عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 20-09-2002, 03:18 PM
~~ ظايم الضد ~~ ~~ ظايم الضد ~~ غير متصل
تحت البحث والدراسة
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 693
إفتراضي

لا أقصد مما أقول إلا ما فعلته الحضارة الغربية معنا، وما الغلمان المستأجرون إلا بعض كتابنا ومفكرينا..
وسؤال واحد كان كفيلا دائما بكسر القشرة المزيفة البراقة لنكتشف الخدعة.. لكننا بين الخيانات والعمالات والضجيج والتشويش لا نسأله..
نعم.. عرّضوا أي بناء فكرى من الحضارة الغربية للسؤال الأول وسوف يبدأ البناء في الانهيار على الفور.
***
لنأخذ على سبيل المثال دعاوى حرية المرأة..
ولنخدش القشرة البراقة المزيفة بسؤال يقول: أي امرأة؟ هل هي الزوجة أم الأم أم الإبنة أم الجدة؟..
سوف نكتشف على الفور أن دعاوى حرية المرأة لا تقصد أي واحدة من هؤلاء!! وهن جميع أنماط النساء اللائى نعرفهن..!!. يبقى نوع واحد لا نعرفه والحمد لله..
تنكسر القشرة ويطفح المعنى على الفور ليتضح أن الدعوى لا تقصد إلا امرأة في عمر الإغراء، خلال عقد أو عقدين من عمرها، وهى لا تقصد حقها في الطهر بل في العهر، ولا تقصد حق أبنائها في أم فاضلة ولا أمها في ابنة بارة، ولا زوجها في زوجة رؤوم عفيفة تصون أولاده وبيته، كل هذا غير مطروح على الإطلاق. المطروح فقط تعهير المرأة، ولتسقط مؤسسة الأسرة إلى غيابات الضياع ولترتفع نسبة الطلاق إلى أربعين في المائة في بعض بلادنا وليتشرد الأطفال وليصدق الحديث النبوي الشريف فيصبح الحر قيظا والولد غيظا، فكل ذلك هين مقابل أن تتعرى المرأة وتتحرر!!..
على إحدى القنوات الفضائية كانت أستاذة جامعية، سافرة، من الداعيات لتحرير المرأة، تتحدث عن الموجات الثلاث لتحرير المرأة عبر قرن مضى، وكانت تؤيد الموجة الأولى وتتحفظ على الثانية وتعترض على الثالثة، وكانت تكتشف الحقيقة فتصرخ: هل ظللنا مائة عام نناضل كي نتعرى.. لماذا لم نفعل ذلك منذ البداية.. وما كان أسهله؟!..
***
قشرة أخرى.. وخدش آخر.. وسؤال..
الغلمان، صبيان المحتال، طالما نظروا إلينا بتعال وازدراء ونحن ننادى بالاحتشام والعفة..
أنتم أيها الإسلاميون منغلقون متحجرون لا تفكرون إلا في الجنس.. أنتم لا تعرفون سمو الفكر ولا تعدد ما يمكن أن يدور بين رجل وامرأة دون أن يكون الشيطان ثالثهما إلا في عقولكم .. ( تجاهل الفسقة أنه حديث نبوي شريف).. وتعالت هتافات الغلمان وضوضائهم.. ثم تحولت الضوضاء بعد ذلك – تحت رايات الأمم المتحدة – إلى قوانين تلزم وتعاقب من لا يطبقها حول حرية ممارسة الجنس خارج مؤسسة الزواج.. ولم ينخفض صوت الغلمان درجة واحدة.. وراحوا يروجون للعهر باسم الحرية الشخصية ونسوا اتهاماتهم لنا و أصبح العهر حقا يحاربوننا عليه.
في الموجة الثالثة كان النداء لترويج حرية الشذوذ..
انشرخت القشرة.. وكانوا هم الدعار والداعرات الذين ملأت الفاحشة وجدانهم ودنست أرواحهم طيلة الوقت..
