نواصل ما قاله الشيخ جزاه الله خيراً ..
خلاصة (طليعة التنكيل فيما ورد في بيان المثقفين من الأباطيل)
(1) اعلم أخي المسلم أن (الكفر بالطاغوت ) و (البراءة من الكفر) و(أهله) و (معاداتهم) ركن التوحيد وأصله ، كما قال تعالى(فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) ، وقال تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) ، وقال تعالى عن إبراهيم (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إننا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) .. فانظر إلى قوله (وبدا) يعني (ظهر) وليس موجوداً في (القلب) فقط ، وقوله (بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ) فجمع بين (العداوة) و (البغضاء) وقدم العداوة لأن من الانهزاميين من قد يقول :أنا أبغضهم ، ولكنه لا يعاديهم ، أو لا يظهر عداءهم ، ثم قال (أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) فجعل العداء قائماً بين المؤمنين والكفار إلى الأبد ولا غاية لانتهائه إلا أن (يؤمنوا بالله وحده).
وهذا البيان المسمى ببيان المثقفين ناقض لهذا الركن (الكفر بالطاغوت والبراءة من الكفر وأهله) قائم على التودد إليهم ، وإظهار ذلك لهم ، وأنهم لا يعادونهم ولا يريدون صدامهم ،ويرغبون في الحوار معهم من أجل (التعايش ) ، وهذا كله على قادح في عقيدة الكفر بالطاغوت والبراءة من الكافرين والذي هو أصل التوحيد .
(2) واعلم أخي المسلم أن الجهاد في سبيل الله من الأحكام التكليفية العملية التي يختلف حكمها باختلاف الحال فقد يكون فرض عين ، وقد يكون فرض كفاية ، وقد يسقط عند العجز فينتقل إلى البدل وهو الإعداد ، وهذا كله يخضع لاجتهاد أهل العلم الموثوق بهم ، أما اعتقاد وجوبه وشرعيته وفرضيته وبقائه إلى يوم القيامة فهذا أمر عقدي وأصل من أصول الإسلام ، وعليه الإجماع القطعي ، لا يخضع لاجتهاد ، ومن أنكره ، أو تبرأ منه ، أو سعى لإلغائه ؛ فقد كفر بالله ؛ إذ يوجد في القرآن أكثر من مائة آية في (الجهاد) و (القتال) في سبيل الله ، هذا غير أحاديث الجهاد ، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسيرة أصحابه ، ومن بعدهم ، وهذا البيان المسمى ببيان المثقفين تبرأ من (الصدام) ، أو (العنف) ، أو (التطاحن) ، أو (الإرهاب) ، وأن هذا ليس من دين الإسلام ، وادعى أن (الإسلام) لا يلزم غير المسلمين في الدخول فيه ، والله سبحانه يقول (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) ، ويقول (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد) ، وقال تعالى (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ...إلى قوله : حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون).
فلم يجعل للقتال غاية ينتهي عندها إلا عندما يدخل الكفار في (حكم الإسلام) ويعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ، وهذا ما سعى البيان لإنكاره والبراءة منه ، وفرق شديد بين أن يقال :
الوقت وقت ضعف لا يصلح للقتال ، أو يقال : لن نذكر الجهاد مطلقاً بخير ولا شر ، فهذه مسألة قد تخضع للاجتهاد ، وبين إنكار الجهاد والقتال في سبيل الله لنشر الإسلام والبراءة منه بطريقة أو بأخرى فهذه مسألة عقدية إنكارها مؤداه إلى الانسلاخ من الدين والعياذ بالله!!.
(3) واعلم أخي المسلم أن غاية شبهة هؤلاء الانهزاميين هو قولهم (إن هذا من أجل كسب هؤلاء الكفار) أو على الأقل (تحييدهم) من أجل ضعف المسلمين ، وهذا قول باطل ، فإن إبراهيم عليه السلام قال لقومه مع (قلة أنصاره) و (ضعفه بينهم) حتى رموه في النار : (إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) ، ولو سعى لكسبهم بمصانعتهم أو مداهنتهم كما جاء في هذا البيان الممسوخ لسلم من أذى قومه.
