إلا الأمة الإسلامية فليس لديها أن تحكم عواطفها ومشاعرها ، بل هي أحكام طاهرة منزلة من حكيم حميد ، وواضحة جلية غير قابلة للتحويل والتبدبل ، بل إن الإسلام نهى عن التمثيل بالقتلى ، فالمسلم ملزم بهذا الشرع الحكيم ليس له أي مجال لتغييره وفق نزواته ومتطلباته وأهوائه كما يفعله على هذا النحو الغرب الفاجر مع قوانينه .
ولأجل ذلك يعترف من ينتسب إلى دعاة حقوق الإنسان أن ليس لديهم أرض ثابتة يقفون عليها ، ولا منهج منضبط يسيرون عليه ، وإن كانوا صادقين ، فبأي مرجعية يعتبرون حقوق الإنسان هذه ! ؟ .
فأسير المسلمين يصور للكفار المقامات السامية في الأمانة والرحمة الشرعية فلا يستحل المحرمات لأجل أنه أسير بين يدي الكفار ، فهذا خبيب لما أسر ظلماً وعدواناً استعار من بعض بنات الحارث موسى ليستحد بها فأعارته ، قالت فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه قالت فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي فقال تخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك ، والله ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب ، والله لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر ، وكانت تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيباً فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب ذروني أركع ركعتين فتركوه فركع ركعتين ، ثم قال لو لا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها اللهم أحصهم عددا ، ثم قال
ما أبالي حين أقتل مـسلماً ... على أي شق كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلوٍ ممزع
رواه الإمام البخاري في صحيحه (4086) من طريق الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عيناً وأمر عليهم عاصم بن ثابت ..... فذكره
فخبيب رضي الله عنه وأرضاه ، منعه الدين من قتل هذا الطفل ، ولهذا تعجبت من أمانته ودينه هذه المرأة الكافرة .
ومن محاسن الدين الإسلامي أنه حرم قتل الأسير إذا أسلم ، ومحاسن الإسلام في معاملة الأسرى كثيرة مبسوطة في كتب الفقه والحديث .
ثم إن الإرهاب الأمريكي تعدى ولم يقف على حد حتى وصل إلى المساجد ، ففي مدينة "ممفيس" أطلق جار المسجد النار على المصلين وهم يؤدون صلاة الفجر ، وبعد يومين تم إطلاقه بكفالة وبدون أن يفتش رجال الأمن بيته ، رغم أنه اعترف بارتكاب الجريمة ، وقد تكررت الحوادث هذه في مسجد "دنفربكولو" ومسجد "بوبا" وفي ولاية كاليفورنيا ومسجد "جرنيفيل" وتعرض المركز الإسلامي في "سبرينج فيلد" للتدمير التام .
وهذا غير المجازر التي باركتها أمريكا في الشيشان والبوسنة ومقدونيا وكوسوفا وكشمير والفلبين وجزر الملوك وتيمور وغيرها من الأرضي الإسلامية .
ويا الله يا للمسلمين من هذا الجرائم المؤلمة ، والأفعال الشنيعة ، والمواقف المؤلمة... أين أمة المليار ، من هذه الثيران الهائجة ، والوحوش الشريرة ، والمواقف الفضيعة
أين العقلانية ؟ ! أين الإنسانية ؟ ! أين القيم الأخلاقية ؟ ! بل أين القوانين الدولية؟ ! والأعراف المرتسمة ، ! أليس فيهم رجل رشيد ؟ !
حقاً إن هذه جرائم وحشية ! وأفعال شيطانية ! وتصرفات حيوانية صامته .
وأين القانون من ظلم الغرب للإسلام ، ظلم مركب ، دفع المستشرق البرتغالي ارنولد أن يقول ( جل أسفي كان على هذا التحامل والتجريح على الإسلام دون غيره من الأديان الأخرى ) .
