عرض مشاركة مفردة
  #87  
قديم 19-10-2002, 03:04 AM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
إفتراضي

إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة landles
لماذا لم يكن عقاب آدم مساوياً لعقاب الشيطان ؟

الجواب:
لم يكن جنس معصية سيدنا ءادم صلى الله عليه وسلم من جنس معصية إبليس لعنة الله عليه، فإبليس كانت معصيته اعتراض على الله وهو بهذا يرى حكم الله ناقصاً وهذا كفر بواح، أما معصية ءادم صلى الله عليه وسلم لم تكن من جنس هذا أبداً ولا قريباً منه بل هو ذنب صغير لا يتعلق بالعقيدة وكان بوسوسة من إبليس اللعين، ثم إن ءادم صلى الله عليه وسلم تاب فوراً من هذه المعصية أما إبليس فأبى واستمر في غيه إلى الآن.

ووجه ءاخر للجواب وهو أن هذا السؤال وأمثاله مما يبدأ بصيغة "لماذا فعل الله كذا ...؟ " يرجع جوابه إلى الإيمان بأن الله فعال لما يريد وأننا خلقه وملكه يصرفنا كما يشاء، ويرجع أيضاً إلى الإيمان بأن الله حكيم لم يخلق شيئاً لا لحكمة.

فالإيمان بأن الله فعال لما يريد يندرج تحت الإيمان بأن الله خالقنا، وقد أثبتنا بأن الله هو خالق العالم ومظهره من العدم إلى الوجود، وأنه لا إله إلا الله لهذا العالم، فلما كان الله خالق العالم فيجب عقلاً أن يتصرف في هذا الخلق على ما أراد من غير أن يتلقى أمراً من أحد.

فالذي يتوقف فعله على أخذ الأمر من أحد يكون محتاجاً لهذا الأحد وفي العادة يكون أدنى منه مرتبة، وهذا مستحيل على الله لأن الحاجة دليل العجز والعاجز لا يكون إلها، ولأنه يستحيل عقلاً أن يكون الخالق أدنى مرتبة من المخلوق بحيث يتلقى منه الأوامر، فعلِمنا أن الله يفعل في ملكه ما يشاء وأنه لا يخلق كذا أو يعدم كذا اعتماداً على رضا فلان أو سخطه أو اقتناع علان أو عدم اقتناعه.

ولله حكمة في ذلك سواء علمناها أو جهلناها فعلينا أن نؤمن بأن في الأمر حكمة، لأنه لو لم يكن فيه حكمة لكان تلاعباً أو جهلاً وحاشا لله أن يكون متلاعباً أو جاهلاً، وقد بينت في إجابة سابقة استحالة وصف الله بالتلاعب أو الجهل فليراجع في مكانه.

وللإخوة القراء أقول أنه لا يسأل الله عما يفعل، فمثل هذه الأسئلة لا ينبغي أن تطرح، ولكن بما أنها قد طرحت هنا فعلينا أن نقوم بالإجابة عنها وإزالة الشبه التي قد تعلق بقلب أحد من ورائها حفاظاً على عقيدة المسلمين وانتصاراً لهذا الدين.

وللحديث بقية.

والله من وراء القصد.