عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 20-09-2002, 02:35 PM
~~ ظايم الضد ~~ ~~ ظايم الضد ~~ غير متصل
تحت البحث والدراسة
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 693
إفتراضي

"الساخر" : في الآونة الأخيرة ومع ظهور كثير من الروايات التي تتعرض للذات الإلهية والضجة الإعلامية حولها هنا أسئلة تتبادر من خلالها:
· ما الهدف من وراء مثل هذه الكتابات غير السوية ..؟؟
· هل المفكرون الإسلاميون بحملتهم ضد هذه الروايات ساهموا بطريقة غير معتمدة في ترويجها وانتشارها..؟؟


الهدف هو الإسلام. ليس الإسلام كديانة من الديانات، بل لأنه الدين، نعم هو الدين ولا دين سواه، الدين الوحيد والقادر على مواجهة انحراف التاريخ ومنعه.
لقد حكيت لك في إجابة سابقة عن نماذج الأدب – أو على الأحرى قلة الأدب والعهر والفجور- الذي يروجون له ويريدون أن يسود.
إن أفدح الأخطاء التى يمكن أن نقع فيها أن نتصور أمر هذه الكتابات التى وصفتها أنت بأنها غير سوية هي أمر اختلافات رؤى ومذاهب. أو حتى مجرد انحراف في الأدب والفكر.
الأمر أخطر من هذا بكثير .. ولقد علق عليه أستاذنا العلامة محمود شاكر رحمه الله بأن هذا الانحراف إنما يرفع اللثام عن أخطر ميدان من ميادين الصراع الحضارى والعسكرى والدينى بيننا وبين الغرب، وهو ميدان الثقافة والأدب والفكر جميعا، ويزيده خطرا : أن الذين تولوا كير هذا الصراع ، والذين ورثوهم من خلفهم ، إنما هم رجال منا، من بنى جلدتنا ، من أنفسنا، ينطقون بلساننا، وينظرون بأعيننا. ويسيرون بيننا آمنين بميثاق الأخوة فى الأرض أو فى الدين، أو فى اللغة أو فى الجنس ويزيد الأمر بشاعة : أن الذين هم هدف للتدمير والتمزيق والنفس لا يكادون يتوهمون أن ميدان الثقافة والأدب والفكر أخطر ميادين هذه الحرب الخسيسة الدائرة على أرضنا من مشرق الشمس إلى مغربها ، ولا أن هذه المعارك ليست فى حقيقتها أدبية أو فكرية أو ثقافية، بل هى معارك سياسية، تتخذ الثقافة والأدب والفكر سلاحا ناسفا لقوى متجمعة، أو لقوى هى فى طريقها إلى التجمع ، ولا أن أمضى سلاح فى يد عدونا هو سلاح الكلمة الذى يحمله رجال من أنفسنا ينبثون فى كل ناحية ، ويعملون فى كل ميدان وينفثون سمومهم بكل سبيل.

