مرافعة
*
مرافعة لفضيلة القاضي جمال
صورة للمدعي بالانابة الأستاذ عمر مطر
***
المقدمة:
******
عهدي بمسروق ِ(*) الزمان حروفهُ
عدلٌ و كانَّ على الحديثِ مُهذبا
غدرَ الزمانُ بهِ فعادَ حُطيئة ً
بدلَ ( المُـوَفـَـق ِ ) صرتَ تسمعُ ( أخيبا)!
من بعدِ ذلكَ صارَ محوَلا لذا
وصفَ الخريفَ ( على العدالةِ ثعلبا )
هيا اسمعوا أضحى الخلافُ أ ثعلبـًا
أمْ أنها كانتْ تناورُ عقربا
الدفاع:
******
- 1-الطلاق رجعي و ليس بائنا:
**
إن الخلافَ على الطلاق أساسهُ
دعوى خريفٍ بالثلاثةِ مسبقا
بينا يرى هذا الصغيرُ بأنهُ
- غضبانَ - طلقَ في اثنتين ِ- و مُرْهقا
فلهُ الرجوعُ بدون ِ عقدٍ مُسبق ٍ
فطلاقُ غضبان ٍ كأنْ لمْ يُـنطقا
و لذاكَ مطلبها يراهُ مخالفـا
فتوى المشائخ ِ و العقولَ و منطقا
و بأنَّ طلقتهُ الألـَى - مشطوبة ٌ -
قبلَ الدخول ِ! كما أبانَ و ألـْـحـَـقـا (1)
- 2- الشروط و ما أدراك ما الشروط:
**
إن العقودَ – كمثل ِ بيع ٍ – جائزٌ
فيها الشروط ُ لمنْ أضيرَ و أتـْـعِـبا
و إذا أتتكَ شكاية ٌ من أعْور ٍ
فلعلَّ مَشكيـًا ! أيا منْ جرَّبـا
أما القصائد في التغزل ِ فهي لي
حلمٌ جميلٌ مثلَ أنسام ِ الصـبـا
لا شعرَ مكلوم ٍ يجئُ مولـْـولا ً
و كأنـما أبدًا يجافي المـَـكـْـسبا
إن التغزل في القريض ِ لتاجهُ
و أرى سواهُ – سوى المكارم ِ – كالهبا
أما التسامرُ – ذاكَ أكبرُ مشكل ٍ
في من تعوَّدَ في ( العناكب ِ ) (2) مَهْربا
فإذا أرادَ معَ المساء ِ حقوقـَـهُ
قالتْ و أبدتْ بالشراسةِ مخـْـلـَبا
دعني أردُّ على النوادي إنني
غضبى على كلبٍ عليَّ معقبا
و يمرُ ليلٌ و النوادي كالدّبا
و يحارُ في حلِّ العويص ِ " ديدبا " (3)
و أعودُ للقاضي بأمر ِ ملاعق ٍ
و مُدىً سلاحـًا أن ذلكَ في الرِّبا
أو ما كفىَ رأسًا لمال ٍ عندها
جيبـًا وفيرًا في المطالبِ أجدبا !؟
أما التزينُ فهو دومـًا دأبها
عندَ الخروج ٍ لناهد ٍ أو زينبا
و لنا لِـتـَـلـْـبسَ من ملابس ِ مطبخ ٍ
و العطرُ من خلطِ البَـهار ِ مُـرَكـَّـبا
أما المؤخرُ إن دخلتُ فانهُ
من ذاقَ معسولا ً عليهِ استوجبا
فخذِ الحقائقَ يا قضاءُ و لا تكنْ
بالزيفِ مغرورًا و لا متبذبا
===
(*) كما اسماهُ ( مُسمى )
(1) كان بين موقفه في بطلان التحريم قبل الدخول في القصيدة المرفقة و عنوانها الطلاق
(2) المقصود الشبكة العنكبوتية.
(3) بيدبا الفيلسوف صاحب دبلشيم الملك في ألف ليلة و ليلة.
=================
قصيدة الطلاق و كان كتبها المتنبي الصغير الى روقة خريف ردا على قصيدة لها سرقت منه في احدى سفراته
أجدتِ بفنكِ الراقي رفيقي
و بينتِ المعالم في الطريق ِ
و جئتِ بعفوك الغالي يميس
إلي بقولكِ الزاهي الرقيق ِ
و شكرا لانعتاقي من عبوس ٍ
لديكِ يزيد ُ من نكدي و ضيفي
و لكني أراود في – طلاق –
أتي قبل الدخول إلى الرحيق!
فرديني إليك بدون عقد ٍ
جديد حسبَ منهجنا العتيق ِ
و لو كانَ الطلاق بلا ثلاث
قبلت مصيبتي و بلعتُ ريقي
فهذا واحد و لديَّ فيك ِ
طلاقان ِ.. و لي منك ِ حقوقي
!!
*
|