عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 23-09-2002, 07:57 AM
سـياف سـياف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 40
إفتراضي المخابرات الأمريكية تطلب مراقبة موسم الحج…


يرتكب خطأ فادحا من يظن بأن أمريكا وإسرائيل قد أنتجتا لادن لتستخدماه فقط داخل أفغانستان ثم تنتهي صلاحيته، فهذا العميل قد تم صنعه ليؤدي وظيفة تقديم كل ما تحتاجه أمريكا من مبررات لقتل المسلمين وإذلالهم وتجويعهم ونهب ثرواتهم وأرزاقهم، ليس داخل أفغانستان، بل وفي كل مكان من العالم يتواجد فيه المسلمون.

ففي تصريح لا يمكن لعاقل أن يمرره مرور الكرام، قال الكاتب المصري "محمد حسنين هيكل" عقب عودته من جولة في عدد من الدول الأوروبية لاستطلاع الأجواء حول النوايا الأميركية على ضوء الحرب على أفغانستان، إنه استقى معلومات من مصادر أوروبية تفيد بأن وكالة الاستخبارات الأميركية قد طلبت من عائلة آل سعود الحاكمة تقديم تسهيلات من أجل مراقبة موسم الحج, خلال شهر فبراير 2002, بدعوى أنها حصلت من "مصادر خاصة" على معلومات تفيد بأن زعماء إرهابيين, ما زالوا مجهولين حتى الآن, قرروا الالتقاء خلال موسم الحج.

وقال هيكل في سياق مقاله الشهري المطول في مجلة (وجهات نظر) المصرية الشهرية (عدد كانون أول – ديسمبر 2001) والتي تنشر عادة مقالات لكبار الكتاب المصريين والعرب، إن الولايات المتحدة، والتي لم تستأذن الأنظمة العربية في أية خطوة قامت بها في حرب أفغانستان، اضطرت للاستئذان هذه المرة في فعل واحد، وهو "طلب وكالة المخابرات الأميركية تقديم إمكانيات وتسهيلات خاصة لها تتيح لعناصرها مراقبة موسم الحج، ذلك أن الوكالة عرفت من مصادرها (كما تزعم) بأن عددا من القادة غير الظاهرين للإرهاب وأعوانا لهم تواعدوا على لقاء في مواقع أثناء الحج ليخططوا للمرحلة القادمة".

وأكد هيكل أنه استقى معلوماته هذه أثناء قيامه بجولة أوروبية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة, لاستكشاف الوضع بعد تفجيرات نيويورك. ولم يحدد فيما إذا كانت العائلة الحاكمة السعودية قد وافقت على الطلب الأميركي أم لا.

ولعل مما يعطي مصداقية عالية لهذا الخبر هو المسائل الثلاث التالية:

الأولى:
شخصية ناشره، فهيكل هو العميل الفكري للحضارة الغربية، وعلاقة هذا الشخص بالمخابرات الأمريكية كعميل لها طويلة، تبدأ عندما كان مراسلا حربيا خلال الحرب العالمية الثانية. ومن خلال الكم المعلوماتي الهائل والذي كان هيكل يتلقاه بانتظام من وكالة المخابرات الأمريكية، تمكن هيكل من تأليف كل مؤلفاته وكتبه المتعلقة بخفايا المنطقة العربية وأسرارها وخلفيات الحروب والإنقلابات فيها.

الثانية:
العلاقة التاريخية الخاصة بين العائلة الحاكمة السعودية وبين الدوائر الغربية والأمريكية منها على وجه الخصوص، حيث تبدأ هذه العلاقة مع الدعم اللوجستي اللامحدود والذي قدمه الإنجليز لعميلهم المدعو "عبد العزيز آل سعود" خلال غزوه لمدن ومناطق الجزيرة العربية، هذا الدعم الذي كان له الفضل في تأسيس أول مملكة صليبية ذات شكل إسلامي في تاريخ شبه الجزيرة العربية.

ولعل هناك حالة أخرى تاريخية شبيهة بالحالة الجديدة، ففي أوائل الثمانينات، وأثناء حصار الحرم المكي بسبب اعتصام "جهيمان العتيبي" وجماعته فيه، كانت عناصر عسكرية أمريكية خاصة تم استدعائها على عجل هي من تولى قيادة القوة السعودية التي حاصرت الحرم والتي وجهت كل عملياتها والتي أسفرت عن إنهاء حركة جهيمان، الأمر الذي لا يمكن معه استبعاد أن يتم تعاون بين العائلة الحاكمة السعودية وبين المخابرات الأمريكية بشأن المراقبة الإستخباراتية الأمريكية لمواسم الحج.

الثالثة:
اعتادت المراجع الإستخباراتية الأمريكية والإسرائيلية على الكشف عن بعض الخفايا والأسرار من خلال عملائها كهيكل وغيره، وبالنسبة لتمرير هذه المراجع لمسألة المراقبة الأمريكية لموسم الحج من خلال عميلها هيكل، فإن المطلوب من ذلك هو تحقيق هدفين اثنين:

الأول، هو قياس مدى قوة رد فعل الشارع الإسلامي على حدث كبير كهذا يتعلق بأقدس أعمال المسلمين وهو الحج.

أما الهدف الثاني، فهو امتصاص أكبر قدر ممكن من رد فعل المسلمين عندما تصبح مسألة المراقبة الأمريكية للمسلمين في حجهم حقيقة واقعة.

ولعل السؤال التالي يطرح نفسه بإلحاح:

هل يمكن تصور حد تقف عنده الحرب الأمريكية الإسرائيلية ضد الإسلام والمسلمين والتي لعب فيها الحاخام الإسرائيلي المتأسلم لادن الدور الرئيسي فيها؟