إن أبسط كتاب فى علم السياسة والاجتماع يقول أنك لكى تهدم مجتمعا عليك أن تدمر إيمانه بالله كخطوة أولى.. وتلك تمهد الطريق للخطوة الثانية وهى نشر الفاحشة والعهر.. وتلك تمهد للخطوة الثالثة: وهى انهيار ذلك المجتمع..
ليست مجرد " كتابات غير سوية " بل إنه المنهج.. منهج متعمد مقصود.. منهج أخطبوطى ينفذ بالضبط تعاليم المستشرقين والمبشرين والاستعمار فى صورته الحديثة.. منهج يدرك أن أخطر ما فى الإسلام والقرآن هو ذلك الإيمان اليقينى الذى يجعل من المسلمين بشرا يمكن أن يتفوقوا حتى على الملائكة ويجعل من المنافقين أشبه بالخنازير والقردة.. وتلك هى النقطة التى تثير عجب وحنق المنافقين عندما يلاحظون استعلاءنا عليهم مهما أدبرت عنا الدنيا وأقبلت عليهم.. استعلاء البشر على الخنازير.. ولقد أدرك الغرب منذ قرون أنه هزم فى المواجهة المسلحة مع الحضارة الإسلامية.. وأنه لا سبيل أمامه إلا إفراغ الإسلام من محتواه.. ولقد استعان على ذلك حينا بالاستعمار حتى اطمأن إلى أنه ربى بيننا نخبة فاسدة مفسدة فتركها لتنوب عنه.. وهم منا لكن قلوبهم قلوب ذئاب..
ليس مجرد انحراف فكرى.. بل مخطط شامل جعل الثقافة فى بلدنا تهدف إلى ثلاثة أشياء لا تنسوها:
أن تكون حرية التفكير مرادفة للكفر..
وأن تكون حقوق المرأة مرادفة للعهر..
وأنه بعد نشر الكفر والعهر سيكون المجتمع الإسلامى قد غرق فى غيبوبة فقد معها كل مناعة.. ليسهل التطبيع بعد ذلك مع إسرائيل والانسحاق أمام الغرب..
لا تنسوا يا قراء الاختراق الذى حدث للثقافة فى بلادنا فعكس اتجاهها ليتلخص فى تلك النقاط : التكفير.. والتعهير.. والتطبيع..
ولكى يصل الاختراق الثقافى إلى مبتغاه كان عليه أن يميط القداسة عما هو مقدس و أن يستعمل أشد الألفاظ سوقية وفحشا.. وأن يمد هذا الاستعمال إلى الألفاظ التى أحاطتها هالات القداسة استعمالا فاجرا يميط عنها القداسة..
أولئك الكتاب الذين تربوا فى أحضان الفكر الغربى الاستشراقى الاستعمارى التبشيرى الذى يحمل للإسلام كل الحقد والازدراء.. غيلان يُروّج لفكرها بالأبناط الضخمة والأبواق الضخمة … وفى نفس الوقت يُحاصر أو يُصادر كل فكر آخر … فهؤلاء الكتاب الكبار يلعبون بالنسبة لفكر التغريب دورا أشبه بدور "البودى جارد" أو البلطجى… إنهم لا ينتمون بالضرورة ولا بالطبيعة إلى العالم الذى يدافعون عنه … لكنهم يتكفلون بحمايته وفتح الطريق أمامه وبمنع الآخرين من الاحتكاك به … ثم أنهم مأجورون …!!.
منذ قرنين فضح نابليون العلاقة بين حملة المشروع العلماني في الوطن العربي والدول الإستعمارية في رسالته إلى كليبر حيث قال : ( اجتهد في جمع 500 أو 600 شخص من المماليك أو من العرب ومشايخ البلدان لنأخذهم إلى فرنسا فنحتجزهم فيها مدة سنة أو سنتين يشاهدون فيها عظمة الأمة الفرنسية ويعتادون على تقاليدنا ولغتنا ، وعندما يعودون إلى مصر يكون لنا منهم حزب ينضم إليه غيرهم ) ، ويضيف نابليون ( كنت قد طلبت مرارا جوقة تمثيلية وسأهتم اهتماما خاصا بإرسالها إليك ، لأنها ضرورة للجيش وللبدء في تغيير تقاليد البلاد ) . منذ ذلك الحين ، ومسلسل العلاقات المنحرفة لا ينقطع ،كل الأسماء التى تم تلميعها وتضخيمها كانت خادمة لأغراضهم عدوة لله وللأمة، من رفاعة الطهطاوى إلى قاسم أمين إلى سلامة موسي إلى بدايات طه حسين مرورا بلويس عوض الذي فضحه العلامه محمود شاكر في كتابه ( أباطيل وأسمار ) وبيّن ارتباطه كعميل بدوائر الاستعمار ، وما فعله جلال كشك من فضح العلاقة المريبة بين الأحزاب الشيوعية المصرية خصاصا والعربية عموما وبين الصهيونية واسرائيل في كتابه ( الحركات السياسية في مصر 1945-1952) . كما اعترف الدكتور رفعت السعيد في كتابه ( ثلاثة لبنايين في القاهرة ) بأن كل من ولي الدين يكن وشبلي شميل وهما من أوائل العلمانيين العرب وكانا موالين للإحتلال البريطاني. وغالي شكري وجماعة مجلة حوار بأكملها تلك المجلة التي تمولها المخابرات الأمريكية كما يقول الإستاذ محمد جلال كشك . كما تمول فورد كونديشن حركة تحرير المرأة ( نوال السعداوي ) وقد افتضح الأمر على يد عضوات هذه الحركة أنفسهن داخل اروقة المؤتمر الذي عقد سنة 1986 حيث تساءلن عن تمويل المؤتمر فاعترفت نوال السعداوي بأن مؤسسة فورد كونديشن الأمريكية وكذا هيئة المعونة الأمريكية بالقاهرة وجمعية نوفيك الهولندية ومكتب اكستوان بالقاهرة هم الذين مولوا المؤتمر . وكان فرج فودة يدعو الغرب جهارا نهارا للتدخل في مصر عسكريا ويدعو إلى التحالف مع إسرائيل وضرب السودان ، وكانت علاقته بالسفير الإسرائيلي أكثر من مشهورة . ومن هنا فإننا لا نستغرب استغاثة الكاتب ( أحمد البغدادي ) بأمريكا للتدخل في شؤون ثقافتنا ، وكذلك طلب الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي ( د. أحمد بشاره ) من الأمم المتحدة أن تتدخل للإشراف على الانتخابات الكويتية . إن العلمانية أصلا نشأت في حضن الاحتلال وهذا الأمر له دلالته ، لأن الاحتلال في حد ذاته اعتداء على الحرية والنهضة والتقدم والعدالة فحري به أن يتخذ له أولياء يواصلون خطة استلاب نهضة الأمم وحريتها وخصوصياتها . ومن الملاحظات المهمة أن العلمانيين في الوطن العربي ، لا يجمعهم إلا أمران فقط : الأمر الأول : وهو الارتباط المشبوه بالأجنبي ، وهم فيما وراء هذا مختلفون أشد الاختلاف ، فمنهم القومي واليساري والليبرالي ويختلفون في تعريف مفهوم التقدم والاصلاح والنهضة وفي تحديد المسار الذي يسعون إلى توجيه المجتمع نحوه . الأمر الثاني : هو رفض الأهداف العامة التي يدعو إليها التيار الإسلامي ويقفون في خندق واحد لمواجهة ما يسمونه الخطر الإسلامي.
خان المثقفون وفقهاء السلطان دورهم..
وأصبحت المشكلة أصعب..
فبدلا من أن ترسم الثقافة للسياسة المعايير والقيم والمثل الأعلى، راحت السياسة، ويا ليتها سياسة سوية، ترسم للثقافة معاييرها ومثلها وقيمها الدنيا .
ليس مجرد انحراف فكرى بل هو امتداد للصهيونية فى عالمنا العربى و الإسلامى، وياله من عار أن ينتقل بعض المثقفين من العداء المطلق لجبروت ووحشية الحضارة الغربية تحت لواء ماركس ولينين إلى العداء المطلق للحضارة الإسلامية تحت لواء بوش وبلير ، تماما كالجوارى الذين ينقلون كل ولائهم ووفائهم من المغلوب إلى الغالب رافعين لواء العداوة المستعرة للاتجاه الإسلامى، دامغين كل فصائله بالإرهاب، ومنكرين أيضا حتى آراء المستنيرين حقا فى أن الإرهاب – إن كان حقا إرهابا وهو ليس ذلك - ليس إلا محصلة طبيعية للفساد السياسى والخلل الاجتماعى، وعجز السلطة، لا عن القمع، بل عن الفهم، لذلك يحاربون كل مخلص ويرفعون كل خئون، لأنهم ينظرون إلى الأمة، بأعين أمريكا و إسرائيل، يشاركون فى هدم الوطن، وحصار قلاعه الشريفة التى مازالت صامدة للحصار رافعة لواء المقاومة.

