[السنونو المهاجر]

أشم رائحة تأليب الحيوانات الأليفة علي بين طيات مفرداتك وعباراتك.. نعني من مشكلة الوحوش، أمرنا لله، أما أن تكبر المشكلة وأصير مرتعدا كعشبة غضة في مهب الريح لمجرد رؤية صرصار أو جعل أو خنساء أو بعوضة عربية.. هذه هي الطامة الكبرى.. فما بالك بخفافيش وعسس آخر الليل..!
ولعملك لا أخاف مطلقا من زيارة الطبيب، عشرات المرات أذهب حتى مدخل العيادة ثم اقفل راجعا.. يعني الخوف ليس من مبنى العيادة، بل من يصول ويجول فيها. وإن قرر معالي الطبيب زيارتي فساهجر بيتي واستوطن أعالي الجبال وهذا وقتها يعتبر اعتداء على حقوقي.. من حقي أنا أمرض أو اتمارض وهذا شأني. ما دخل الطبيب في الأمر طالما لم استدعه..!
أما بما يخص سلخي وسلقي المسبق، احببت أن اقدم خدمة واسهل عليكم المسألة، أي شبه معلب، نصف جاهز. يعني العرب يستوردون كل شيء جاهز، من الخيط والإبرة حتى الكومبيوتر الذي نكتب منه الآن. يستهلكون ولا يصنعون، أم أنهم لا يحسنون غير السلخوالذبح.
أما عن تهديدك لي بالقلق فلا فائدة منه، لا يمكنك تصور كم أنا قلق وخائف من هذه الوحوش. ربما يتربص بي خطر واحد أخشى ألا يطالني.. ليسلخوا جلدي ويلبسوه لجحش العمدة لا يهمني، أما لو استبدلوا اطول عضو في جسمي أو قصروه، فهل يتغنى مبتور اللسان بالحسان..!