الموضوع: رجل بأُمَّة
عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 23-10-2002, 03:22 PM
فارس نجد فارس نجد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 222
إفتراضي

أسماء عربية قديمة

في تلك الأثناء فكر عبد الله الأحمر أن يتزوج.. ووقع اختياره على أسرة طيبة، وكان من ثمرة ذلك الزواج: قَحْطَان، وحِمْيَر، وحَمُّود وغيرهم من الأولاد الذين اكتسبوا منذ الصغر لقب شيخ، ولتسمية الشيخ عبد الله أولاده بهذه الأسماء دلالة يقول عنها: إن هذه كانت أسماء لبعض ملوك اليمن في الماضي، ويعود تاريخ بعضهم إلى آلاف السنين لنعيد بعث الروح العربية الأصيلة في قلوب الأسر الحالية.


البرنامج اليومي

ورغم ضغط الأعمال المطلوب إنجازها في اليوم الواحد إلا أن البرنامج اليومي للشيخ عبد الله لم يتغير منذ سنين؛ حيث يبدأ عقب صلاة الفجر بقراءة ما تيسر من القرآن ثم تناول، طعام الإفطار والتوجه إلى مجلس النواب، وفي المساء يستقبل شيوخ القبائل، ويتدارس معهم مشاكلهم ويتصل بالمسؤولين في الحكومة للعمل على حلها، وفي الليل يأوي الشيخ إلى فراشه بعد أن يراجع كما يقول جدول أعماله ليرى ما تم إنجازه وما تم ترحيله للغد ..


صلاة الجمعة

ولصلاة الجمعة عند الشيخ الأحمر قدسية خاصة.. حيث يتهيأ لها في ساعة مبكرة من صبيحة الجمعة.. ويخرج في كَوْكَبة من رجاله.. إلى مسجد الدعوة المجاور لبيته في حي "الحصَبة" ليجلس في الصفوف الأولى يستمع بإنصات إلى الخطيب، ويحرص المصلون على الالتقاء بشيخهم عقب الصلاة، في جو من الود الصادق البعيد عن التكلف، ووسط سحب من دخان البخور السقطري الجميل الذي يسود جنبات المسجد..


فطرة مسلمة

ويتميز الشيخ الأحمر بفطرته الإسلامية النقية التي لم تلوثها بهارج المنصب أو ضغط المدنية الحديثة.. حيث يؤمن الأحمر بأن المنهج الإسلامي هو الأصلح لسيادة الأمن والاستقرار داخل أي مجتمع.. ويهتم بالقضايا الإسلامية عامة.. ويولي عناية خاصة بالقضية الفلسطينية؛ وبالأخص مسألة المسجد الأقصى الذي يرزح تحت نِيرِ الاحتلال الإسرائيلي البغيض.. ومن هنا كان كراهيته الشديدة لليهود، تلك الكراهية التي أملت عليه اتخاذ موقف أعاد الشعور بالارتياح إلى قلوب اليمنيين حينما علموا أن شيخهم بثقله القبلي يقف حائط صد أمام المحاولات التطبيعية للعدو الصهيوني مع اليمن.


موقفي مُشَابه فكيف ستكون نهايتي ؟

وقد ذكرني موقف الأحمر مع الوفد اليهودي الذي حاول زيارته في بيته حينما قام بطردهم بموقف السلطان عبد الحميد الثاني.

في صبيحة أحد الأيام -من أبريل الجاري (2000)- فوجئ الشيخ بهم في بيته.. طالبين مقابلته.. وقد راحت عدسات الكاميرا المصاحبة لهم في المسارعة بالتقاط صور للمكان ليوثقوا تلك المقابلة، وظلوا منتظرين نزول الشيخ إليهم.. وكانت المفاجأة غير المتوقعة في انتظارهم.. فما إن علم الشيخ بوجودهم حتى سارع بالنزول والغضب يتطاير من عينيه وقام على الفور بطردهم واصفاً إياهم بالمغتصبين للحق العربي، والمنتهكين للمقدسات الإسلامية وبأن أيديهم ملطخة بدماء الأطفال والنساء في جنوب لبنان، وقال بعد أن أغلق باب بيته خلفهم: إنكم أشد الناس عداوة وأكثرهم حقداً إلى العرب والمسلمين من أي جنسية أخري.

وقد ساد شعور بالفخر وسط اليمنيين نتيجة هذا التصرف النبيل من شيخهم الذي أعاد إلى أذهانهم صورة السلطان عبد الحميد.. لكن تُرى هل سينسى اليهود للشيخ الأحمر ذلك..؟!


_____________________
....انتهى
منقول من اسلام أون لاين
__________________