*
الأستاذ الشاعر البارز الصقر
إن شعركم من الشعر الجميل الأصيل المطبوع!
آمل أن تتقبلوا مني هذه الأبيات المتواضعة. و لما كانت القصيدة ذكرتني بقصيدة قديمة لي فآمل قبول نشرها هنا هدية متواضعة مني.
======
و حييتَ حييتَ من شاعر ٍ
أتى للخيام ِ فسحَّ المطرْ
أتى بالقريض ِ و ألوانهُ
خزامى الرياض ِ و لونُ الزهرْ
ينسقهُ في جميل ِ المعاني
فترقصُ منهُ الرؤىَ و الصورْ
و أعجبني فيهُ طبعٌ أصيلٌ
فلاتَ تـَـكـَـلـُّـفُ حينَ انتثرْ
و ذكرني بعضَ شعري القديم ِ
من الشعر ِ نـُـظـِّـمَ و قتَ السحرْ
فقدمتهُ لكَ في باقة ٍ
من الود ِّ لما شعوري انبهرْ
====
قصيدة كم أنتظر
من ديوان دموع المعاناة المنشور عام 1984 م
احبُّ الورودَ و نفحَ السَّـحَـرْ
و وَجْـهـاً جميلاُ يبزُّ القمـرْ
و طبعاً أصيلاً و قداً نحيلاُ
و خداً أسيلاً نسيماً عَـبَـرْ
و جُـلَّ حياء ٍ و عينَ عطاءٍ
و جيدَ ظباء ٍ و وجهاً أغـرْ
و كشحـًا تفيـَّـأ ظلا ً وريفـًا
توسّـط َ منتزهـًا للنظرْ !
وخصرَ الغزالِ حذار ِ حذار ِ
نذير معاناة ِ من يعتبرْ
و ردفا ثقيلاً و ساقاً طويلاً
فلولا التباطؤَ كان انْـكَـسَـرْ
---
حديثك ِ عذبٌ يثيرُ الخيالَ
فيطربُ عقلي بشتى الفِـكَـرْ
و صوتكِ ينسابُ كالعندليب ِ
فأنسىَ لذيذ َ لُـحون ِ الوتـرْ
---
يذكِّـرني نـَسـْـقُ هذا الجمال ِ
برسم دافينشي و شِـعْـر ِ عـمـرْ
و لو أن فن دافينشي رأى
و شَـم َّ العبيرَ لكانَ انتحرْ
---
سأذكرُ يومَ لقانا الوحيد ِ
و كيف ارتعشنا و زاغ َ البصرْ
و كنا نحاذرُ عينَ الرقيب ِ
و كيد َ الحسود ِ و لَـمْـز َ البَـشَـرْ
فلما هدأنـا و طابَ المُـقـامُ
هصرنا الغصونَ فطابَ السَّـمـرْ
يصارعُ فينا الشبابُ العــفـافَ
فلما خلونا العفافُ انتصرْ
فيالكَ من مجلس ٍ شيق ٍ
يفيض شذىً و هوىً مُـسْـتـعِـرْ
و يملأنا الغيظ من ساعة ٍ
تدورُ سريعاً لا ثنيْ عَـشَـرْ
---
أحبكِ حبـاً يعُـمُّ الـوجـودَ
يذيبُ الحديدَ فيصغي الحجرْ
أحبكِ حبَّ الطيور ِ الشجَـرْ
و حبَّ النبات ِ نزولَ المطرْ
و حبَّ الشجاع ِ ركوبَ الخطَـرْ
و حبَّ الشيوخ ِ زمان َ الصـغـَـرْ
بقلب ٍ رقيق ٍ و حس ٍ دقيق ٍ
و دمع ٍ دفيق ٍ هوىَ فانـْـهَمَرْ
---
أ فاتنتي إن قلبي الجريح
شفيعي لديكِ فكم انتظر ؟
سأبقىَ هنا شاخصاً في السماء ِ
أعُـدُّ النجوم و أرعىَ القـمَـرْ
فبـعْـد الظلام ِ يجيءُ الضياء ُ
و بعدَ الجفافِ يجيءُ المطرْ
*
__________________
*
يعيرني أني لقوميَ أنتمي
فقلت لهُ: إني بذاك فخورُ
سلاسل أنساب ٍ لنا عربية ٌ
و قومٌ كريمٌ كلهمْ و جسورُ
و ( أنتَ ) إذا صحَّ انتسابك للذرىَ
فلا شكَّ فرعٌ يابسٌ و صغيرُ!
*
|