الموضوع: مزاح
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 04-09-2002, 07:11 AM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
إفتراضي مزاح

قالت مداعبةً يا أيها الساقي
.......................ألا تصبّ لظمآى بعض ترياقِ
رشفتُ شعرَك عن بعد وقد أذنت
.....................لي الظروف فأسْمِعْ أيها الراقي
سألتها من قديمي أنت راغبةٌ؟
..................قالت : أصابك نحوي بعضُ إملاقِ؟
:-ألا تغزلت بي أم لا ترى حسنا
.......................إلا مذاقا وحيداً، أيُّ ذوّاقِ ؟
ألا ترى لمداد الشوق من أثر
...................هذا الذي لاح في ثغري وأحداقي
:- ألا تخافين مما قد يولده
.........................فيك التغزل من رعدٍ وإبراقِ
:- مزحاً تغزّلْ ولا تخشَ اندلاع لظى
.........................من الذي بيننا يودي بخفّاقِ
فقد كبرنا وما في القلب من حطبٍ
.........................يُخشى عليه بنارٍ شرُّ إحراقِ
:- مزحاً سأفعلُ لكني أقول هنا
..................إن يسهل البدءُ، فالأهوال في الباقي
************************
************************
كم غيمةٍ غطت على آماقي
...................... من لفح نارٍ أضرمت خفّاقي
فكأنه بحر الجوى وبخاره
..................من حر شمس الوجد والأشواقِ
والدّمع وبلٌ والعواصف ذِكْرُها
........................إذ طيفها قُزحٌ على أحداقي
والله ما خطرت ببالي مرةً
..........................إلا ادّكرت مقاتل العشّاقِ
عفوا محدثتي نسيت مزاحنا
.....................حسنا سأمزح فاغفري إخفاقي
يا روضَ وردٍ يستبي من حسنه
.......................عيني وأنفي من شذىً عبّاقِ
سبحان من وهب الورود عبيرها
.......................وكسا بديع الغصنِ بالأوراقِ
وأقام ذاك الحسن فوق منمنمٍِ
........................يا حُسْنَ ما يدعونه بالساقِ
ساقٌ لساقٍ كم يجرعني الأسى
....................في كل وصلٍ عند ذكر فراقِ
فكأنما وصل الأحبة بينُهم
.........................وكأنّما الغرّيدُ كالنعّاقِ
ما لي أراني في المزاح معوّقا
................هل صرتُ في شؤمٍ على الإطلاقِ
عفوا ممازِحتي وبرُّك واجب
.......................والبرّ عندي زينة الأخلاقِ
أتراك غضبى أن ظلمتُ بغفلتي
.......................حسنا بدا في قمة الإشراقِ
عقلاً وفكراً راجحاً ونباهةً
....................سبحان معطي أجمل الأرزاقِ
بلعت محدّثتي بحزنٍ ريقها
............-: "لا تعجلي واستمتعي بالباقي "
وكذاك وجهاً لا يقل جماله
............ عن حسن ما أوتيتِ من أخلاقِ
ولمىً أتوق لرشفةٍ من شهدها
...................في حالتَيْ فتحٍ كما إغلاقِ
لَأَذوقُ طعمَ الشهدَ محضَ تخيّلٍ
.......................فإذا بإدماني غدا ميثاقي
تسري الحميّا في ذراعي كلما
.....................ناداه جيدُكِ دونما الأعناقِ
مزحٌ كلامي، ما لسامعتي غدتْ
...................في أسرِ كابوسٍ من الإطراقِ
ناديتها فرنت إليّ بناظرٍ
.................أرأيتَ ذوبَ الليلِ في الأحداقِ !
وسمعتُ دقات الفؤاد تسارعتْ
......................خفاقِها لم أدرِ أم خفّاقي
"لم أدر طعم السلسبيلِ على الظّما "
.....................إلا بلثمٍ في لهيبِ عناقِ
حمّى عرتني لا أَمِيزُ تخيّلي
................من واقعي والفجرَ من إغباقي
حسبي فقد أسرفت في مزحي هنا
..................فلْأطْوِ ما قد ظلّ من أوراقي
وعليك سيدتي سلام عاطرٌ
.............مثل الذي جدتِ (ي) لذيذُِ َمذاقِ
تجدين ذَوْباً فيه يسري سائغا
................... من دونه ما لذّ من ترياق
يأتيك عن قربٍ وإن شطت بنا
.......................دارٌ فأمواجاً من البرّاقِ
أدعو إلهي أن تظلي هكذا
..............- بسعادةٍ - عوفيتِ من أشواقي
فالشوق يبدأ في القلوب شرارة
................... لتعمّ كل النفس بالإحراقِ
مهما يطفّيها الفتى بدموعه
...................تضرى ويزري الدمع بالآماق
قلنا وقد حان الوداعُ مقالةً
.....................بتناغمٍ : " لا درّ درُّ فراقِ"
ونجيب أنفسنا على تسآلنا
.....................فيم البكا؟ ألمزحنا الحرّاقِ ؟
" كلا " نجيبُ معا فذاك لذكرنا
................:" ناحت مطوقةٌ بباب الطاقِ "
الرد مع إقتباس