الجزء الثانى من سؤالك: هل ساهمنا في نشرها بالهجوم عليها؟
لكنها شهرة الخزى والعار، شهرة أبى لهب عندما فضحه القرآن.
الغريب أن من أطلق هذه الدعوة هم المثقفون العلمانيون أنفسهم، وكأنما أصابهم الحزن بسبب الشهرة التى أصابت تلك الأعمال التى يدافعون عنها.
هل تلاحظ هذا التناقض.. منتهى السفه والخسة والقدرة المذهلة على الكذب، على قول الشىء ونقيضه، يدافعون عن الفجر والعهر، ثم يتهموننا بنشرة، وكأن الجريمة ليس ارتكاب الفاحشة بل الحديث عنها!!. وكأنهم – هم الأبرياء الأطهار – يتمنون ألا تشتهر تلك الأعمال وتنتشر.. التى لم تكن تشتهر وتنتشر لولا أننا – نحن الإسلاميون الحمقى – قد لأتينا في وقت غير مناسب وفى تصرف غير عاقل لنهاجمها فنشهرها.. أما هم فعقلاء و أبرياء براءة الذئب.. بل براءة الخنازير.. ولم يسألهم أحد: يا عبدة الشيطان فلماذا دافعتم عن هذه الأعمال منذ البداية..


>>تابع
__________________
عفوا أيها الادارة الحكيمه

لماذا تم ايقافي هل من سبب مقنع؟؟
ام انه خطأ ؟؟

اتمنى ان اجد الرد قريبا...!!!