"الساخر" : في لقاء مع أحد النقاد العرب المعاصرين قال :
(( لدينا أخلاق فكتورية جعلتنا نهمش نصف اللغة )) هل الأخلاق تقف حجر عثرة في اكتشاف اللغة..؟؟ وهل يمكن اعتبار هذه دعوة للإباحية من خلال اكتشاف وتفجير اللغة..؟؟
يا لها من وقاحة..
أخلاق فيكتورية؟.. لن نتساءل عن الأخلاق الإسلامية فأمثال هذا الناقد على عداوة مبدئية معهما.. مع الإسلام والأخلاق معا..
نهمش نصف اللغة؟
لكننى سوف أثبت لكم أنه كذاب أيضا..
سأعرض عليكم بعض ما جاء فى كتاب أصدرته وزارة الثقافة المصرية عن عشرين شاعر حداثى، وزارة الثقافة، وليس مجلة حمراء ولا صحيفة صفراء، ولكم أن تتخيلوا ما يفعله القطاع الخاص، ولكم أن تتساءلوا بعد أن تقرءوا أى نصف آخر للغة يريد هذا الناقد الوقح أن يحييه:
هذه المقتطفات مما يقولون أنها شعرهم الجديد.. وليست شعرا ولا نثرا وإنما إفرازات نفوس مريضة شاذة..
فلنقرأ نماذج من هذا الشعر:
" وكأن الله سيعمل منذ اختفت الأرض جميعا
تحت رؤوس الناس
جليسا للأطفال
يعلمهم آداب الحب
وفقه اللغة ".. .
**
مراكز عبادة بنيت مناصفة..
بين عرق الرجال والمومسات..
**
سماوات بأعضاء تناسلية..
وآلهة..
تنتف شعرها بسكر رخيص..
**
لن تخسر شيئا إذا ألغيت الرحلة ..
يمكنك أن تستغنى عن الله ..
وتكلمنى..
**
فلنبدأ الحفلة الآن..
ليرقص القتلة واللواطيون..
مع الملوك والقديسين..
ولتبارك العاهرات هذا العرس بدلا من الكهنة..
ليكون لهذه الليلة نسل جميل..
أرغب أن يخرج من هذه القصيدة كلب..
أتملقه بحلمة راقصة..
أغريه بحرف ناعم..
بواو كذنب كلبة مستعدة للمضاجعة..
يصور أكثر الكلبات شيقا فى التاريخ..
كلب أو أى تسلية أخرى..
حتى نهاية القصيدة..
ماذا يمكن أن أفعل غير هذا..
أجذب الرب من رقبته وأدعوه إلى الرقص..
**
الأبدية ستدلى أثداءها وتقول:
خذوا الله..
أخيرا سيقدم شفتيه..
**
فهل تعرف الآن أنى تشبهت بالأولين..
وأحرمت ثم سعيت..
وطوفت بالبيت سبعا..
وطوفت حتى تفجر بين ذراعى ماء..
فيممت صوب الصفا..
وتصايحت: زَمْ-زَمْ
**
لماذا تغير مجرى الكلام؟
لأنى سليل بلال..
تلقيت وحيا فرددت أنى ارتددت..
وأذنت فى الناس حتى يكونوا العصاة..
**
وكيف يكون شكل الله فى ملكوته الخالى؟
سوى من سقط تفاح وثعبان وتسبيح الملائكة الرتيب..
ونحن نهبط فى الضحى العالى..
ونجمع فى مباحات الحياة..
من غير إثم أو صلاة..
**
"العضو الناشز تحت فضاء البطن جميل ..
هذا ما سواه الأب الله.."
**
" واتخذى من كلمات الله غطاء مثل البحر إذا ما نفد البحر فليست تنفد فاتخذت "
"يأتيهن النبق من السدر المخضود.. أفرد جسمى فوق فراشى من عهن منفوش .."
**
" فالتحمت
واتكأ عليها كوع الله
واحدث ثقبا
يكفى أن يدخله الرجل
فتحمل عنه الوحدانية
كل شظايا الكون " ...
**
"وأنا مرح دون مناسبة أصرخ فى البرية يا قوم قد زهق الحق وجاء الباطل ، إن الباطل كان فعولا "..
