[عاشقه الجنه]

قال تعالى:"و السماء بنيناها بايد و انا لموسعون"


توسع الكون

و من مثاني قوله تعالى:"و السماء بنيناها بأيد و انا لموسعون", اي من الايات التي تشرحها, قوله تعالى:"أولم ير الذين كفروا ان السماوات و الارض كانتا رتقا ففتقناهما.." و " أأنتم اشد خلقا ام السماء بناها رفع سمكها فسواها و اغطش ليلها و اخرج ضحاها", ذلك ان فصل السماوات و الارض يستتبع بالضرورة توسعهما.و على ضوء استعراض تاريخ اكتشاف توسع الكون تظهر المعاني الاعجازيه الكامنه في الايات الكريمه اعلاه

ففي عام 1912 تبين للعالم "سيلفر" ان المجرات تتباعد عن مجرتنا بصورة متزايده.

و في عام 1916 جاءت النظريه النسبيه العامه لاينشتاين تؤيد نظريه توسع الكون

و في عام 1929 اكد العالمان "همسن "و "هوبل"نظريه توسع الكون, ووضع "هوبل" القاعده المعروفه باسمه او قانون تزايد بعد المجرات بالنسبه لمجراتنا و بالنسبه لبعضها البعض, وبفضل هذا القانون امكن حساب عمر الكون التقريبي

و مع تقدم علوم الفيزياء الحديثه امكن بواسطه دراسه طيف النجوم و المجرات و انزياحه نحو الاحمر ان تحسب السرعه التي تبتعد بها المجرات عن بعضها البعض (كلما تباعدت النجوم و المجرات عنا انزاح طيفها نحو اللون الاحمر). فمجموعه المجرات المعروفه بكدس العذراء يتزايد بعدها عن مجرتنا المعروفه "باللبنيه" 1200 كم في الثانيه, ومجموعه المجرات المعروفه بكدس العدار و الذي تفصله عنا مسافه ملياري سنه ضوئيه تقريبا(السنه الضوئيه تعادل 10 الاف مليار كم) يتزايد بعدها عنا 60 الف كمفي كل ثانيه .

و بصوره عامهفان المجرات و تجمعات المجرات و اكداس المجرات هي اشبه ما تكون بكتل غازيه هائله من الدخان ,ما تزال تتوسع و تنتشر و يتوسع معها الكون منذ حصل الانفجار الهائل في الكتله الغازيه الاولى

و لقد اجاب العالم الفلكي المعاصر "هيوبرت ريفز" عن سؤال طرح عليه عن نظريه توسع الكون و هل هي حقيقه فاجاب " نستطيع القول اليوم ان توسع الكون هو شبه مؤكد

اضافه الى ذلك يقول علماء الفلك ان انفجار الكتله الغازيه الاولى و توسع الكون المستمر الذي نشامن هذا الانفجار هو السبب المنطقي الذي يشرح الظلمه الحالكه في الكون الذي هو شبه خال بالرغم من ملايين المليارات من النجوم التي تسبح فيه. كما ان الانفجار الكبير و توسع الكون هو السبب في انتشار الضوء بعد ان كان محبوسا داخل الكتله الغازيه الاولى, و لا يستطيع الافلات منها بحكم قوة الجاذبيه الكامنه فيه
و نقرا في كتاب الله الكريم ما يشرح ذلك بكلمات
"أأنتم اشد خلقا ام السماء بناها رفع سمكها فسواها"

و قد بين علم الكونيه اليوم ان بناء السماء و تسويتها كان بفعل رفع سماكه الكون اي بتوسعه الناتج عن الانفجار الكبير

" و اغطش ليلها و اخرج ضحاها"كان الكون حتى ثلاثمائه الف سنه من بدء نشاته شديد الظلمه و بعد ذلك ظهر الضوء و ذلك عندما استطاعت جزيئات الضوء الفوتونات التي يتكون منها, ان تترك الكتله الكونيه البدائيه التي كانت محصورة فيه, و ذلك بعد ان تغلبت قوة الدفع الناتجه عن الانفجار الذي حصل في الكتله البدائيه للكون على قوه الجاذبيه الكامنه فيها و التي تمسك بجزيئات الضوء و تمنعه من الانتشار

فالضوء لم يظهر الا بعد 300 الف سنه من بدء نشاه الكون, و بفعل الانفجار العظيم و التوسع الذي حصل في كتله الكون البدائيه. فالظلام سابق في وجوده على النور كما اثبتت العلوم الفيزيائيه الحديثه و كما اشار الى هذه الحقيقه القرآن الكريم في قوله تعالى:"و اغطش ليلها و اخرج ضحاها", و " الحمد لله الذي خلق السماوات و الارض و جعل الظلمات و النور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون" صدق الله العظيم



من كتاب " من علم الفلك القرآني"
للدكتور عدنان الشريف