"الساخر" : لماذا يعتبر الأدب الإسلامي المعاصر أدب حزائني متشائم يهتم بتصوير ظلام المعاصر ... ولا يستشرف المستقبل..؟؟
عندما تنغرس فيك نصل سكين الجلاد فتصرخ.. فهل تكون ساعتها متشائما..؟!
ومع ذلك فالأدب الإسلامي يقوم بدوره في الحدود المتاحة له رغم كل أنواع التجاهل والحصار والتنكيل..
"الساخر" : الكتابات الإباحية شعرا ورواية ... هل يمكن عزو انتشارها إلى غياب إنتاج إسلامي يهذب الغريزة وفق التصور الإسلامي..؟؟
لا يا أخى.. فأنت ما زلت تنظر إلى إنتاج تلك الفئة المنحرفة كأدب.. وهو في غالبيته ليس أدبا .. بل فحش وعهر وفجور.. وهو تطبيق لتعليمات ولدراسات أعدت في كواليس المخابرات.. وما لا يسير على هذا المنوال يتم حصاره وحجبه ومقاطعته أو اعتباره ليس أدبا.
الكتاب الموجودون في الساحة ليسوا كتابا حقيقيين.. ولا هم الانتخاب الطبيعى للأصلح.. إنهم مفروضون من السلطة.. نفس السلطة التى تعين ضابط أمن الدولة هي التى تعين مثقف أمن الدولة وتحدد حجمه وانتشاره وذيوعه.. أحسب أن هذه باتت بديهيات.. ثم أن غالب مثقفينا ليسوا امتدادا للأزهر والفجالة حيث الكتب والمكتبات.. بل هم امتداد لشارع محمد على وشارع الهرم حيث الحانات والراقصات ..
الخديعة الكبرى التى تجعل الناس تفرق بين ضابط أمن الدولة ومثقف أمن الدولة أن الأخير يمثل في أحيان كثيرة دور المعارض للنظام السياسي.. و أقول يمثل بكل ما تعنيه الكلمة.. ليس لأحد منهم مشروع فكرى.. المشروع الوحيد الذي يتفقون عليه ويتفقون فيه مع السلطة هو مشروع محاربة الإسلام و إقصائه..
لست أقول أن كل كتابنا كذلك.. بل أتحدث عن الكتاب الذين تضعهم السلطة على رقابنا.. ففي الجو الفاسد الذي نعيش فيه.. الجو الذي يشبه ماء نهر ملوث.. لا ترى على سطحه إلا السمك الفاسد والميت.. السمك الحى يلوذ بالأعماق بعيدا عن التلوث..
لا أقصد أن كل الظاهرين على الساحة كذلك. فهناك قلة تعد على أصابع اليد الواحدة، كتاب حقيقيون لديهم الموهبة، لكنهم في حالة تصالح بصورة ما مع السلطة.. أذكر منهم على سبيل المثال نجيب محفوظ.. لكن دعنى أسألك و أسأل القراء سؤالا: لو أن نجيب محفوظ كان كاتبا إسلاميا.. هل كانوا سيسمحون له بكل هذا الذيوع والانتشار؟!.
الانتاج الإسلامي إذن ليس غائبا بل هو مغيب.
"الساخر" : ساحة النقد تعج بمصطلحات ورؤى فكرية... يصر البعض على ضرورتها وأنها آلات معرفية ليس لها علاقة بالمنهج الفكري لذلك يمكن توظيفها في أي ثقافة ... أين يقف الدكتور محمد من هذه الرؤية ...!!؟؟ وهل يمكن عزل الآلة عن المنهج..؟؟
هذا سؤال هام وخطير..
وسأضطر للإطالة مرة أخرى..
