[الحقاق]

وأخير قتل الأمير ( المجرم )
اشتكى أحد الناس إلى الملك العادل محمود بن سبكتكين من ملوك المماليك، أن ابن أخت الملك يهجم عليه في داره وعلى أهله في كل وقت ، فيخرجه من البيت ويختلي بامرأته ، وقد حار في أمره ، وكلما اشتكاه لأحد من أولي الأمر لا يجسر أحد عليه خوفا وهييبة للملك ، فلما سمع الملك ذلك غضب غضبا شديدا وقال للرجل :-

ويحك متى جاءك فأتني فأعلمني ، ولا تسمعن من أحد منعك من الوصول إلي ، ولو جاءك في الليل فأتنى فأعلمني .

ثم إن الملك تقدم إلى الحجبة وقال لهم :-

إن هذا الرجل متى جاءني لا يمنعه أحد من الوصول إلى من ليل أو نهار .

ثم ذهب الرجل مسرورا داعيا ، فما كان إلا ليلة أو ليلتان حتى هجم عليه ذلك الامير الشاب ، فأخرجه من البيت واختلى بأهله فذهب باكيا إلى دار الملك ، فقيل له إن الملك نائم فقال :- قد تقدم إليكم ألا أمنع منه ليلا ولا نهارا ، فنبهوا الملك فخرج معه بنفسه وليس معه أحد حتى جاء إلى منزل الرجل ، فنظر إلى الغلام أي الامير وهو مع المرأة في فراش واحد وعندهما شمعه تتقدم ، فتقدم الملك فأطفاء الضوء ثم جاء فاحتز رأس الغلام ( ابن اخته ) وقال للرجل :- ويحك الحقني بشربة ماء ، فأتاه بها فشرب ثم انطلق الملك ليذهب ، فقال له الرجل :- بالله لم أطفأت الشمعه ؟ قال :-

ويحك إنه ابن أختي وإني كرهت أن أشاهده حالة الذبح .

قال الرجل :- ولم طلبت الماء سريعا ؟

قال الملك :- إني آليت على نفسي منذ أخبرتني ألا أطعم ولا أشرب حتى أنصرك وأقوم بحقك فكنت عطشانا هذه الأيام كلها حتى كان ماكان مما رأيت.

فدعا له الرجل وانصرف والملك راجعا إلى منزله ولم يشعر بذلك أحد ز

انتهت القصه .


رحم الله الملك الصالح رحمة واسعه .

ياترى هل يوجد في هذه الدنيا الأن ملك او رئيس دوله في مثل هذا الملك الصالح


الحقاق