ولما كان الرسول صلى الله عليه وسلم في (مكة) وكان المسلمون في (ضعف) و (قلة) وتحت سلطان المشركين ، ومع ذلك نزل عليه قوله تعالى (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين) وقيل : إنها نزلت وعدد أصحابه لا يتجاوز الأربعين ، ولم يصانعهم حتى يدرأ أذاهم عن نفسه وأصحابه ، ثم إن أصحابه لقوا صنوفاً من العذاب : فقتل فريق كآل ياسر ، وعذب فريق كبلال وعمار وخباب ، وأخرج فريق كمهاجرة الحبشة ، وحوصر فريق وسجنوا كالرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه في (الشعب) ، ولقوا من الأذى ما هو معروف معلوم لمن قرأ السيرة ، ولو كان معه أحد هؤلاء (الانهزاميين) لقال :
إن (بعد النظر) و (الرأي السديد) يقتضي أن (يكسب كفار مكة) أو على الأقل (يحيدهم) وذلك لرفع العذاب عن المسلمين ، فالمسلمون بين قتيل ومعذب وطريد ومسجون ، والسلطة والقوة لكفار مكة ، و من أجل مصلحة الدعوة ، ولحماية الأقلية في (مكة) التي لو فنيت فني معها الإسلام ، فلا بأس بمداهنة هؤلاء وكلامهم بلغة لا يفهمها إلا (المثقفون من كفار مكة ) ، كما قد جاء مثله في هذا البيان الممسوخ المسمى (بيان المثقفين) ، ولكن الله سبحانه قال في ذلك الوقت (فلا تطع المكذبين ، ودوا لو تدهن فيدهنون) والادهان : اللين والمصانعة كما ذكره أهل التفسير ، فنهاه الله سبحانه عن نقض أصل الكفر بالطاغوت والبراءة من الكفار ومعاداتهم كما جاء في هذا البيان .
فمسألة (الكفر بالطاغوت) و (البراءة من الكفر وأهله) و (عداوتهم ) و (بغضهم) مسألة عقدية ، هي أصل من أصول التوحيد ، وركن من أركان الشهادة القائمة على أصلين (الإيمان بالله وحده ، والكفر بالطاغوت) .
فجاء هذا البيان ليهدم هذا الأصل ، ويداهن الكافرين ويصانعهم ويتولاهم ، ويبين لهم براءة من كتبه من (الجهاد) و(أهله) ، وأنهم ضد (الصدام) و (الصراع) ، وأنهم يؤيدونهم في ضربهم للإرهابيين ولكنهم عتبوا عليهم أنهم قصروا الإرهابيين بالمجاهدين فقط !!!! .
(4) وفي هذا البيان من التحريف للنصوص ومسخ الشريعة ما يطول بذكره المقام – وعليك بأصل الطليعة وهو كتاب (التنكيل) تجد التفصيل في ذلك إن شاء الله تعالى – ومن هذا :
- دعواهم عدم الإكراه في الدين مطلقاً ، وأن الإسلام لا يلزم غيره بشريعته ، وهذا تحريف ، فالإكراه المنفي هو الإكراه العقدي ، فلا يلزم الكافر بالدخول في الإسلام ، ولكن يلزم في الدخول في أحكامه فيؤدي الجزية ، وإلا فالسيف ، وهذا بالإجماع .
-دعواهم أن الأصل في معاملة المسلم للكافر هو (البر والإقساط) ، وهذا كذب وتحريف ، فهذا هو الاستثناء ، وإلا فآيات القرآن كلها تدل على أن الأصل قتال الكافر حتى يلتزم بأحكام الإسلام ، فيكون مسلماً ، أو ذمياً يؤدي الجزية ، أما (البر والإقساط) فهذا في معناه اختلاف شديد بين العلماء لأنه خرج عن الأصل ، وآيات السيف جاءت بعد هذه الآية .
- دعواهم أن الأصل في بني آدم التكريم – وهم يخاطبون الكفار – وهذا تحريف ، فالتكريم في أصل الخلقة وتفضيله على (كثير مما خلق تفضيلا) كما يوضحه آخر الآية ، أما الكفار فقال تعالى عنهم (إن هم إلا كالأنعام بل أضل سبيلا) ، وفي الحديث (وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري) ، فأي تكريم لمثل هؤلاء ؟!! .
وفي البيان من التخليط ومسخ الشريعة ومخالفة العقيدة ما سوف تراه مفصلاً إن شاء الله في (التنكيل).
فاحرص أخي المسلم على أصل الدين ، والبراءة من الكافرين ، ولا يهولنك كلام المنهزمين ، فانظر إلى آيات القرآن تجد رد بيانهم في أكثر آياته ، ولله الحمد والمنة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
نتابع لاحقاً ان شاء الله
__________________
عفوا أيها الادارة الحكيمه
لماذا تم ايقافي هل من سبب مقنع؟؟
ام انه خطأ ؟؟
اتمنى ان اجد الرد قريبا...!!!
|