أعتقد أن جمعية الأخوان المسلمين في فكرتها الأصلية التي بنيت عليها حين أسست في آخر عشرينيات القرن العشرين كانت فكرة جيدة إذ هي جمعية إصلاحية شاملة كانت تهدف إلى النهوض بمجتمع غط في النوم والعالم كان من حوله مستيقظاً فعالاً.وإن كانت فعاليته عوراء وحيدة البعد،إذ هي مبنية على النزعة الدهرية المادية.
كانت الجمعية حركة شاملة روحية وكشفية واقتصادية واجتماعية وسياسية وقامت على المبدأ الذي عده مالك بن نبي المبدأ الذي بنى المجتمع الإسلامي الأول:مبدأ المؤاخاة الذي جعل المجتمع كالبنيان المرصوص.
ولكن هذه الجمعية واعتباراً من النصف الثاني من الأربعينيات وقعت في خطأ قاتل لم تزل السياسة العربية تعاني منه وهو الانتقال من العمل السلمي التربوي إلى العمل السري الذي لا يستبعد العنف.والعنف الذاخلي في مجتمعاتنا،ومهما كان الهدف المعلن له،كان له تأثير مدمر.
وقد جاءت حقبة الخمسينات بكارثة الصدام مع النظام الناصري مما أحدث شرخاً عميقاً بين التيارين اللذين كانا يتقاسمان الساحة السياسية العربية وهما التيار القومي والتيار الإسلامي.
هذا وبدءاً بحقبة التسعينات شهدنا بعض المظاهر الإيجابية لعودة التنسيق في الحركة الشاملة المعادية للصهيونية والتطبيع مع كيانها الغاصب وقد تمثل هذا في المؤتمر الإسلامي-القومي الذي جمع التيارين المتصارعين سابقاً والذي مقره بيروت.
|