إلا أننى أريد أن أذكركم هنا يا قراء: أن هؤلاء الفاسقين المنافقين، عندما اتهموا المسلمين بأنهم لا يفكرون إلا بالجنس، وعندما ادعوا لأنفسهم العفة والترفع والتسامى، في نفس الوقت واللحظة، لم يكونوا يزنون فقط، بل كانوا يلوطون أيضا، وراجعوا سيرهم الشخصية، و ما أريد أن أثبته هنا، أنهم لم يُخدعوا فخُدِعوا، بل شاركوا في مؤامرة شيطانية هائلة، كانوا يدركون منذ بدايتها نهايتها، وكانوا يرومون منها نقض عرى الإسلام عروة بعد عروة.
كانوا يدركون منذ البداية، لكنهم لفرط خستهم استتروا خلف الإسلام ولبسوا عباءته وادعوا أنهم يقولون ما يقولونه حين يقولونه انطلاقا من الدين الصحيح.
***
قشرة أخرى ولمعان آخر: الديموقراطية: حكم الشعب وبالشعب وللشعب، تنكسر القشرة، فإذا بالديموقراطية المزعومة ليست إلا حكم العملاء والخونة والغلمان للشعب بمعونة أجهزة الأمن، التى حلت محل بوارج المستعمر..
نعم .. أجهزة الأمن التى اقتصرت وظيفتها الأولى على ما كانت تقوم به جيوش الاحتلال من قهر للأمة وتنكيل بالشرفاء وسحق للأبطال وتمجيد للخونة.
نعم .. انكسرت قشرة الديموقراطية المزيفة فإذا أخشى ما يخشونه هو إجراء انتخابات حرة نزيهة في أي بقعة من بقاع عالمنا الإسلامي لأنهم يعلمون – رغم التشويه والتزوير و ادعاءات الباطل – ماذا ستختار الشعوب.. و إذا أقرب المقربين إليهم المزورون والعملاء و أما عدوهم من حكامنا فمن يفكر في انتخابات حرة.
حكم الشعب بالشعب وللشعب..
اختارت شعوبهم اللواط فأرادوا فرضه علينا..
اختارت شعوبهم نهب ثرواتنا واحتلال بلادنا وتسفيه أحلامنا وضياع ديننا فأرادوا من شعوبنا الانصياع لإرادة شعوبهم.
ونكتشف بعد أن صدقنا الخدعة والفرية أنهم يقصدون من حكم الشعب وبالشعب وللشعب : حكم الشعب المسلم بالشعب الصليبي والصهيونى ولمصلحة الشعب الصليبى الصهيونى.
***
قشرة أخرى ولمعان آخر.. الوطنية..
ويتصايح الغلمان الخونة عبيد المحتال بالصياح والأناشيد والأهازيج التى تمجد الوطنية.. وتعليها ولا تعلى عليها بحيث يكون أي صوت معارض أو كاشف: خيانة للوطن.. وما هو خيانة بل هم الخونة.. فإن ألقيت بسؤال وحيد تمزقت كل دعاواهم كبيت العنكبوت..
والسؤال يقول: في عالمنا العربي والإسلامي.. لماذا لم تُمجّد إلا وطنية الأقطار بالحدود التى رسمتها اتفاقية سايكس بيكو.. وخنازير العلمانية الذين يسبحون بحمد أي كاتب غربى ويكادون يسجدون أمامه تراهم يستعيدون حدود سايكس بيكو عندما يكون الكاتب أو المفكر أو الداعية مسلما.. فتجد خنزيرا من مصر يحتج على ندوات الشيخ على الجفرى في مصر وتجد خنزيرا سعوديا يحتج على دعوة عمرو خالد لإلقاء محاضرات في جدة.
لماذا لا يغنى الغلمان الخنازير لوطن بحدود الشام.. أو للدولة العربية الكبرى.. ولن تبلغ بنا الآمال أن ندعوهم للتغني بدولة حدودها الإسلام..
***
وبالرغم من ذلك كله لم يكف الغلمان عن التصايح أبدا..
تنكشف الخدعة وراء الخدعة.. والجريمة بعد الجريمة .. والفضيحة تلو الفضيحة.. لكن أحدا لا يلقى القبض على عصابة الغلمان و أسيادهم أبدا.. وتظل الدائرة تدور..
***
الأمثلة السابقة، نموذج لما حدث في كل القضايا الأخرى..
في الحرية والإخاء والمساواة والديموقراطية والحداثة والاستنارة والتحضر..