إن أمريكا لا تلتزم لا بقانون ولا بأعراف ولا بمواثيق ، وإنما تسعى لمصالحها الذاتية وهيمنتها الشخصية دون مراعاة لروابط دولية ، فهي كانت تنادي بالديمقراطية ولما وقعت الهجمات المباركة في 11 سبتمبر تلاشت الديمقراطية المزعومة ، ولذلك يقول وزير الثقافة الفرنسي في اجتماع اليونسكو في دورته التي انعقدت بالمكسيك (إنني استغرب أن تكون الدول [يقصد أمريكا] التي علمت الشعوب قدراً كبيراً من الحرية ! ، ودعت إلى الثورة على الطغيان ، هي التي تحاول أن تفرض ثقافة شمولية وحيدة على العالم أجمع ، إن هذا شكل من أشكال الإمبريالية المالية والفكرية ، لا يحتل الأراضي ولكن يصادر الضمائر ، ومناهج التفكير ، واختلاف أنماط العيش) وتقول أمل يازجي وهي دكتوراه في القانون الدولي العام من جامعة باريس العاشرة ، ومستشارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر فالرغبة الواضحة لدى الولايات المتحدة الأمريكية هي فقط إنشاء تحالف دولي توقد به العالم لخدمة مصالح خاصة بها ، كانت تخطط لها منذ زمن بعيد ، مستفيدة من أعمال إرهابية لم يقم دليل قاطع على ارتكابها من جهة معينة ، لتشن حرباً حقيقية ضد شعب سحقته حروب مستمرة منذ أكثر من عشرين عاماً .
إن أمريكا تدعي مكافحة الإرهاب ! وقد سبق لدينا القوائم في أعمالها ومشاريعها الإرهابية ، وقد اتخذت أمريكا من هذا المصطلح وهو ما تسميه هي مكافحة الإرهاب غطاء لها في ضرب المسلمين ومنشئاتهم تحت هذا المسمى وهذا ما صرح بها أحد المحللين منهم ، قال : ولكن المسؤولين الأمريكيين لا يعلنون ذلك أو يصرحون به ، ويؤكد ذلك خبير أمريكي قائلاً (الإرهاب مجرد ذريعة لضرب العواصم التي نكرهها ) .
ولذلك فإن قانون الإرهاب ، وضع على المسلمين وبالتالي امتد إلى الإسلام ، والعجيب أن الإحصائيات الرسمية وتقارير الخارجية الأمريكية تذكر أن أخطر أحداث الإرهاب والتخريب هو ما وقع في أوكلاهوما في 11-1415هـ الذي قتل وأصيب فيه 700شخص ، ونسب هذا العمل أولاً إلى إرهابيين في الشرق الأوسط ثم ظهر أن الجانين ! وليس الإرهابيين ! اثنان من الأمريكيين البيض المسيحيين الأصوليين ونشرت أسماؤهما .
لقد حددت حملة مكافحة الإرهاب عدوها الرسمي بصفة مستمرة : وهو الإسلام الأصولي ، وتقرر الإحصائيات الأمريكية الداخلية أن من بين 171شخصاً اتهموا بالإرهاب لا يوجد بينهم إلا 11 من العرب المسلمين بنسبة 6% ، وفي التسعينات كان 96% ممن أدينوا بالإرهاب ليسوا مسلمين ولا عرباً ، أما الإحصائيات الخارجية الأمريكية عام 1414هـ فهي توزع الهجمات الإرهابية المناهضة للولايات المتحدة على النحو التالي 40هجوماً من أمريكا اللاتينية مقابل 8 اعتداءات وقعت في الشرق الأوسط ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى نجد أن الجريمة (وليس الإرهاب ) في أمريكا (قتل وسرقة وعنف واغتصاب ) تكلف الخزينة الأمريكية 450مليار دولار سنوياً ، مع هذا كله فهي بعيدة جداً عن دوائر الاتهام والإعلام ، ثم مع ذلك أيضاً يبقى قانون الإرهاب سيفاً مصلتاً على كل مسلم في كل مكان ويمتد حينما ترى أمريكا مده إلى الدول والقادة وزعماء العالم الإسلامي من علماء ومفكرين ، وأصبح المسلم في النظرة الأمريكية لا يخرج عن اثنتين إما إرهابي وإما مناصر للإرهاب ، وهذا ما صرح به شيطان العصر الرئيس الأمريكي جورج بوش – الإبن – حينما أعلن الحرب الصليبية قائلاً من لم يكن معنا فهو ضدنا !!!
