عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 31-08-2002, 09:01 AM
~~ ظايم الضد ~~ ~~ ظايم الضد ~~ غير متصل
تحت البحث والدراسة
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 693
إفتراضي

وكل هذا الذي قلته وسطرته ، ليس هو مجرد أعمدة صحفية أو نشرة إعلامية بل ليتأهب شباب الأمة ورجالات الدين ، وأبطال الميادين في مكافحة شرذمة الأمريكان وعلى أمريكا أن تأخذ حذرها من التحرش في العرب والمسلمين ، فهم أولو بأس شديد وأهل بطش ودهاء ، إن العرب لا يرضون بالذل والإهانة ، ولو على حساب ذهاب رقابهم وممتلكاتهم وأموالهم ، فمفارقة الحياة أحب إليهم من الذل المهين ، إن العرب لم يرضوا الذل والهوان رغم فقرهم وجوعهم وقلة مواردهم على طول تاريخهم الزاهر ، وقد مرغوا بالتراب أعتى الممالك والإمبراطوريات ، وقد تحدوا في الجاهلية التبّع اليماني في زمان (كليب بن وائل) وهزموه شر هزيمة في يوم (خزار) لأنه حاول المساس بشرفهم وأخذ ما لا يحق له بالقوة ، ثم هزموا سابور ملك فارس في يوم (ذي قار) لأنه حاول أن يأخذ ما لايحق له بالقوة وحين ما جاء الإسلام بنوره العظيم ، وانبثق من الجزيرة العربية المباركة أخضع العرب بالسيف الإسلامي أعتاى الأقطاب الدولية التي كانت تسيطر على الأرض كالرومان والفرس والأحباش ، بل امتدت انتصاراتهم المباركة العطرة لتشمل أنحاء المعمورة وتمتد إلى الهند والصين وجبال البرانس ، والعرب بسيف الإسلام والمسلمين من بعد ذلك أوقفوا زحف التتار ، والمغول الذين اجتاحوا الأرض وكانوا من أعتى الشعوب وأصلفها وأكثرها جبروتاً.


هذا المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، يقول لما خرج على المسلمين عامل كسرى في أربعين ألفاً فقام ترجمان فقال ليكلمني رجل منكم ، فقال المغيرة سل عما شئت قال ما أنتم ؟ قال نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد ، وبلاء شديد ، نمص الجلد والنوى من الجوع ، ونلبس الوبر والشعر ، ونعبد الشجر والحجر فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السماوات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته إلينا نبياً من أنفسنا نعرف أباه وأمه فأمرنا نينا رسول ربنا صلى الله عليه وسلم ( أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده ، أو تؤدوا الجزية ، وأخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها قط ، ومن بقي منا ملك رقابكم ) رواه الإمام البخاري في صحيحه (3159) من طريق المعتمر بن سليمان ، عن سعيد بن عبيد الله الثقفي ، حدثنا بكر بن عبد الله المزني ، وزياد بن جبير ، عن جبير بن حية .... بـه .


وقد حكى بعض المؤرخين ابن جرير وغيره ، عن الصحابي الجليل ربعي بن عامر رضي الله عنه أنه لما دخل على رستم ، وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهبة ، والزرابي الحرير وأظهر اليواقيت واللآلي الثمينة ، والزينة العظيمة ، وعليه تاجه ، وغير ذلك من الأمتعة الثمينة ، وقد جلس على سرير من ذهب ، ودخل عليه ربعي بثياب صفيقة ، وسيف وترس وفرس قصيرة ، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط ، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد ، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه ، فقالوا له ضع سلاحك ، فقال إني لم آتكم ، وإنما جئتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا و إلا رجعت ، فقال رستم إئذنوا له ، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق عامتها ، فقالوا له : ما جاء بكم ؟ فقال الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه ، فمن قبل ذلك ، قبلنا منه ، ورجعنا عنه ، ومن أبا قاتلناه أبداً ، حتى نفضي إلى موعد الله ، قالوا وما موعد الله قال الجنة لمن مات على قتال من أبى ، والظفر لمن بقى ، فقال رستم قد سمعت مقالتكم فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا ؟ قال نعم كم أحب إليكم يوم ؟ أو يومين؟ قال لا ، بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا . فقال ما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤخر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث ، فانظر في أمرك وأمرهم واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل فقال أسيدهم أنت ؟ قال لا : ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال هل رئيتم قط أعز وأرجح من كلام هذا الرجل؟ ، فقالوا معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب ، أما ترى إلى ثيابه؟ فقال ويكلم لا تنظروا إلى الثياب وانظروا إلى الرأي والكلام والسيرة ، إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل ويصونون الأحساب ......


