويهدف إلى استرداد حقّ مغتصب ومجد عظيم ، وتصحيح مسيرة اُمّة انقلبت على أعقابها، وقد أحسّ الحزب الحاكم بذلك، فتراه قد بذل قصارى جهده في التحدّي والثبات على موقفه .

ولو فحصنا أيّ نصّ من النصوص التأريخية المتعلّقة بفدك فلا نجد فيها نزاعاً مادياً أو اختلافاً حول فدك بمعناها الضيّق وواقعها المحدود ، بل هي الثورة على أساس الحكم المنحرف والصرخة التي أرادت لها الزهراء (عليها السلام) أن تصل إلى كلّ الآفاق، لتقتلع بها الحجر الأساسي الذي بُني يوم السقيفة .

ويكفينا لإثبات ذلك أن نلقي نظرةً فاحصةً على خطبة الزهراء في المسجد أمام الخليفة وبين حشود المهاجرين والأنصار ، فإنّها تناولت في أغلب جوانبها امتداح الإمام عليّ (عليه السلام) والثناء على مواقفه الجهادية الخالصة لخدمة الإسلام، وتسجيل الحقّ الشرعي لأهل البيت (عليهم السلام) الذين وصفتهم بأنّهم الوسيلة إلى الله في خلقه وخاصته ومحلّ قدسه وحجّته ، وورثة أنبيائه في الخلافة والحكم .
__________________
من روائع شعري
يمامتي
ابيحوا قتلي او طوقوا فكري سياجا
فان قتلي في دجى الليل سراجا
EMAIL=candlelights144@hotmail.com]لمراسلتي عبر الإيميل[/email]