ولقد انتقدت منظمة العفو الدولية ، الولايات المتحدة لعدم احترامها معاهدة الأمم المتحدة ضد التعذيب التي وقعت عليها واشنطن في عام 1414هـ ، واتهمتها بالسماح للشرطة بارتكاب أعمال وحشية وتطبيق ممارسات غير إنسانية مثل الحبس الانفرادي والصدمات الكهرابائية والعنف مع الأقليات العرقية التي تشكل 60% من الموقوفين ، ونددت منظمة العفو باحتجاز عشرين ألف شخص في زنزانات خاضعة لمراقبة قصوى يعاني الكثيرون منهم من اختلالات عقلية ، وأن البعض منهم يتركون في تلك الزنزانات لسنوات من دون نافذة أو نشاط رياضي أو عمل .
وحينما طالبت بعض المنظمات العاملة في حقوق الإنسان التحقيق في أحداث قلعة جانجي ، رفض وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد وقال في تصريح له لا حاجة إلى إجراء تحقيق ، ولا نرى ضرورة لذلك !
ويقول بيرناردت بيريت المسؤول في الصليب الأحمر في العاصمة الأفغانية إننا نحاول الحصول على تصريح بدخول المنطقة التي توجد فيها القلعة لتفقد أحوال الناجين من المذبحة ولكن رفض طلبنا 0
إن أمريكا تتسنم بالأحادية والطمع والهمجية والتدخل الساخر في شؤون الدول الداخلية وغير احترام لدينهم بل وقوانينهم ، فهي تشرع بالغداة وتنسخ بالعشي ، ولذلك ليس لديها قانون منضبط ، فهي تنتهك القوانين والاتفاقيات ، فلسان حالها يقول لا نسأل عمال نفعل وهم يسألون ! ونأخذ ما نشاء وندع ما نشاء ، وننتهك حقوق ما نشاء ، ولا معقب لحكمنا ، ولذلك يقول ألبرت بيفريدج ممثل ولاية إنديانا في مجلس الشيوخ الأمريكي يلقي خطاباً في مجلس ولا يته قال فيه ( إن الله لم يهيئ الشعوب الناطقة بالإنجليزية لكي تتأمل نفسها بكسل ودون طائل ، لقد جعل الله منا أساتذة العالم ! كي نتمكن من نشر النظام حيث تكون الفوضى ، وجعلنا جديرين بالحكم لكي نتمكن من إدارة الشعوب البربرية الهرمة ، وبدون هذه القوة ، ستعم العالم مرة أخرى البربرية والظلام ، وقد اختار الله الشعب الأمريكي دون سائر الأجناس كشعب مختار يقود العالم أخيراً إلى تجديد ذاته !! ) وهذا "روزفلت" يصرح في أعقاب الحرب العالمية الثانية قائلاً (إن قدرنا هو أمركة العالم ، تكلموا بهدوء واحملوا عصاً غليظة ، وعندئذ يمكن أن تتوغلوا بعيداً) ولأجل ذا فهم ينفذون بضع قرارات فقط ضد شعوب إسلامية ثمارها حصار لسنوات ومعاناة صحية واقتصادية ، ورجوع إلى الخلف ، وبدون أن يكون لذلك الحصار مبرر واضح أو نتائج ملموسة ، وفي المقابل همشت مئات القرارات الإنسانية والقوانين الدولية ، التي تدين إسرائيل !! فقوانين الدول الكبرى أشبه ما يكون ببيت العنكبوت لا يمسك إلا الحشرات الصغيرة .
وتم استنـزاف ثروات المسلمين من قبل أمريكا الساخرة ، وتقييد دول إسلامية أخرى بالقروض والإعانات وفروض الرؤية الاقتصادية الغربية عليها .
لماذا لا تعالج القضية الفلسطينية ؟ ولماذا يفرض السلام غير العادل على العرب ؟ ولماذا يكون السفاح أرييل شارون رئيس وزراء الكيان الصهيوني والذي ارتكب الأرقام القياسية من الجرائم الفظيعة في حق الإنسانية رجل سلام كما يقوله وبدون مبالاة الرئيس الأمريكي جورج بوش ، في حين يعتبر الملا عمر إرهابياً والرايات الجهادية القائمة في الدفاع عن النفس والعرض إرهابية ؟ وأخيراً صنفت حركة حماس الفلسطينية التي تدافع عن الأقصى الشريف إرهابية في نضر السياسة الأمريكية .
>>>
__________________
عفوا أيها الادارة الحكيمه
لماذا تم ايقافي هل من سبب مقنع؟؟
ام انه خطأ ؟؟
اتمنى ان اجد الرد قريبا...!!!
|