في رائعة أليكس هيلي "الجذور" يسرد الكاتب تفاصيل مرعبة عن الطريقة التي كان يتم بها ترويض العبيد. والكاتب يعود لأصول أفريقية مسلمة، وقد فضحت الرواية تاريخ الرجل الأوروبي الأمريكي، وأماطت اللثام عن الكثير من التصرفات المشينة التي كان يقوم بها التجار البيض، وسرقتهم للسود الأفارقة من قراهم وبيوتهم، وترحيلهم لأوروبا وأمريكا، وبيعهم للإقطاعيين هناك، الذين كانوا يسخرونهم في فلاحة الأرض، وفي استغلال طاقتهم أبشع استغلال، وليس ذلك موضوعنا الآن، لكن الموضوع الذي نريد أن نركز عليه، هو أن العبد لم يصبح عبدا إلا حينما اقتنع أنه عبد و أن الرجل الأبيض سيد، لم يصبح عبدا إلا عندما استسلم لمصطلحات عدوه، كان يستطيع أن يثور ويرفض ويستشهد، لكنه لم يفعل، بل وحاول أن يطبق معايير الرجل الأمريكي عن العبد الطيب، والتي دعمها ذلك الرجل الأبيض جلده والأسود قلبه بآيات من الإنجيل، وهكذا أصبح الخاطف المجرم سيدا، ومعلما، بل ومبشرا مسيحيا، و أصبح على العبد الذي قبل مصطلحات عدوه أن يجتهد ويجتهد ويجتهد كي يطبق المواصفات التي وضعها الأمريكي الأبيض المجرم للعبد الطيب.
ذلك مثل، ولنضرب مثلا آخر يوضح لنا خطورة الاستسلام لمصطلحات الآخرين.
منذ بداية التسعينيات بدأ الغرب بقيادة الولايات المتحدة يضع في بطاقات الطيران مصطلحا جديدا لبيان نوع الراكب: ذكر أو أنثى، فقد كانت الكلمة التي تستعمل قبل ذلك هي: الجنس: SEX ، وفجأة اختفي ذلك المصطلح ليحل محله كلمة أخري هي : GENDER، ولقد كنت شخصيا واحدا ممن ارتابوا في الأمر، وفى رحلة علمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية سألت العديدين عن مغزى ذلك التغيير، وكانت الإجابة الخادعة الخائنة الكاذبة أن اللفظ الجديد أرق، و أنه يستبعد ظلال السمعة السيئة للمصطلح الأول في مجالات أخري. بل وتطوع أحدهم بمزيد من التفسير، ليقول أن السمعة التاريخية المرعبة لأمراض كالبرص والزهري والسل قد دفعت بالمراجع الطبية إلى تغيير أسمائها كي لا تزعج الناس.
ولاحظ أيها القارئ ادعاء الرقة والتسامى ذاك، ولاحظ أيضا ذلك الغموض المتعمد في تعريف المصطلحات، حيث يتعمدون سربلة المصطلح بالغموض الذي يدعى رقة الملائكة، والذي يسفر في النهاية عن شيطان رجيم. فسرعان ما ظهر المغزى لاستعمال كلمة GENDER بدلا من كلمة SEX – خاصة في مؤتمري السكان اللذان انعقدا في القاهرة ثم في بكين –. فكلمة SEX تعني الوضع التشريحي البيولوجي، تعني ببساطة وبتحديد كامل – و أنا آسف يا قراء لاستعمال الكلمات التالية – أن الرجل هو من له خصيتان وعضو ذكري و أن المرأة من لديها ثديان وفرج. أما كلمة GENDER فلا يهمها الوضع البيولوجي التشريحي!! .. فقد تكون رجلا لكنك تشعر بمشاعر الأنثى، أو العكس، أو جميع التباديل الممكنة. وتحت هذا المصطلح، تم تحميل مجموعة هائلة من المعايير الفاسدة التي تتحدي الطبيعة والعقل وشرع الله. فتحت راية هذا المصطلح ليس في كل أنواع الشذوذ ما يخجل، إنه أمر طبيعي، وعلى كل إنسان أن يعترف به لا أن يخفيه، بل له أيضا أن يباهي به ويفتخر، في شريعة الشيطان!!.
قبولنا، وقبول العالم لاستبدال المصطلح القديم واستعمال المصطلح الجديد يعني القبول بكل تضمينات المصطلح الجديدة، يعنى الرضا بالشذوذ بل والتشجيع عليه، ويعنى ما هو أكبر و أخطر، وهو ما حدث بعد ذلك بالفعل، حين وصلت الأمور إلى تهديد مؤسسة الأسرة، فلم يعد شرطا للأسرة أن تتكون من رجل وامرأة، بل يمكن لها أن تتكون من رجل ورجل أو امرأة وامرأة، بل ودخل الأطفال والحيوانات والدمي فىالمعمعة أيضا!!.
