[الحاكم بأمره]

بين كل شروق شمس وأفولها نعيش في عالمين منفصلين زمانا ومكانا .......

كل عالم يضج بالحركة والحياة ..... ولكن .....
هناك عالم نرغب فيه وآخر نرغب عنه ...

نرغب فيه لانه هو العالم المثالي الذي نتوسمه ونتسوله عله يطل علينا ولو بيوم او ساعة دهر لا أكثر ......

ونرغب عنه لاننا مكرهين عليه تنوء متوننا من عبء ما تجشمنا من أحماله واوزاره التي ابتلينا بها ربما دون ذنب يقترف....

هكذا هو الانسان وهذه خلقة الله له ....

فأن كان واقعه ملائما لما تطمح اليه نفسه تجده يقبل عليه اقبال الصب
على حبيب ناءت به الاوطان ...
يتمسك به .. يتشبث .. يخاف عليه من تصرف الايام او غوائل زمان تقلب له ظهر المجن وتسقيه كؤوسا مترعة بخيبة الأمل ..
يرغب بعيش الواقع بكل صوره وانماطة يرفض الخروج منه ولو الى ساعة يحوم بها فكره الى حال غير الحال التي ارتضاها لنفسه ...


وان بطش به واقعه .. وألقى به في ظلمات بعضها فوق بعض ..شكا زمانه وندب حظوظه العاثرة التي قادته كرها لا طوعا الى غياهب مدلهمة من الاحزان والاحباط ... وشيئا فشيئا ينساق الى عالم فانتازي
اغفل واغلق فيه كل حاد الى الطريق القويم .. وعاش في خيالات تغني وهما لدروب الغد المشرق البسام ...

وبين عالم الواقع .. وعالم الخيال .. بعيش الانسان ..

لا يهم كيف يعيش ولكن الأهم ان يعيش .......
والتكيف مع ما يريده من عالم (( واقعي او خيالي ))هو النعمة التي اسبغها الله على الانسان الذي كلما مد الله له في دار الفناء زاد انصرافه عن دار البقاء ..

لم نبحث عن جرعة نرتشفها وهي ليست الا قطرات من ظمأ ...

ألم أقل لكم سابقا ان الإنسان مخلوق غريييييييييييب






__________________