**
" رأيت يد الله تأخذ من طينتى وتكور نهديك
تأخذ من طينتى وتدور فخذيك
تأخذ من طينتى وتقبب سرتك"..
**
" رأى طائرين على نهد عاشقة يسفدان ، رأى كيف تخرج من سرة امرأة جنتان. رأى امرأة وهي تدعك نهدين مندلعين بماء الذكورة "..
**
“.زملينى أنا العاشق المرتبك"
"دثرينى وخلى نهودك تحرث قلبى بنصلين من وبر"..
**
زمّلونى.. زمّلونى..
من حروفى ومن فنونى..
فى مغارات المحاولة..
البلابل دخّلونى..
**
" زملونى زملونى يا خاصتى الأقربين
واخضعوا مليا مليا فى حضرة البنفسج اللعين"..
**
"دثرينى دثرينى
ورطبى لى جبينى
النار فى عيونى
والريح فى يقينى
**
"شعائر دهن الثدى بالمانجو والتقاطه باللسان
**
وإن أبطأت قليلا ..
فاستيقاظك
يسعى خلف عسيلتها
و إذا ما بلغ الذروة
يسند كفا فوق الحوض..
وكفا تحت الإبط
يعلق ساقا فوق الكتف اليمنى
ساقا فوق الأخرى
ينتزع الأشواق جميعا
كيما تصعد فى ناموس الكون
**
ولا تذكروه بحواء
حتى تعود من البوتيك
ومعها السوتيان والكيلوت
معها المانجو"
**
" يصلح أن يلتصق بأعشاب الإبطين ، وأعشاب صالحة أخرى
دم لايتنزل من أعماق الفرج"
**
"كيف يكون لعابك غير لعاب العضو"
**
" السائل المنوى الأصابع الإبط اللسان القضيب
الرعايا الأسرى الرعايا
ها ها ها
هى هى هى "
**
" لن أسألك عن العجوز الذى كان يقرصك/ فى ثديك الأيمن(..) / فقط . . / ساكون حذرا من الدبابيس التى تكمش فتحة السوتيان / من القطط التى ترعى صمتك / وتمسح فروتها فى نهديك / خلسة / بمكر / خاص . . جدا
**
ثمة شياطين ملهمة / فكى شرائط الستيان / واتركيها تلفلف الفضاء على جسدك
**
يقبلها، يأخذ من ريقها، وتأخذ وترتخى وسيدها، يفرك حلمتها فتوسع عينها وتميل مع حركته ، تتألم وتنتشى. حتى تنز بمائها فتصرخ..
خذنى..
أريد أن أشعر بثقلك علىّ..
**
"سنذهب إلى أمهاتنا إذن
بلا أوسمة
بملابس داخلية غير مبقعة"..
**
"رغم الأفخاذ المتسلخة تعودين أجمل لكننى فقدت عادة الاشتهاء.."
**
" أبعدى نهديك : جبلين شاهقين
بينهما ثعالب ظمأى إلى جسدى
أبعدى فخذيك :
بينهما مستنقع ملىء بالكلاب المسعورة"..
أبعدى .
أنت وسخ..
جبال عينيك لا تلد إلا الحيات "
**
"عورة أمى تنكشف / ولكنها تلملم الروث "..
***
هل هذا هو الإبداع الذى يمثل نصف اللغة الذى يتباكى عليه الناقد الوقح..؟!..
لكن من المؤكد أن الناقد الوقح لا يقصد أيا من ذلك، لأنه كله منشور، إنما يريد الساقط ما هو أكثر.
هل الأمر مجرد إنقاذ نصف اللغة من التهميش؟..
أم أن الكارثة أبعد وليس ذاك إلا جزءا من المؤامرة الكبرى على أمة لاإله إلا الله محمد رسول الله..
أذكركم يا قراء بأضلاع المؤامرة: الاستشراق والتبشير والاستعمار، ثم التعليم والإعلام والثقافة.
أذكركم يا قراء بأن ميليشيات الثقافة التى تطالب اليوم بانتهاك كل المحرمات والجرأة على كل المقدسات كانت حتى عقود قليلة تواجه مستنكرة بمنتهى الاشمئزاز من يخالف تعليمات صنميهما ماركس ولينين اللذان حرما الموسيقى الكلاسيك وتمثال فينوس باعتبارها رموزا امبريالية..