ذلك هو إجرام الشيطان..
وذلك هو إجرامنا وخطيئتنا القاتلة عندما نقبل المصطلحات التي يضعها لنا الغرب.
وثمة مثل أخير – وليس بأية حال الأخير- يتعلق بتلك الدعاوى المبهرة التي انطلقت عن رعاية الطفولة وحقوق الطفولة وعام الطفل وراعية الأطفال .. و..و..و.... ثم أسفر الأمر كله عن إجرام فاحش.. فالأمر يتعلق بضرورة تعليم الأطفال الجنس!!.. وضرورة منع الكبت الجنسي!!.. وضرورة إباحة الزنا - يسمونه الحب أو العلاقات السوية أو عدم القهر الجنسي!!-.
لقد ضربت هذه الأمثلة كي أوضح خطورة قبول المصطلح الذي يضعه لنا الغرب، لأن قبوله يعني القبول بما يعنيه.
ضربت مثلا بما سبق، وفى مخيلتي طوال الوقت لم تبرح أبدا مصطلحات كالأصولية والتطرف والتشدد والانغلاق والرجعية والظلامية والتأسلم والإرهاب..
كان مجرد قبولنا التعامل بهذه المصطلحات خطأ هائلا وجريمة كبري.. وكان يعني أننا استسلمنا قبل أن تبدأ المعركة.. و أننا اخترقنا حتي النخاع.. تماما كما كان قبولنا بأن نقرأ تاريخنا عبر المستشرقين وأن نرمي ديننا بالمثالب التي وجهها إليه الرهبان والقساوسة.
لقد أدرك الغرب منذ زمان طويل أن ما لايستطيع بولس الوصول إليه يستطيعه محمد!! و أن ما لا يقدر جورج علي لإقناع المسلمين به يستطيعه سيد أو مصطفي و أن ما لا يقدر عليه كوهين أو دافيد يقدر عليه رفعت السعيد!!..
ولا أريد اليوم أن أتناول الكلاب المسعورة والخنازير المأجورة الذين اصطنعهم الشيطان والغرب بيننا ، يتحدثون بألسنتنا ، وتشملهم حصانة الإسلام، فيتحدثون باسمه، مدلسين علينا، لأنهم ينكرون أنهم خرجوا من الإسلام وباعوه منذ زمان طويل.
يبدأ الواحد من هؤلاء بلا أي موهبة ولا قيمة، يعجز عن صياغة فكرة، يحركه جشع بلا حدود، وفجأة يتم التقاطه وتجنيده كي يكتب ضد الدين، فإذا باسمه يطبق الآفاق، و إذا بجمعيات أجنبية تتابعه وتشد به، و إذا بصحف اليساريين في الداخل تتحدث عنه بنوع من التقديس، والأنكي من هذا كله أن مؤسسات الدولة تحتضنه وتغدق عليه، و الأمثلة كثيرة وما نصر حامد أبو زيد وفرج فودة وعبد الله باجبير و أدونيس إلا مجرد أمثلة على ذلك، وكل منهم يمثل انعكايا لتسليمة نسرين وسلمان رشدى وحيدر حيدر.
الأمر لا يتعلق بخلاف فكري، بل يتعلق بخائن حصل علي الثمن وباع، خيانة عظمى، لأنها خيانة لله والأمة بل وللوطن أيضا، وفى الوقت الذي تعتبر فيه شبهة التفكير بالقيام بانقلاب على نظام الحكم جريمة خيانة عظمى عقوبتها الإعدام بعد محاكمة صورية، فإن محاولة الانقلاب على الله جل وعلا تقابل من السلطة بالإعجاب والتقريظ وفتح مؤسسات الدولة كمنابر يبث من خلالها أمثال هؤلاء السم في كيان الأمة.
