عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 23-09-2002, 05:52 AM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

الأخت العنود،

شكرا لك على هذا الطرح الجميل والجريء، وإن كان الوطن ينبض في قلب كل مغترب، إلا أن أسباب الابتعاد عن الوطن مختلفة، كثير منها مفتعل، وقليل منها حقيقي فرضه الواقع، ولا يملك الكثير شيئا إزاءه.

أحمد الله أني من الذين فتح الوطن لهم أبوابه، وأعطاني تأشيرة عودة متى شئت، ولكن لننظر إلى الملايين التي أوصدت دونهم أبواب أوطانهم، ولننظر إلى الملايين الذين لم يعد لهم وطن، الذين أصبح وطنهم صورة في ذاكرة الكبار، وكلمة في أفواه الصغار لا يعرفون معناها، ولننظر إلى الذين يقولون: لنا وطن ويقول العالم لهم: لا وطن لكم.

أقصد تحديدا إخواننا في فلسطين التي احتلها الغاصب عام 1948، والتي نسي العالم أنها وطن وأن لها أبناء يطمحون إلى العودة إليها، وليس يؤلم شيء قدر أن ينساك أخوك، فانظروا كيف أن المساوم العربي نسي أن هناك وطن فلسطيني قبل عام 1948، وكأن ذاكرته أعطبت فلم تعد تتذكر إلا 1967، بل إن ذاكرته لا تذكر إلا مقر الرئاسة الذي كان شامخا قبل ساعات، وهو الآن محاصر، فلو فتح الله على (المقاومة الرئاسية) واستطاعت ببريق أقلامها، وهدير جوالاتها الخلوية، أن تحرر المقر الرئاسي، فإن ذلك ولا شك يكون عندهم بمثابة تحرير الوطن المغتصب، ولو أن هذا الوطن استبدل بمقرّ فاخر في غزة، أو حتى في القاهرة، فإن ذلك يصبح وطنا بديلا أيضا، يمسح بانتقاله ذاكرة الأيام، ويسعى المساومون ليمسحوا أثر انتقاله، وبعير جماله، من خط السفر في صحراء سيناء.

هذا ولي عودة إلى وطني، ولكني رأيت أن أبدأ بهذه الخاطرة كتمهيد للمناقشة.

وشكرا للأخت العنود التي لا تفتأ تبهرنا ببراعة حرفها، وقدرتها على استنطاق الحجر.
الرد مع إقتباس