وما هذه إلا نماذج بسيطة من البطولات الإسلامية والعربية ، وتاريخنا المجيد مليء بالقصص العجيبة ، والمواقف الفريدة ، التي أذهلت الأعداء وأذاقتهم وبال أمرهم ، إن الواحد من الأمة الإسلامية يتسابق إلى الشهادة في سبيل الله ، كما يتسابق الغرب إلى الحياة ، همهم الأعظم ، ومقصدهم الأكبر توحيد الله ، وقتال الذين كفروا ابتغاء مرضاة الله ونصر دينه وإذلال أعدائه ، قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (111) ، وقوله صلى الله عليه وسلم ( ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وما له على الأرض من شيء إلا الشهيد ، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة ) متفق عليه من حديث شعبة ، عن قتادة عن أنس رضي الله عنه . وأعظم الجود ، الجود بالنفس ، وأعظم القتال قتال الكافرين ، وما هي إلا نفس واحدة ، وليس ثَـمّ غيرها حتى تجرب بذلها هنا وهناك ، فشح بروحك واربأ بنفسك أن تذهب بدون جهاد للكافرين أو حديث نفس بذلك ، قال صلى الله عليه وسلم ( من مات ولم يغز ، ولم يحدث به نفسه ، مات على شعبة من نفاق ) رواه الإمام مسلم في صحيحه (1910) من طريق عبد الله بن المبارك ، عن وهيب بن الورد المكي ، عن عمر بن محمد بن المنكدر عن سمي عن أبي صالح ، عن أبي هريرة .


وإلى آخر هذه البطولات الخالدة الإسلامية سحق الإتحاد السوفييتي ، التي هي ثاني دولة كبرى في العالم آنذاك ، وأصبحت بعد ما كانت ولايات متحدة ، ولايات متفرقة ، ثم هذه أمريكا لما تحرشت في المسلمين في أفغانستان ، خرجت في النهاية تجر أذيال الهزيمة ولم تحقق ولا واحداً في المائة من التي خاضت الحرب لأجله ، وأعلنتها حرباً صليبية ، وأصبحت تغطي فشلها في أناس مستضعفين ، والتهديد بضرب العراق ونحو ذلك من الهمجية الرعناء ، وكل يوم تقول بأنهم عثروا على خلايا من القاعدة ، في أناس لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، من أناس موضفين في هيئة من الهيئات الإغاثية أو رجال أعمال أو نحو ذلك.


فأمريكا فشلت فشلاً ذريعاً في هذه المعركة ضد الإسلام والمسلمين ، فهذه صحيفة "النيويورك تايمز" تنشر في عدد من أعدادها الأخيرة تقريراً موسعاً ، يعتبر بمثابة تقرير إدانة واعتراف بتورط القوات الأمريكية في قتل المئات من المدنين الأفغان ، بسبب وجود عيوب وخلل في نظام الحرب الجوية الأمريكية ، وذلك لاستخدام الأمريكيين الضربات الجوية ، بدلاً من العمليات الأرضية ، والتي سببت هذه أخطاء كبرى في قتل المدنين ، حتى إن الزعماء الأفغان أخذوا يطالبون بأخذ مشورتهم في القيام بأية غارات جوية مرة أخرى ، بل إن زعماء الأفغان يلمحون بأنه إذا استمرت هذه الأخطاء قد يطالبون بتحديد نشاطات أمريكا المستقبلية العسكرية .

>>>
__________________
عفوا أيها الادارة الحكيمه

لماذا تم ايقافي هل من سبب مقنع؟؟
ام انه خطأ ؟؟

اتمنى ان اجد الرد قريبا...!!!