لا أريد أن أتورط في الحديث طويلا عن أمثال هؤلاء، عن خنزير مأجور منهم زور لنفسه شهادة الدكتوراه ليسبق اللقب اسمه، خنزير لم يركع لله ركعة ويجاهر بقصص ممارساته للزنا والفجور والمخدرات، خنزير مأجور لا يجيد إلا الكذب وترديد أقوال المستشرقين ومع ذلك فإن الدولة أفردت له المجلات والصحف وتولى اليساريون الأشرار تلميعه وتقديمه كمثقف، وجاءته الأموال من حيث لا ندري ليكتب موسوعات كلها كذب وعفن وطعن في الدين تهلل لها النخبة العفنة.
هذا الخنزير المأجور، والأفعى السامة التي زرعتها أمريكا بيننا خرج الآن من حجره ليطالب بالتوقف عن جوهر الإسلام و أحكام القرآن وبمساواة الذكر والأنثى في الميراث كي نتجنب غضب أمريكا.. وما هو- وأمثاله كثيرون يشكلون جل النخبة التي اصطنعتها النظم الحاكمة- إلا غرس نجس من زرع أمريكا ظل كامنا بيننا في انتظار هذه اللحظة التي يتردد فيها المقدام ويجبن الشجاع ويتقدم الرويبضة.. يتقدم لكي يهدم بناء مقدسا نكص أصحابه عن الاستشهاد دونه.
ولا أريد – أيضا - أن أتورط في الحديث طويلا عن خنزير مأجور آخر والذي قدمته لنا صحيفة كبير المنافقين وعميل المخابرات الروسية لمدة عشرين عاما على أنه شيخ يلبس عمامة ضخمة وما هو إلا شيطان رجيم.. لن أتحدث عن أولئك الآن.. بل أتحدث عن الشجعان والأبطال والمفكرين والكتاب الذين ينتمون إلي صف الإسلام لا إلي صف أبى جهل و أبي لهب.. أصرخ في عمالقة الفكر الإسلامي المأسورين والمحجوبين .. أصرخ فيهم : اثبتوا فإننا على الحق.. اثبتوا فإن النصر قادم بإذن الله.. اثبتوا حتى لو بقى الواحد منكم على حجر في البيداء وحده.. اثبتوا فالجمع ينهزم والحكام يخونون والمنافقون يسودون والأفاعي تنشط.. اثبتوا ولا تناوروا.. لأنكم إن ناورتم وظننتم أن المناورة مرونة تنحنون فيها حتى تمر العاصفة فقد لا تستطيعون النهوض من الانحناء أبدا.. اثبتوا .. اثبتوا فإنى والله أخاف عليكم أن تكونوا ممن يمرقون من الإسلام دون أن تشعروا.. فاثبتوا.. اثبتوا.. اثبتوا.. و إياكم والوقوع في فخ المصطلحات أو الفصل بين المنهج والتطبيق.
المنهج مثل المخ البشرى والآلات المعرفية كالأطراف التى تطبق وتنفذ الإشارات التى تأتيها من المخ.. والوقوع في فخ المصطلحات خطير جدا..
رغم أن تجنب الوقوع فيه يسير جدا لو خلصت النوايا و آمنت القلوب..
فقشرة الذهب الرقيقة التى تغطى المعدن الرخيص لا تخدع خبيرا، قد ينخدع بها البسطاء والسذج والعامة، حين يحتال المحتالون عليهم فيبذل المساكين أنفس ما يملكون مقابل ما لا قيمة له، بل إنهم في الغالب يستدينون ، ليكتشفوا بعد فوات الأوان أنهم فقدوا كل شئ، لا ليصلوا إلى نقطة الصفر، بل دونها، حين يطالبهم الدائنون بسداد الديون، أما أعلى الأصوات دفاعا عن المعدن المزين المغشوش فهي أصوات مجموعة من الصبيان استأجرهم المحتال و أجزل لهم العطاء كي يروجوا بضاعته المغشوشة.
خدش واحد يكسر القشرة الرقيقة كان كفيلا بكشف عملية النصب والاحتيال لكن أصوات الغلمان المستأجرين غيبت العقل و أضاعت الحرص ودفعت إلى الهاوية.
نعم.. خدش واحد..
***
>>تابع
__________________
عفوا أيها الادارة الحكيمه
لماذا تم ايقافي هل من سبب مقنع؟؟
ام انه خطأ ؟؟
اتمنى ان اجد الرد قريبا...!!!
|