عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 17-09-2002, 01:18 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

وما هذه إلا نماذج بسيطة من البطولات الإسلامية والعربية ، وتاريخنا المجيد مليء بالقصص العجيبة ، والمواقف الفريدة ، التي أذهلت الأعداء وأذاقتهم وبال أمرهم ، إن الواحد من الأمة الإسلامية يتسابق إلى الشهادة في سبيل الله ، كما يتسابق الغرب إلى الحياة ، همهم الأعظم ، ومقصدهم الأكبر توحيد الله ، وقتال الذين كفروا ابتغاء مرضاة الله ونصر دينه وإذلال أعدائه ، قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (111) ، وقوله صلى الله عليه وسلم ( ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وما له على الأرض من شيء إلا الشهيد ، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة ) متفق عليه من حديث شعبة ، عن قتادة عن أنس رضي الله عنه . وأعظم الجود ، الجود بالنفس ، وأعظم القتال قتال الكافرين ، وما هي إلا نفس واحدة ، وليس ثَـمّ غيرها حتى تجرب بذلها هنا وهناك ، فشح بروحك واربأ بنفسك أن تذهب بدون جهاد للكافرين أو حديث نفس بذلك ، قال صلى الله عليه وسلم ( من مات ولم يغز ، ولم يحدث به نفسه ، مات على شعبة من نفاق ) رواه الإمام مسلم في صحيحه (1910) من طريق عبد الله بن المبارك ، عن وهيب بن الورد المكي ، عن عمر بن محمد بن المنكدر عن سمي عن أبي صالح ، عن أبي هريرة
وإلى آخر هذه البطولات الخالدة الإسلامية سحق الإتحاد السوفييتي ، التي هي ثاني دولة كبرى في العالم آنذاك ، وأصبحت بعد ما كانت ولايات متحدة ، ولايات متفرقة ، ثم هذه أمريكا لما تحرشت في المسلمين في أفغانستان ، خرجت في النهاية تجر أذيال الهزيمة ولم تحقق ولا واحداً في المائة من التي خاضت الحرب لأجله ، وأعلنتها حرباً صليبية ، وأصبحت تغطي فشلها في أناس مستضعفين ، والتهديد بضرب العراق ونحو ذلك من الهمجية الرعناء ، وكل يوم تقول بأنهم عثروا على خلايا من القاعدة ، في أناس لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، من أناس موضفين في هيئة من الهيئات الإغاثية أو رجال أعمال أو نحو ذلك0
فأمريكا فشلت فشلاً ذريعاً في هذه المعركة ضد الإسلام والمسلمين ، فهذه صحيفة "النيويورك تايمز" تنشر في عدد من أعدادها الأخيرة تقريراً موسعاً ، يعتبر بمثابة تقرير إدانة واعتراف بتورط القوات الأمريكية في قتل المئات من المدنين الأفغان ، بسبب وجود عيوب وخلل في نظام الحرب الجوية الأمريكية ، وذلك لاستخدام الأمريكيين الضربات الجوية ، بدلاً من العمليات الأرضية ، والتي سببت هذه أخطاء كبرى في قتل المدنين ، حتى إن الزعماء الأفغان أخذوا يطالبون بأخذ مشورتهم في القيام بأية غارات جوية مرة أخرى ، بل إن زعماء الأفغان يلمحون بأنه إذا استمرت هذه الأخطاء قد يطالبون بتحديد نشاطات أمريكا المستقبلية العسكرية 0
