عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 19-08-2002, 10:39 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

لعمري لنعم الرفيق أنت يا عمر.
وللأخ يتيم الشعر أقول:بالفعل لأحاول أن "أحرر المسألة" كما كان قدماء الفقهاء يقولون فأقول: إن النثر أعني به أمرين اصطلاحاً ولا مشاحة في الاصطلاح :الأمر الأول هو النثر الفني وهو في الحقيقة "النثر" إذ ليس النثر إلا عند السيد جوردان كل ما لم يكن شعراً. وهو يتضمن القصة والمقال الفني والمقامة والرواية إلى آخر هذه الفنون القديمة والجديدة.
أما الثاني فسأعني به كل الكتابات العلمية والتحليلية كالاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم السياسة وعلم الأدب المقارن وغيرها من العلوم التي تسمى "علوماً إنسانية".
أنا مع مضاعفة الاهتمام بالنثر بمعنييه الأخيرين لا لأمر مزاجي وليس لأنني أعتقد أن الاهتمام بالنثر يزيد فرص الغنى أو الشهرة،وليس حتى لأن هذه الأبواب من الكتابة ممتعة أكثر.
أنا مع زيادة الاهتمام بالنثر لاعتقادي أن الكتابة النثرية فيها تدريب للذهن على الانضباط العقلي والمنطقي والمسؤولية الفكرية.وهذا يزيد احتماله في النثر على احتماله في الشعر.بل كلما اقترب الشعر من المنطق قلت قيمته الفنية كما هو معلوم وقد قال الشاعر القديم:
كلفتمونا حدود منطقكم..في الشعر يغني عن صدقه كذبه
الدافع الذي دفعني إلى هذا هو الدافع العام لكتاباتي منذ أكثر من سنة: تلمس السبيل إلى النهضة الاجتماعية الحضارية الشاملة والخروج من هذه الكبوة التي هي تهددنا بالخطر على الوجود.
فأنا لا أنفك في كل سلوك صغير أو كبير أسأل نفسي: هل هذا السلوك مفيد للنهضة أم هو ضار؟
أختي منال:
ليس الأمر بالتأكيد أمر كبس على الزر ليكتب المرء ما يرتئيه الناصح.
ولكنك مع ذلك لا تستطيعين استبعاد تأثير التوجيه والمثل في تسيير الشباب باتجاه معين،فإن وجد الشاب نفسه في شلة تقرض الشعر مال إلى قرضه،وإن وجد شلة تهتم بالدراسات الاجتماعية مثلاً اهتم بها وهذا وفق الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها من التأثر بالآخرين، وهي فطرة قابلة للاستخدام السلبي والإيجابي كما تعلمين.
ولا ريب عندي أن المجتمع بعد كل هذا سيبقى فيه من يكتب الشعر ومن يكتب النثر وإنما السؤال هو: هل يكتب تسعون بالمائة تسعين بالمائة من نصوصهم شعراً أو ما يتلاءم مع روح الشعر أم لا؟
القضية تتعلق بهذه الحدود القابلة للتحريك،وهي قضية تربوية اجتماعية.
الرد مع إقتباس