[~~ ظايم الضد ~~]

قدم بعض الفقهاء من بلاد الأعجام ، وقد كان قاضياً ببلده فشاهدت على دابته الذهب محملاً ومعه أوعية من الفضة وأشياء كثيرة من المحرمات .
فقلت في نفسي طبعاً : أي شيء افاد هذا العلم ؟ بل والله ( كدت ان احلف تخيلوا )! قد كثرت عليه الحجج .
أكبر الأسباب أنهم يجهلون الجملة ، ويتشاغلون بعلم الخلاف .. ويقصدون التقدم بقشور المعرفة .
يخالطون الولاة فيطمحون إلى أرتداء زيهم ، وربما خطر لهم ان هذا مناله قريب ، وإن لم يخطر لهم فالهوى ونوازع النفس الشيطانية غالب بلا صاد .
وربما فكروا أن يقولوا : هذا يحتمل وذاك لا .، ويمكن ان يغفر في جانب تشاغلنا بالعلم .. ثم يشاهدون الولاة يكرمون لنيل شيء من دنياهم ، ولا ينكرون عليهم .
شاهدت من الذين ينتسبون للولاة من يستصحب المردان ، ويشتري لقباً لغيره من المماليك ، وما يفعل هذا إلا من قد يئس من الآخرة .
وشاهدت من قد أوشك على بلوغ المجد وهو لا زال على هذه الحالة .
نداء لمن يوقن بالآخرة ، إياك والتأويلات الفاسدة ، والأهواء الغالبة ، ومحاولة الحفاظ على زولك المنمق ، فإنك ان تساهلت بالدخول في بعضها جرك الأمر على الباقي ، ولن تستطيع السيطرة لاحقاً على الوضع ..
اقبل نصحي ، واقتنع بالكسرة ، وابعد عن اهل الزيف والخداع ، فإذا صح لغيرك من الجهلة فلن يصح لك لإنك غير ذلك ، وان وقعت وتماديت فقد يصعب التلافي ، متى رخصت لنفسك عملاً غير شريف فقد ترخص لما هوا أكبر من ذلك ، فما هو الا أنتقام دون إنتقام ، وطعام دون طعام ، ولباس دون لباس ، ووجه أصبح بعدة اوجه .

سلام