"الساخر" : في زمن العلمنة .. والأمركة .. هل صار من الفرض على كل شيخ جليل أن يلوث سيرته .. بجمركة سريعة لـ ( فتاواه ) عبر بوابة أصحاب القرار ..؟!
وذلك أيضا جزء من المؤامرة.. وهى لم تبدأ الآن بل منذ قرون.. وهى إخضاع الدين للحاكم ليكون وسيلة لا غاية..
والحمد لله على ابتكار شبكة الإنترنت فقد فكت جزءا من الحصار عن العلماء الحقيقيين..
والحديث في ذلك يطول.. لكنني أشعر أنني أطلت على القراء أكثر مما يجب.. وربما أقل مما يجب .. لكنهم لا يحتملون ما هو أكثر..
س. يرى بعض المتابعين أن الخطاب الإسلامي يقع دائما في المواقع الخلفية ..وأن مهمته الدفاع والرد وليس خطاب مبادرة وإنتاج وتجديد للثقافة مما جعل الخطاب الليبرالي والماركسي يأخذ زمام المبادرة...
ترى أين يقع الخطاب الإسلامي على خارطة الوعي العربي..!!؟؟
مواقع خلفية..
ليراليون..
ماركسيون..
علمانيون..
لماذا لا نختصر الأمر.. فالقضية كلها إما إيمان و إما كفر..
ولقد ثبت الآن باعترافات قيادات الأحزاب الشيوعية العربية أن الماركسية في العالم العربي وكلها بدأت شحما ولحما ودما على أيدى اليهود الصهاينة و كانت اختراقا لفكرة الدولة الإسلامية الواحدة وإهدارا للمرجعية الإسلامية تمهيدا لتفتيت البلاد الإسلامية وتمكينا لوجود إسرائيل..
الليبرالية والعلمانية فعلت نفس الشيء و إن كانت أكثر مراوغة ودهاء..
لكنهم اتفقوا جميعا على التحالف مع أشد النظم العسكرية بطشا والقبلية تخلفا على حصار الصوت الإسلامي الحقيقي.
أنت تقول أن الخطاب الإسلامي يقع في المواقع الخلفية..
لكنه لا يقع هناك.. بل هو محاصر هناك ومحبوس هناك..
ودعنى أطرح عليك قضية غريبة:
عندما أقول أن حكامنا خونة وعملاء وصنيعة الغرب فإننى لا أظن أن أحدا من القراء سيعترض أو يتردد..
وعندما أقول لك أن جهاز الأمن الغبى الباطش الجبار هو صنيعة الحاكم وأنه لا يحقق الأمن للدين ولا للوطن بل لأعداء الدين والوطن فإننى أظن القراء جميعا سيوافقوننى فيما ذهبت إليه..
لكن القراء سيتراجعون وينقسمون ويختلفون عندما نبدأ الحديث عن الكتاب والمفكرين.. مع أنهم صنيعة الإثنين معا: الحاكم الطاغوت عروس المسرح.. والأمن الغبى الباطش..
كما قلت لك منذ البداية.. أنت لا تعيش في جو طبيعى يبرز الكفاءات.. أنت تعيش ما هو أسوأ حتى من الغزو العسكري والفكرى.. أنت تواجه احتلالا استيطانيا كذلك الذي حدث في أمريكا الشمالية واستراليا.. احتلال استيطانى يبغى إبادتك وإحلال الغير مكانك.. لا يستطيع الغرب وكل صنائعه الآن أن يفعل ذلك على المستوى العسكرى.. لكنه يحاوله على المستوى الفكرى.. إنه لا يحاورك ولا يناقشك بل يسفه فكرك ويمنعه ويحبسه ويقتل أصحابه..
في أزمة الوليمة كنا في صحيفة الشعب وحدنا تقريبا.. وكانت صحف السلطة السوداء والصفراء والحمراء تهاجمنا هجوما ضاريا وتشيع عنا كل ما استطاعت من أكاذيب.. أكثر من خمسين صحيفة كانت تهاجمنا يوميا.. في الأسبوع الرابع أدركوا أنهم خسروا المعركة فأغلقوا صحيفة الشعب..!!..
