الأخ الكريم الصادقي
كنت ذات مرة تمنيت على الإخوة الإمامية أن يعلنوا عن طريق مراجعهم إيقاف مبدأ التقية ما دام ما عاد له حاجة وهذا لتتوفر الثقة في أي حوار.
على أن ما نقل عن الإمام جعفر الصادق من قوله "التقية ديني ودين آبائي" قد يدفع بعض علماء الشيعة إلى القول إن التقية جزء لا يتجزأ من الدين.
ومن العجيب في الواقع أن تفسر حتى أحكام واجتهادات فقهية على أنها من التقية إذ بهذا خرجت التقية عن هدفها المفترض وهو حفظ المؤمنين بتضييع الإيمان نفسه!
وقد مرت في تاريخ الإسلام أزمنة حكمت فيها الشيعة وهي كثيرة منها زمن البويهيين وغيرهم ولن أذكر الفاطميين لأنهم من الإسماعيلية وهم في الأصل غير الإمامية ولو أن بعض الإمامية يدافعون عنهم على أنهم دولة شيعية وهذه نقطة تستحق البحث الهادئ المقترن بكل أصول الحوار من احترام المتحاورين لبعضهم وعدم الفحش والإقذاع والسباب مما أجده هنا غالباً.
ولم الذهاب بعيداً؟فالفقهاء الشيعة يحكمون إيران وهم بلا ريب يعيشون بلا خوف في بلاد أخرى كثيرة.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فأنا أعلم بالتجربة أن صفة انعدام الثقة التي يوحي بها مبدأ التقية الذي أتمنى أن يلغى رسمياً قريباً لا تخص كل الأفراد المنتمين إلى المذهب الشيعي بالقناعة أو بالوراثة العائلية فما أكثر من يقول الكلمة ويعملها ولا يخفي حقيقة موقفه فيهم .أقول هذه الملاحظة الأخيرة عن تجربة لأنني عشت في بلاد فيها قدر كبير من الشيعة وعاشرت كثيراً منهم والله يقول"ولا تبخسوا الناس أشياءهم" ويقول "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"
|