" تتمة "
القاعدة الثانية عشرة : أن لا يتنازل المسلم عن شيء من دينه تحت ضغط المساومات والقهر :
ألا نتنازل عن شيء من ديننا ، وأن نكون واضحين : فلا نزِّيف الواقع لنوهم أنفسنا ، ولا نزِّيف ديننا تحت ضغط المساومات . ولو فعلنا ذلك فإننا نخسر أمرين :
أولاً : نصرة الله وعونه حين نغير في دينه .
ثانياً : احترامهم لنا وهيبتنا في نفوسهم ، لأنهم يعرفون ديننا ويعرفون أننا نخفي أو نكذب أو نظلل .. اعرضوا دينكم كما نزل من السماء .
القاعدة الثالثة عشرة :أن يؤمن أنه مأمور بالدعوة وأن الهداية من عند الله
أن تتذكروا أنكم مكلفون بالدعوة مأمورون بها ، وأما الهداية فهي من عند الله . فقوموا بواجبكم كما أمركم الله وبلغوا دينه كما أُنزل على محمد r ، وأمضوا على صراط مستقيم .
إن الداعية المؤمن الصادق الذي يحرص على أن يصدق الله في تعامله مع مجتمع غير مسلم يشعر بقوته وعزته ويدرك حقيقة مهمته في هذا الواقع وفي الحياة كلها . إنه يدرك أن عليه أولاً أن يؤثر في المجتمع الذي يدعو فيه بفضائله والخير الواسع الذي يحمله ، وألا يتأثر بفساد المجتمع وفتنته وضلاله . إنه يؤثر ولا يتأثر . إنه يعطي الخير الذي يحمله ويأخذ "العلم" التقني الذي ينقصه . إنه على نور من ربه الله الذي لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى . فهو يعرف بذلك ما يأخذ من هذا المجتمع وما يدع ، وما يعطي وكيف يعطي .
إن المسلم الذي يضطر للإقامة في مثل هذه المجتمعات غير المسلمة عليه أن يتحمل تبعة تلك الإقامة ، وينهض لمسؤولياتها ، إن كان حقاً يؤمن بالله واليوم الآخر ، ويسعى إلى الجنة ويفر من النار . عليه أن يتزود بالزاد الحق من صفاء الإيمان وصدق العلم بمنهاج الله,
وعلى المسلم أن يقدر هو الموقف كله ، وأن يقدر مدى قدرته على تحمل ما يلقاه هناك من فتنة أو أذى في دينه وعرضه ومروءته . فمن وجد نفسه ضعيفاً وغير مضطر فالنجاة النجاة إلى ملجأ آمن .
لأن يفقد الإنسان كل زخارف الدنيا ، وزينتها خير له من أن يفقد الدار الآخرة التي يكون فيها الحكم الفاصل من الله سبحانه وتعالى ، فإما إلى جنة وإما إلى نار . فليسرع إلى الجنة ركضاً .
إن الخطر الواضح أمامنا اليوم أن بعض المسلمين يستسلمون لضغط هذا الموقع ، فيحاولون التوفيق بين حقٍ بين وباطل مكشوف ، متنازلين عن بعض حقائق الإسلام ، إرضاء لأعداء الله الذين يحاربون الإسلام .
ولقد ظهر في أكثر من موقف أن كل محاولات المجاملات والإرضاء على حساب الدين لم تعد بالخير على المسلمين ، ولم تستل الحقد المغروس في نفوس الأعداء ،ولم تمنع إجرامهم ولم توقف عدوانهم . ولكن هذه المحاولات جعلت من قام بها يخسر نصرة الله من ناحية ، ولا يكسب رضاء أعداء الله ، فيخسر بذلك الدنيا والآخرة .
--------------------------------------------------------------------------------
بتصرف من كتاب(التعامل مع مجتمع غير مسـلم ) 175-181 -
|