عرض مشاركة مفردة
  #76  
قديم 17-10-2002, 02:23 AM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
إفتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة landles
ألا تتعارض فكرة التجسد مع كون الله موجود في كل الوجود ؟

الجواب:
إن كان يقصد بالتجسد هو الحلول في جسد عيسى صلى الله عليه وسلم فهذا مستحيل على الله منزه عنه، فكما أسلفنا فالله لا يحل في شىء ولا يحل فيه شىء، ولا يحتاج لذلك أصلاً.

وإن كان التجسد هو أن يظهر الله على شكل جسد إنسان فهذا أيضاً مستحيل منزه الله عنه لأنه سيكون له في ذلك شبيه من خلقه والله منزه عن الشبيه في الذات والصفات، وإنما يحصل هذا مع الملائكة كما حصل مع سيدنا جبريل لما أتى للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في جمع من أصحابه بثياب بيض ليس عليه أثر السفر وسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان، وفي مواقف أخرى غير هذا مذكورة في كتب الحديث والسيرة.

أما القول بأن الله موجود في كل الوجود فإن كان المعنى بالذات فهذا مستحيل لأنه سيكون والعياذ بالله في أماكن القاذورات والنجاسات، ومن جهة أخرى سيكون مزاحماً لمخلوقاته شبيها بها والعياذ بالله تعالى.

أما أن الله معنا أينما نكون فهذا بعلمه لا بذاته، فكل شىء في الوجود من الذرة إلى العرش وكل حركة وسكون يعلمه الله لا يخرج عن علم الله.

والحق في هذه المسألة أن الله موجود بلا مكان، كان قبل خلق المكان موجوداً بلا مكان، وبعد أن خلق المكان لا يحتاج إليه فهو موجود بلا مكان، والمكان هو الحيز الذي يشغله الجسم من الفراغ، وهذا منزه الله عنه، وهنا يعجز الفكر عن الإحاطة بذات الله فالعجز عن درك الإدراك -كما اسلفنا سابقا- إدراك.

وللحديث بقية.

والله من وراء القصد.