تذكروا يا قراء أن اللغة ليست مجرد وعاء ثقافة الأمة بل هى وهج وجدانها وبصمات تميزها وهويتها وتجاربها فوق أنها مستودع القرآن الكريم والحديث الشريف وتراث الأمة.. و أنهم فى الغرب عبر وكلائهم الخونة قد حرصوا دائما على محاولة تدميرها كى يعزلونا عن ماضينا المجيد.. وما أقوله ليس مجرد استنتاج شخصى بل تعج به كتب لا تنشرها وزارة الثقافة ولا تذكرها وسائل الإعلام.. يأتى فى هذا الإطار محاولات الاستعمار الدؤوبة لنشر العامية وكتابة اللغة بحروف لاتينية و.. و.. و.. ولقد نجحوا فى بقاع كثيرة من عالمنا الإسلامى..
وتذكروا يا قراء أنه عند ترجمة الإنجيل فقد رفض المستعمر أن يقوم على ترجمته أدباء مسيحيون كبار خشية أن تساعد ترجمته الفصيحة على تدعيم اللغة العربية..
إن عزل الأمة عن تيار لغتها الحقيقية يعزلها عن ماضيها وعن دينها المتمثل فى القرآن والحديث النبوى الشريف..
فهل يتصور منكم أحد يا قراء أن من يعتبر هذا الكلام الفاحش البذىء -الذى أوردنا منه مجرد نماذج- يستطيع أن يقرأ بعدها القرآن أو الحديث أو التراث..
يا ناس: الأمر ليس خبط عشواء بل خطة هائلة ومؤامرة كاملة..
هل تريدون نموذجا آخر من الفحش المنشور..
في رواية بيضة النعامة لرؤوف مسعد تبدأ الرواية - وهى سيرة ذاتية أكثر منها رواية - بفصل من أقل من صفحتين بعنوان المطاردة ، يكاد أن يكون منقولا من مذكرات شريف حتاتة: " النوافذ المفتوحة"، عن خادم يمارس الجنس مع طفل الأسرة، بتواطؤ مشترك، وما أن تفرغ من الاشمئزاز الأولى حتى تفاجأ بعنوان يقول : " كيف خدعت أمى الصعيدية الرب فى الأعالى" ، ثم عنوان آخر " :هل يمكن السير فى مظاهرة بدون ملاحظة أرداف من أمامك من البنات؟" ثم يتلو ذلك طوفان من الجنس المكشوف لا يمكن لبشر سوى أن يفعله فى حياته مهما بلغت بذاءته، وليس هذا أدبا و إنما قلة أدب، ونحن لسنا ضد الحرية التى يحتاجها أديب حقيقى كى يصوغ رؤاه، لكنها تلك الرؤى التى يعبر عنها أدب يقترن بنماذج السلوك المتحضرة المقبولة من مجتمع ما، ثم إن الأدب كما يعرفه الدكتور محمد عنانى فن جميل يتوسل باللغة، دعنا إذن من ركاكة أسلوب رؤوف مسعد، و أخطائه النحوية والإملائية ولغته العامية، دعنا من افتقاد الحبكة، دعنا من نوع الحكايات نفسها، واجلس فى أى ماخور يرتاده حثالة السفلة وستسمع منهم حكايات لا تقل تشويقا و إثارة وفحشا عن حكايات رؤوف مسعد، أو تابع أى قناة جنس لترى كل ما أورده رؤوف مسعد كتابة بالصورة والصوت على شاشتك ، دعك من مأساته كيسارى ماتت أوثانه وخانه من جعلهم فى مصاف الأنبياء ، وحطمه نظام سجون فى بلاده، يسعى إلى تحطيم ضحاياه وتحويلهم إلى مسوخ بشرية، ذلك كله ليس ما أفزعنى، المهم، المفزع والجديد ما وصل إليه رؤوف مسعد حين راح فى روايته أو سيرته يدافع عن الشذوذ الجنسى، فى بلد الأزهر والشهداء والقديسين، يدافع رؤوف مسعد عن الشذوذ الجنسى، ويدين اليساريين أصدقاءه ويتهمهم بالنفاق، لأنهم فى مجالسهم الخاصة يذهبون إلى ما يذهب إليه، لكنهم للجبن وبقايا البرجوازية فيهم وافتقادهم الشجاعة مثله لا يجرءون على مواجهة المجتمع بأفكارهم تلك..