كما أشارت الصحيفة المذكورة ، إلى أن الحرب في أفغانستان ، ليست هي المرة الأولى ، التي تقوم فيها القوات الأمريكية بهجمات خاطئة تتسبب في قتل المدنيين ، وتشير الأرقام الرسمية إلى مقتل 400مدني عن طريق الخطأ ، إلا أن المؤسسات الدولية الأخرى تؤكد مالا يقل عن 812مدنياً أفغانياً قتلوا بالضربات الجوية الأمريكية ، ( وهذا لا يمثل الحقيقة ، فقد تقدم تقريب العدد الصحيح ) وتتوقع هذه المؤسسات أن يرتفع هذا بعد أن ينتهوا من عمليات البحث والمسح ، وأشارت الصحيفة أيضاً ، إلى أنه برغم العمليات الجوية الكثيرة ، التي قامت بها القوات الأمريكية ، وتسببت في قتل المدنيين ، إلا أنه لم تنجح أمريكا في اعتقال أي أحد من قادة طالبان أو القاعدة في أفغانستان
وهذه بريطانيا تسحب آخر فرقة لها لأنها لم تشارك في أي قتال داخل أفغانستان ، ولم تقم بأية مهمة عسكرية ذات بال ، فقد أطلقت وسائل الأعلام البريطانية لقب "فرقة العذراء" على هذه الفرقة العسكرية ، التي أتمت رحلة العودة إلى الديار ، وقد وصل الفوج الأخير من الفرقة وعددهم 160فرداً ، لتنتهي بذلك إقامة حافلة في أفغانستان استمرت لمدة ثلاثة أشهر لنحو 1700جندي بريطاني ، ومن المقرر أن يبقى من البريطانيين في أفغانستان نحو 100جندي من البحرية ، في قاعدة "باجرام" الجوية قرب "كابل" لتقديم أي نوع من الدعم للقوات الخاصة ، التي تضطلع بمهمة مطاردة مقاتلي القاعدة وطالبان ، والتي لم تسفر مجهوداتها عن أي نجاحات تذكر منذ أشهر عديدة ، فضلاً عن تعرضها للهجمات المستمرة بلا توقف ! ، وقد تعرضت القوات البريطانية في أفغانستان لانتقادات حادة ، نتيجة الفشل الذي أبدته في أداء مهامها القتالية
وتحدثت بعض التقارير عن كميات الذخيرة الهائلة ، التي قامت القوات بتدميرها ، والتي غالباً ما كان يتبين أنها تابعة لفصائل أفغانية حليفة ، أو يرجع تاريخها إلى عهد الاحتلال السوفييتي
وهذه بعض الشخصيات تنتقد "بوش" في خوض معركة ضد أفغانستان ، وأن هذه سياسة فاشلة
وصف "جون كيري" عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية "ماساتشوستس" والمرشح المحتمل للحزب في انتخابات الرئاسة عام 2004م ، سياسات الرئيس "بوش" المتعلقة بالشرق الأوسط بأنها تصرفات هواة
كما شن "كيري" هجوماً واسع النطاق على أسلوب "بوش" في إدارة السياسة الخارجية ، وشكك في بعض النقاط الاستراتيجية المتعلقة بالحرب في أفغانستان ، وقال إن حكومته كثيراً ما فشلت في إقامة حوار مع الحكومات الأجنبية ، وفي صنع دور عالمي للولايات المتحدة
وأضاف قائلاً : أعتقد أن الحكومة الأمريكية تصرفت بطريقة خرقاء وعشوائية على كثير من جبهات السياسة الخارجية
ثم أضاف أيضاً قائلاً : كان الهدف كما حدده الرئيس ، هو القضاء على القاعدة والإمساك بهم وبـ "أُسامة بن لادن" حياً أو ميتاً ، لم نقض على القاعدة ، ولذا فدعونا لا نتظاهر أنهم أكثر خطراً وهم متفرقون مما كانوا ، وهم مطوقون ومحاصرون في جبال تورا بورا
ويذكر أن "كيري" كان قد حصل على وسام النجمة الفضية ، أثناء خدمته على زورق نهري في فيتنام ، لكنه عارض الحرب عقب عودته إلى بلاده ، كما كان "كيري" من أوائل الديمقراطيين ، الذين خرجوا على موقف الحزب في عدم انتقاد سياسة "بوش" الخارجية في أعقاب 11سبتمبر

ومن هذا كله يبدوا أن القوات المشاركة في أفغانستان تحاول النجاة بنفسها ، والخروج سريعاً من المهلكة الأفغانية ، لذلك فقد بدأت الدول في سحب قواتها من هناك فبعد رحيل القوات البريطانية ، بدأ الجنود الكنديون مغادة أفغانستان في ختام أول مهمة لهم في الخارج منذ الحرب الكورية