الحمد لله رب العالمين
بمناسبة ( الحول ) الذي أوردته أختنا اليمامه
سأتطرق في هذه الجزئية من هذا الموضوع إلى أمر الوجه ودوره في الفراسه ، فقد عرفنا في بعض ثقافاتنا العامية مصطلحات منها ( صاحب القلب المضئ والوجه المضئ، وصاحب الوجه العابس والقلب المظلم )
ونجد كذلك أن صاحب الوجه المضئ ينطق بأحسن الأقوال والأحاديث لما يتمتع به من صفاء القلب والعكس صحيح أيضاً.
ولقد ذكر القرآن فى سورتى القيامة والمطففين ما يبرهن على ذلك: قال تعالى: "وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة".
ويقول تعالى: "إن الأبرار لفى نعيم، على الأرائك ينظرون، تعرف فى وجوههم نظرة النعيم".
ويقول الإمام على رضى الله عنه: "ما أضمر أحد الأشياء إلا ظهرت فى فلتات لسانه وصفحات وجهه".
وكل هذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن المؤمن هو صاحب الوجه المضئ واللسان النظيف الذى يظهر عليه ما يتمتع به قلبه من صفاء ونقاء وطهارة.
ومن هنا نقول .. إن علم الفراسة كان معروفاً قديماً أيام الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يكن معروفاً كما عرفناه فى العصر الحديث
حيث أصبح عملية تحرٍ يتدرب عليها أناس للوصول إلى اكتشاف الجرائم ومعرفة اللصوص أو العثور على أشياء مفقودة، وقد تشمل دراسة تفاصيل الوجه للاستدلال على النسب بين الأفراد.
وعلمنا أن الفراسة هي التعرف على الخلق الباطن في الشكل الظاهر للإنسان
ولاشك أن الفراسة من العلوم العقلية المنتمية إلى المنطق.
والمنطق هو القواعد العقلية التي يعول عليها في إصدار الأحكام بشكل سليم والتي تعد من أهم موضوعات الاستدلال، أي التعرف على المجهول من خلال الدلائل المعلومة.
وما الفراسة إلا أحد أشكال الاستدلال المنطقي، فمن خلالها يستدل على خصال وطبائع الشخص من خلال شكله الظاهري وسلوكه وعاداته الظاهرة والفراسة بمفهومها العام هي أساس النهضة العلمية الحديثة.. فعن طريق الملاحظة والبحث في صفات المواد الظاهرة وربط بعضها بالبعض نخلص إلى نتائج وقوانين عامة تحكم هذه المواد.
وقد سبق أن ذكرنا تأثير الروح الإنسانية على الجسد، كذلك ظهور المشاعر الإنسانية المتعددة على تعبير الوجه وبعض أعضاء الجسد
والقاعدة العامة أن الروح الإنسانية تعمل على تشكيل الجسد الإنساني في الصورة التي تلائمها وتبين خصائصها وصفاتها.
والوجه بالذات يكفي بذاته للاستدلال عن معرفة كل ما يحتاجه الإنسان عامة في التعامل مع الغير ومنها إدراك صفاته وأخلاقه وانفعالاته المتعددة لمعرفة هدوئه وغضبه وشروره وحزنه، بل إدراك ما هو أبعد من ذلك من صحته ومرضه في كثير من الأحيان.
كذلك فالإرهاق الجسدي والذهني وهما من المجهودات التي تقع على أعضاء الجسد ودماغه فإن الوجه يظهرهما بأكثر من صورة.
ولما كان الأمر كذلك فإن الوجه له أهمية كبيرة جداً للإنسان
وفيه تتركز معظم حواسه التي تدرك المحسوسات الخارجية وتصل العقل الإنساني بما حوله من أشياء وتترك انطباعاتها داخل عقل الإنسان لتميز الضار من النافع .
والموضوع لا زال في بداياته
يتبع
السلام عليكم
__________________
كن كالنخيل عن الأحقـاد مرتفعــاً
ترمى بصخـــر وتعطي أطيب الثمر
|