أخي اليتيم
لعل علينا أن نقيم الشعر تقيمين مختلفين مستقلين لنحول دون طغيان أحدهما على الآخر.
أولهما من ناحية قيمية أخلاقية. وثانيهما من ناحية فنية.
لا سك أن خمريات أبي نواس ساقطة خلقيا وذات أثر سيء. ولكنها لا تخلو من جمال في التعبير والصورة من ناحية فنية.
وبعض شعر الوعظ ذو قيمة أخلاقية عاليه. ولا يبلغ من الناحية الفنية نفس مستواه الأخلاقي الرفيع.
عندما أقارن بين الهجاء والمدح أجد الهجاء – في أكثر الشعر - أصدق تعبيرا عن نفسية الشاعر من المديح.
وأحزن عندما أرى أن أغلب شعر بعض الشعراء الكبار في المديح وأتساءل أيهما أشد سوء أثر : ما في كثير من المديح من إشاعة قيم التملق والكذب والوصولية وتيديد العبقرية الأدبية، أم ما في شعر الهجاء من ترديد قبيح الكلام ؟
والرثاء في العموم أصدق من المديح.
وكما أشار أستاذنا محمد ب. أشكرك على إثارة هذه المواضيع التي تحفز التفكير.
|