[السنونو المهاجر]

منذ استلم الخليفة عمر بن الخطاب مفاتيح القدس ، وتعهد بحفظها وحمايتها من الطامعين والغزاة ولا سيما اليهود ، لم تنعم فلسطين بالأمان والسلام إلا في فترات الازدهار أيام الأمويين والعباسيين ، بل فقد شرعت الجيوش التتارية والمغولية بالزحف على بلاد الشام وعلى فلسطين من الشرق كالجراد المنتشر ، كما تحركت الجيوش الصليبية من الغرب في تسع حملات استمرت هجماتها زهاء مائتي عام في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين ، ولم يكن الخروج من هذه المحن ممكناً إلا برفع راية الجهاد واستعداد أبناء امتنا للاستشهاد ، وفي ظل هذه الراية المباركة برز قادة عظام من أمثال قُطُزْ صاحب نداء – وا إسلاماه – والظاهر بيبرس وكلاوون ، وقبلهم شرفت امتنا بالقائد البطل صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه ، فكانت (( حطين )) معلماً مضيئاً في تاريخنا ، طهر الأرض من دنس الغزاة ، وألحق بالمعتدين هزيمة نكراء ألبستهم ثوب الذل والهوان إلى يومنا هذا .