كانت القشرة البراقة الخادعة تخطف الأبصار وكان الغلمان – صبيان المحتال المأجورين – يذهلون العقول.. وكانت الأمة تفقد كل ما تملك مقابل سراب حسبته الأمة تحضرا، و مقابل احتيال محتال وخديعة غلمان.. وكانت تستبدل ببيتها المكين.. بيت عنكبوت..
***
كيف نفصل بين المنهج و أدواته.. أو بين الخلفية النظرية وتطبيقاتها العملية..
دعنا نعود مرة أخرى إلى مثل الزوجة والعشيق والديوث..
فلا يفصل ما بين المنهج و آلاته إلا ديوث..
ولكى أضرب لك مثلا مباشرا فاجعا فدعنى أستشهد بهذه الفقرة من كتاب الدكتور عبد الوهاب المسيرى: سيرة غير ذاتية وغير موضوعية:
يقول الدكتور المسيرى:
"ويصل هذا الاتجاه الفني فيما يسمى " سنف موفيز" ولا أعرف ترجمة لهذه العبارة، ولكن لعل وصفها يعطي فكرة عن محتواها . وهي أفلام يختلط فيها العنف والجنس بطريقة متطرفة، وكثيرا ما تنتهي ببطلة الفيلم في حالة نشوة جنسية ويتم قتلها في اللحظة التي تقذف فيها . ومثل هذا المنظر يتكرر في الأفلام الإباحية "العادية" ، ولكن في السنف موفيز يتم الذبح بالفعل.
نعم تقتل بطلة الفيلم.
وكان يتم الإعلان عن الفيلم بعبارة "صور في أمريكا اللاتينية ، حيث العمالة رخيصة" . وكل لبيب متوحش بالإشارة يفهم.
ومخرجو مثل هذه الأفلام يدافعون عنها من منظور الإبداع والحرية والثورة . .إلخ وقد قام بعض المثقفين الليبراليين المدافعين عن حرية الرأي المطلق بمظاهرة ضد دور السينما التي تعرض مثل هذه الأفلام. ولكن جريدة وول ستريت جورنال قامت بتعنيفهم لموقفهم هذا ، وبينت لهم أن ما يحدث إنما هو نتيجة طبيعية للموقف النسبي المتسيب من الفن والجنس وإنكار الحدود باسم الحرية المطلقة والإبداع غير المتناهي!"..
انتهى الاستشهاد بالدكتور المسيرى..
فهل تمرض أيها القارئ الآن مثلى؟ وهل تفزع؟ وهل تجزع؟ وهل تتقيأ؟..
كان من أكثر ما آلمنى، فوق المرض، إحساس ذبيح بخيانة تلك الحثالة المنحطة من المثقفين الذين ينادون بالحداثة والنسبية ويعلون الحضارة الغربية وينتقدون الإسلام.. ويخدعوننا بانفصال المنهج عن أدواته وتطبيقاته.
رحت وفى قلبى ألم لا يوصف أتساءل: أهذا هو الدين الذي يريدون منا أن نجفف منابع الإسلام ونتبعه.. أهذه الحداثة هي مصدر زهوهم وتعاليهم وصلفهم وكبريائهم ونظرتهم إلينا بازدراء.. ازدراء شيطان كافر مجرم.. ازدراء كلب مسعور لا يهدأ حتى يعقر الآخرين لينقل المرض المميت إليهم..
أجل.. كلب مسعور..
كلب مسعور ليس له إلا ميزة واحدة.. أنهم في إمبراطورية الشيطان لا يدعون الإيمان.. وهم يروجون للكفر ويعترفون أنهم كفرة ملحدون.
وعلى هذا فإنهم أفضل من مثقفينا الحداثيين الذين يتبعون ذات الحداثة والنسبية والكفر لكنهم يبطنون الكفر ويظهرون الإيمان..
ملأني الإشفاق عليكم يا قراء.. إشفاق لحد الألم..
ملأني لأن تلك الخنازير المأجورة قد خدعتكم طويلا وغررت بكم طويلا.
والكاتب المثقف حقا، يجد أن من واجباته أن يكون عنصر توصيل جيد لقرائه، فهو ينقل لهم الفكر الأصعب بأسلوب أسهل كى يفهموه ويستوعبوه.. وهو قد يظل أعواما يكتب ويفكر كى يعطى لقرائه كتابا يقرؤونه في يوم أو بعض يوم.. وقد يظل يبحث بالأسابيع والشهور كى يلخص بحثه ذاك في مقال يقرأه القارئ في ساعة أو بعض ساعة..