يصف الكاتب – على سبيل الإشادة وليس الاستنكار- كيف تبدأ علاقات الشذوذ فيقول:
" تبدأ الأشياء الصغيرة فى النمو، اهتمام كل منهما بالحياة اليومية للآخر، خلق واحة مشتركة فى بحر الرمال هذا،ثم بداية البوح التدريجى، إنه يبدأ بالبوح الجسدى، تلامس الأصابع، تشابك الأيدى، اهتمام الواحد بجسد الآخر، و إذا أسعدهما الحظ فإنهما لا ينكشفان تحت النظرات الفضولية المستريبة، إذا أسعدهما الحظ فبإمكانهما أن يسكنا فى زنزانة واحدة و أن ينقلا برشيهما ليتجاورا أثناء النوم، ليقوم أحدهما فى النهاية بالحركة المؤجلة، ويخطئ من يظن أنها علاقة مشابهة لتلك الموجودة فى جرائم غير جرائم الرأى، ليس هنا أى مجال للمقارنة، إن الجسد يتجرد هنا من فعل ليصبح حالة، من إفراز إلى بوح، ليس هنا فاعل ومفعول به، بل واحد وواحد فى حالة متساوية ومتشابهة من الرغبة فى مساعدة الآخر على تخطى الحبسة .."..
يتحدث رؤوف مسعد بعد ذلك عن لقائه بصديق يسارى فاتحه فى أنه سيكتب فى هذا الموضوع لكن الصديق يحذره، لا من بشاعة الفكرة بل من التشهير، فيخيب أمله فيه، فقد اتخذ هذا الموقف رغم أنه كاتب كبير .."..
"التقيت اليوم مع صديقى (ص) قلت له أننى أود أن أكتب كتابا عن فكرة استخدام الجسد فى أغراض مختلفة، قلت إنى أود أيضا أن أكتب عن السجناء الذين كان معى فى الواحات وقبلها في سجن القناطر وفى سجون أخرى عن العلاقات التى تتم بين المسجونين وبعضهم البعض، لم تعجبه فكرة الحكى فى هذا الموضوع قال : إن المباحث وغيرها من الجهات المعادية سوف تنتهز الفرصة لمزيد من التشنيع على الشيوعيين والديموقراطيين الذين يدخلون إلى السجون فى بلدنا بانتظام، حاولت أن أشرح له فكرتى، وهى أن الجسد هو الشىء الوحيد الذى يبقى للسجين بعد أن تأخذ منه إدارة السجن كل شىء أوراقه كتبه خطاباته ملابسه وحتى شعر رأسه باختصار هويته لا يبقى له من نفسه سوى عقله وجسده قلت له: حتى الجسد تحاول الإدارة أخذه منه .. الحمامات الجماعية والمراحيض التى ليس لها أبواب.. جرادل الخراء فى الزنزانة المغلقة لأكثر من عشرين ساعة فى اليوم.. باختصار سحب كل الخصوصية.. الخطابات تمر على الإدارة و أنت ترسلها و أنت تستقبلها .. إذن فمحاولة استخدام الجسد بوساطة السجين السياسى - و أكدت هنا على السياسى للحفاظ على آدميته المهدرة والتمسك بمساحة من الرغبة فى الحب المتبادل فى العطاء لشخص بعينه.. لاحظ هنا مبدأ الاختيار المنعدم تماما فى الحياة اليومية فى السجن.. كل هذا يعطى السجين فرصة شديدة الخصوصية فى التعبير بجسده ومن خلاله وعن تمسكه بنفسه وبروحه .. هو لم يقتنع مع أنه كاتب مهم.." ..
أعتقد أن القارئ مثلى، فى خضم عارم من الاستياء والاستنكار والاشمئزاز والقرف لا يحتاج إلى أي تعليق منى..
***
>>تابع
__________________
عفوا أيها الادارة الحكيمه
لماذا تم ايقافي هل من سبب مقنع؟؟
ام انه خطأ ؟؟
اتمنى ان اجد الرد قريبا...!!!
|