ولم يكن الأمن هو الذي بادر بالإغلاق.. و إنما كان من تسميهم بالماركسيين والليبراليين هم الذين طالبوا بذلك و ألحوا عليه.
ولكى أوضح لك الأمر أكثر .. دعنى أقص لك حكاية حزينة تشرح لك الأمر كله..
بعد أحداث الوليمة بعام فوجئت بصحيفة الأهرام تنشر مقالا لفاسق يتهم فيه أئمة الحديث جميعا بالتخريف..( ومنهم الإمام البخارى)..
واتصلت بعدد من الشيوخ الأجلاء في الأزهر.. الشيوخ لا الموظفين.. ورغم أنني لا أوافقهم في الرأى الذي ذهبوا إليه فإننى أتفهم دوافعهم.. فهل تعرف ماذا كانت دوافعهم للصمت؟..
كان رأيى أن نقف و أن ندافع و أن نهاجم..
وكان رأيهم أننا كإسلاميين محاصرون تماما و أن كل منافذ النشر في أيدى أعدائنا.. و أننا لو دخلنا المعركة بهذه الصورة فإنهم سينشرون حججهم ولن ينشروا لنا شيئا.. فإن نشروا لنا سيشوهون ما نكتب.. و أنه .. لذلك كله فهم يفضلون الصمت عن الدخول في معركة خاسرة..
ترى هل أجبت على سؤالك : أين يقع الخطاب الإسلامي..
إنه محاصر مأسور مشوه.. باسم الحرية والديموقراطية والإخاء والمساواة وبمباركة أمريكا و إسرائيل والأمم المتحدة.. والليبراليين والماركسيين..!!
..
"الساخر" : هناك مشروعات فكرية سميت بمشاريع النهضة..مثل مشروع الجابري نقد العقل العربي ومشروع أركون ..وحنفي وغيرهم..!!
أين مشروعات الإسلاميين في خطاب النهضة في وقتها الراهن... وأين دراساتهم النقدية التقويمية للمشروعات العقلانية المطروحة في المشهد الثقافي..؟؟
مشاريع الجابرى و أركون مشاريع مشوهة هدفها علمنة الإسلام..أما مشروع حنفى فهو إفراغ الإسلام من محتواه كله.. ولا أحسب أن المجال يتسع لمناقشة التفاصيل..
أما عن إجابة الجزء الثانى من سؤالك فإن المشروعات الإسلامية موجودة وثرية وعميقة وكفيلة باكتساح الجميع لو سمح لها بالانتشار والحوار والصحف والمنابر..
إن مشاريع التغريبيين والعلمانيين والماركسيين والليبراليين لا تصمد أسبوعا واحدا أمام طرح الإسلاميين لو منحت لهم الحرية..
تماما كما يحدث في الانتخابات.. فعند توفر الحد الأدنى من الحرية فإن الإسلاميين يكتسحون..
س. لو انتقلنا إلى ساحة الإبداع والأدب ... ماذا يمكن أن يقدم الأدب لقضيتنا..؟؟
الأدب؟
المطروح في الساحة الآن ليس الأدب بل قلة الأدب!! .. وسيطرة أعداء الإسلام على كل منابر الثقافة لا تدع مجالا لأى أديب إسلامى..
القضية قضية شاملة لا يمكن حلها بالتقسيط..
ولقد عرضت لك في إجابات سابقة نوع الأدب الذي تريده تلك الطغمة الفاسدة المنحرفة التى تسيطر على مقاليد الثقافة.
>>تابع
__________________
عفوا أيها الادارة الحكيمه
لماذا تم ايقافي هل من سبب مقنع؟؟
ام انه خطأ ؟؟
اتمنى ان اجد الرد قريبا...!!!
|