الكاتب المثقف الحقيقي يفعل ذلك..
أما القارئ فهو يستأمن الكاتب على عقله.. و هذا أخطر من المريض الذي يستأمن الطبيب على جسده.. فإن خان الكاتب فإنه يصبح أشد سوءا من طبيب تأتمنه فينقل إليك المرض أو يسرق عضوا من أعضائك..
وهذا هو ما فعلته بنا النخب المثقفة المستغربة المأجورة..
الخنازير المأجورة..
أولئك الذين سوغوا لنا سب الذات الإلهية.. فكل شئ نسبى..
و أولئك الذين حالفوا أعداءنا علينا.. مقابل رشوة بالمال أو الشهرة أو اللذة..
وأولئك هم الذين راحوا يؤيدون أمريكا في حربها ضد الإسلام والمسلمين..
أولئك الذين عجزوا عن المواجهة فمارسوا الخداع حتى كاد الناس يصدقونهم ويعتقدون أن : "الحداثة من الإيمان" و"أن النسبية من الإسلام" وأن العلمانية " مذهب يجوز التعبد عليه"!!..
أولئك الذين عجزوا عن كشف خبيئة نفوسهم فرحوا يدسون أفكارهم النجسة في صفحات الصحف والمجلات وفى أفلام السينما ومسلسلات التلفاز وفى تغيير مناهج التعليم وفى الرقابة والحظر على خطباء المساجد كى لا يفضحوهم ويكشفوا أمرهم..
أشفقت عليكم يا قراء كثيرا.. ذاك الإشفاق المؤلم.. أشفقت عليكم.. على الألم والعناء الذي أصبح على القارئ أن يكابده حتى يطمئن أن الكاتب الذي يقرأ له ليس خنزيرا مأجورا، أشفقت على من يكابد منكم ليصل إلى الحقيقة بينما من استأمنه على الطريق يضلله..أشفقت على من يعانى حتى يطهر نفسه من دنس الخنزير المأجور.. و أشفقت أكثر على من يضلون الطريق فيخسرون الآخرة.
***
والحكاية طويلة ومريرة.. حاول الغرب طيلة الوقت تزويرها و إخفاءها.. لكنه يكرر نفس الأخطاء والجرائم خطأ بعد خطأ وجريمة بعد جريمة.. لذلك فإننا نستطيع رغم الكذب والتزوير والتشويه والتحريف أن نقرأ تاريخ الماضي فيما يحدث الآن..
فالغرب لم يتب عن جرائمه.. وهو يواصل عبادة الشيطان بهمة لا تعرف الكلل وبثأر لا يعرف الارتواء.. إن أمريكا التي قتلت الملايين لم تنس ثأر 18 أمريكيا قتلوا في الصومال.. قتلوا لأنهم اعتدوا وقتلوا مئات الصوماليين.. ونفس ما حدث مع العراق وأفغانستان يحدث مع أي بلد في العالم يجرؤ علي الاعتراض .. ونفس المنهج الشيطاني الذى فضل القتل علي الأسر يفضل أن يسحق عدوه ويدمره عن أن يقبل استسلامه أو انسحابه. لقد انسحبت العراق من الكويت منذ عشرة أعوام ومع ذلك لم يتوقف القصف والتدمير.
الخطأ الأمريكي القاتل أنه كشف عورة الحضارة الغربية القبيحة وبين كم هى هشة وخسيسة.. وهى لم تعاملنا بكل هذا الصلف والازدراء إلا لأننا نكصنا عن الجهاد فى سبيل الله وأن تكون مرجعيتنا هى الإسلام لا الأمم المتحدة.. وهى الحلال والحرام وليس المصلحة..
ولو لمس الغرب الصليبي من عالمنا الإسلامي استعدادا حقيقيا للمقاومة والحرب الحقيقية لتبدل الصلف إلى تزلف والازدراء إلى نفاق.. ولتسترجعوا ما حدث بعد حرب أكتوبر 73 .


>>تابع
__________________
عفوا أيها الادارة الحكيمه

لماذا تم ايقافي هل من سبب مقنع؟؟
ام انه خطأ ؟؟

اتمنى ان اجد الرد قريبا...!!!