[عمر مطر]

يا من نسيتَ من الخريفِ ربيعَها
كم خاطبٍ قد جاء قبلك مُعجبا

لكنها زهدتْ بهم ولك اشترتْ
طمِعَتْ بأن تأتي تقودُ الأشهبا *

كانت تقول: أحبه ويحبني
فلمَ التجاهل، لا نجا مَن كذّبا

ومتى تزور أبا الخريف مصاحبا
للوالدين و(جاهةٍ) كي تخطبا

وتقول كوني زوجتي ومن الجوا
هِرِ في يمينك حفنة مستصبحا

فإذا رأيت الحرف في فمها يكا
دُ يكون نونا قلت: عمْ مُتهيّـبا

(نَعَمٌ) تناجيك الخريف وإنها
ليكاد يُحرجها اللسان مكذّبا

فتطير أنت إلى السماء وتشتري
بعض الكواكب كي تكون الموكبا

وتقول: مهلا يا خريف فإنني
سأريك بيتي راجيا أن يعجبا

تجري بها نحو البحار وتقعدا
فوق الرمالِ تناجيانِ الكوكبا

وتزمزمان الرمل حتى تختفي
عين الحسود وينبني خِدر الظبا

كم كان جهلا في الحياة وأهلِها
حُلـُم الخريفِ فسائلوا من جرّبا

ما كنتَ عدلا في الزواج وإنما
مَثـَلُ الخريفِ كمن تزوّجَ ثعلبا

يجري الزمانُ وتنجلي أخباره
ولكل حُبلى موعدٌ كي تُـنجِـبا

والآن عدنا للمحاكم بينما
أثقال دنياي امتطين المنكبا

ولقد عهدتُ البنتَ تملي شرطها
وقد اشترطتَ فأيـُّنا هِيَ، لا أبا **

(الرد على الشروط)

1- أما (النهار قصائدٌ) ما دام لم
تكن القصائد للتغزل ملعبا

فنهار كل العالمينَ بشمسهم
إلا نهارك حيث طال المغربا

أما التسامر يا صغير فإنني
حاولتُ أقنعُ خافقي لكنْ أبى

2- حل المشاكل بالتفاهم بيننا
سلفا صغيري لا تكن متهربا

وعداً عليّ فلا أقول لجارتي
ما لم تقل لجمالٍ او محمود با ***

3- وتعهد أن الصحونَ مآكلٌ
وكذاك زيرٌ ليس إلا مشربا

وبذاك يخرج بالشروط ملاعقٌ
أما المُدى ليست سوى أن أغضبا

4- والمال لي، حتى أحدّثَ نعمة
فالله للـنُعمى حديـثا أوجـبا

وأخاف إما نكفرنّ هباته
فيصير حرثك بعد خصبٍ أجدبا

أما التزين والتطيب لا تخفْ
قد كان ذلك من أحاديث الصبا

ولقد وددت لو انها أجدت بكم
لكن فشلتَ وكنت أنت الأخيبا

5- أما المؤخّرُ ما حييتَ فجائزٌ
تحصيلـُه فإذا قضيتَ استوجبا

والصلح خيرٌ يا صغيرُ فلا تقلْ
إلا الحقيقة لست أطلب مكسبا

* أي الجواد الأشهب.
** تقول العرب: لا أبا لك.
*** المقصود: الأستاذ محمد ب، و(او) تقرأ بوصل الهمزة لا قطعها.