عرض مشاركة مفردة
  #65  
قديم 16-10-2002, 02:42 AM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
إفتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة landles
هل من تثليث في القرآن، وما الأثني عشرية وإشراك آل البيت في التعبد؟

الجواب:
القرءان الكريم يشهد بتنزيه الله عن الشريك والولد، فلا شريك لله في الذات ولا في الصفات.

هذه قاعدة عند المسلمين من خالفها فقد نقض الشهادتين وخرج من دائرة الإسلام، فكما أن الكافر بيسر شديد يصير مسلماً، فقط بنطقه بالشهادتين بنية الدخول في الإسلام، فالمسلم قد يصير كافراً وذلك عندما ينقض الشهادتين باعتقاد أو قول أو فعل كفري، وفي القرءان ءايات تدل على ان الشىء القليل قد يتكلم به المسلم يجعله كافراً، ومنها:
قوله تعالى: "ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم" سورة التوبة، ءاية 74.

وقوله تعالى: "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزؤون . لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم" سورة التوبة، ءاية 65-66.

وقوله تعالى: "قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا" سورة الكهف، ءاية 37، وهذا لأن صاحبه شك بقيام الساعة، فقد قال تعالى حكاية عن هذا الصاحب: "وما أظن الساعة قائمة" سورة الكهف، ءاية 36.

ومن أمثلة ذلك نسبة الشريك لله، فمن قال أو اعتقد أن لله شريكا لم يعد مسلماً، ولا يعود للإسلام إلا بالنطق بالشهادتين متبرءا من هذا الكفر، هذا أصل لا خلاف فيه بين المسلمين من الأمة المحمدية، بل وبين كل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، فقد بعث الله جميع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم بالتوحيد.

أما الشق الثاني من السؤال فالافتراق في أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حصل ولا سبيل لإنكاره وليس مما يسعنا إخفاؤه، فقد أخبر صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المروي عن عدة من الصحابة والمعروف بحديث الافتراق أن اليهود افترقوا إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلى واحدة.

وقد حصل افتراق أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى ثلاث وسبعين فرقة، واحدة ناجية والبقية كفر قسم منهم باعتقاده وقسم منهم قد فسق.

وهذا لا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم كلها في النار إلا واحدة، لأن الفاسق من المسلمين قد يعذبه الله في جهنم ثم يخرجه منها إلى الجنة لأنه مسلم موحد ولا يخلد في جهنم إلا الكافر، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل أنها مخلدة في النار إلا واحدة.

ولقد دخل القرن الهجري الخامس على هذه الأمة والفرق الاثنتين والسبعين قد ظهرت جميعها، وصنف فيها علماء أهل السنة والجماعة كتباً وبينوا أصولها وكيفية الرد عليها، وبينوا أيضاً حكم الدين فيها.

ومنذ أن بدأت بذور الفرق بالظهور في هذه الأمة المحمدية وإلى يومنا هذا والفرقة الناجية هي الأكثر سواداً والأرسخ قدماً والأوسع انتشاراً، ولا تشكل الفرق الأخرى مجتمعة أي أغلبية تذكر بل هم بمجموعهم أقليات، هذا فضلاً عن الفرق التي بادت وانقرضت ولم يبق من ذكرها إلا مسائل منقولة عنها ومردود عليها مبثوثة في ثنايا الكتب الفرق وغيرها من كتب الفقه والعقيدة.

وما دام السائل يناقش في أصول الدين كالإيمان بالله ووحدانيته وصفاته، فلا يعرج بنا إلى مواضيع فرعية خارجة عن هذا الأصل.

ولكن لا بأس من ذكر حال الإثنى عشرية ليستفيد القارىء، فهم فرقة من فرق الروافض المندرجين تحت الفرق الاثنتين والسبعين، نسبوا أنفسهم لمذهب عقدي فقهي اطلقوا عليه اسم مذهب ءال البيت، والحقيقة أنه مذهب الشيعة وليس ءال البيت.

وقد أجمع الإثنى عشرية أمرهم على سب الشيخين أبي بكر وعمر ضي الله عنهما، وهذا فسق عندنا من كبائر الذنوب، وبعض علماء أهل السنة والجماعة حكم فيه بالكفر.

وقد رأيت فيهم بعض الاعتقادات الكفرية كاعتقاد أن الأئمة الإثنى عشر أفضل من جميع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم باستثناء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الاعتقاد كفر، ولكن لا نقول أن سوادهم متلبسون بمثل هذه الاعتقادات، فقد يكون الفرد منتسباً للإثنى عشرية اسما من غير أن يعتقد اعتقاداتهم فلا يعمم هذا الحكم الشرعي عليه، وفي تفصيل الحديث عن الإثنى عشرية خروج عن أصل الموضوع الذي نحن بصدد الجواب عليه.

أما أنهم يشركون أحداً من ءال البيت في التعبد فهذا السؤال غير واضح لي، والقاعدة أن من أشرك في العبادة التي هي مطلق الخضوع والتذلل مع الله من أحد فهو مشرك كافر ليس بمسلم سواء كان الذي جعله شريكاً نبياً أو ولياً.

وكذا من اعتقد أن مع الله شريكاً في الخلق يبرز من العدم إلى الوجود فهو مشرك بربه ليس بمسلم، وكذا من اعتقد أن أحداً من الخلق يضر وينفع على الحقيقة فهو مشرك بربه غير مسلم، فلا شريك لله في الذات ولا في الصفات.

وللحديث بقية.

والله من وراء القصد.