عزيزي عمر مطر سلاماً من صبا برجا أرقّا، وبعد أولاً أردّ بقول_من باب التندر_ الفرزدق لعبد الله بن اسحق "علينا أن نقول وعليكم أن تتقوّلوا"
ثانياً أرد عليكم رداً لغوياً من اللغة نفسها، فأقول مع إيماني بأن الثعالبي من الفرسان اللغويين الذين لا يشق لهم غبار لكن ما تعلمته يدفع بي دائماً للبحث عن مخرج، والمخرج هنا أن " افتعل " تأتي بمعنى "فعل" كالأمثلة المذكورة، وقد تأتي بالمعنى الذي قصدته، ولذا وسأدرس (اقتنى) الذي أتى بمعنى (قنى)، وأرى أني لا أذهب بعيداً عن نفس المنطق المتّبع إذا أضفتُ شرطاً واجباً لكي يرد وزن "افتعل" بمعنى "فعل" وهو أن "المُفتَعَلُ" للنفس لا بها (كما ورد في نصي)، ألا ترى أنّ اقتنى واشتوى غير استوى(بمعنى ارتقى وجلس)؟ وهكذا فإني أقول بمعنى قولٍ لابن جني ورد في كتابه الخصائص (أن استعملات الأبنية والأوزان اللغوية قد تعطي في الأستعمال عدة معان، وأنها تختلف بين قوم وآخرين) ولذا فإني أحكّم السياق في تحديد المعنى.
وختاماً أقول لَهُوَ جميلٌ هذا النقاش، وإنه ليثير في النفس من ينابيع اللغة ما تدركه فطرةً وطبعا، فإذا انكشفت تلك الإشارات والملامح سعى العقل جاهدا كى يقننها، وأنى له ذلك

فاللغة جسم حي ما دام هناك من يقول ويكتب بها ويقننها، ومن إشارات الحياة اتساع اللفظ الواحد لأكثر من معنى.... واختلاف الآراء لا يعني بالضرورة أن أحدها لم يصب، فمن خلال معرفتي بلغات أجنبية كالفرنسية والفارسية، أكاد أطلق حكما بأنه من طبيعة اللغة العربية (لاتساعها في المبنى والمعنى ولاضطراد العلاقات بين هذين الأُسين) أن تثير الاختلاف في الآراء عند من يحولون التنظير فيها، والسلام