[اليمامة]

الاخت بريق الماس

كتبت موضعا سابقا عن رحلة الخيال وقلت فيه :

أسرع رحلة في الحياة هي رحلة الخيال ... و الفكر ... أنها تسبق رحلة الضوء ... تسبق رحلة الصواريخ والمركبات الفضائية ...

أن وقفة فكر واحدة ... وقفة تأمل لا تستغرق من صاحبها الدقيقة كافية لان تعبر به عبر أجنحتها الخفية ملايين الأميال ... وآلاف المشاهد كما رآها ... كما قرأ عنها ... أو كما تخيلها ...

أن دقيقة فكر أو تخيل تجعلك في عدة نقلات من لتاريخ في عصوره المختلفة ... مع الماضي بميراثه ... ومع الحاضر بأحداقه ... بل ومع المستقبل بتوقعاته ومفاجأته ...

دقيقة فكر أو تخيل تسبح بك في فضاء القارات الخمس تحس ... وتشهد ... وتسمع وكأن العالم بأسره يبدو كرة صغيرة صغيرة أمام منظار الحس ...

أن عظمة الخلق من عظمة الخالق ولو أن الإنسان بتميزه على من سواه اخضع هذا الفكر ... ووظف هذا الخيال الواسع ... المندفع قيود أو حدود ... لو أنه أخضعه ... ووظفه في رسم الصورة المثلى لما يجب أن يكون يضيفه لأثرى الحصيلة الإنسانية بأحسن ما يمكن أن يستخلص من صور ... وعبر ...

ولكن الفكر أحيانا يشطح ... والخيال أحيانا يتعثر ويتوقف أمام مشهد من المشاهد فيعجز دون عجز – عن اجتياز ما بعد المشهد لأن دغدغة الكسل ... وهيمنة الملل بنت ما يشبه الحائط من الوهم ... ومن النوم ... وحتى لا يستيقظ ...

أن الفكر الحي كالخيال الحي يتموج عبر أفق الكون فاعلا ... ومتفاعلا ... وسابرا للمجهول من أجل أن يتحول المجهول معلوما ... والمعلوم واقعا ... والواقع حياة وممارسة واعية لا تؤمن بالركود ... وبالانتظار ...