- وش فيك تعبط وجهك الأكل فيه شي ؟
- يعني .. طعم البيض غريب اشوي كن فيه طعم فلوريدا ، وش أنت حاطه فيه ؟
- قصدك الفلورايد ، والله ماحطيت شي ، خلني أذوق ..
تناولت قطعة صغيرة من الطبق ووضعتها في فمها وعندما لامست القطعة لسانها قذفت بها خارجاً .. وععععععععع .. وش ذا ؟؟ وفي هذه الأثناء شهقت أنا ، -
صرخت زوجتي : فقاعة صابون طلعت من افمك .. هاهاها
-الحين عرفت السبب ، يا بنت آلي مانب قايل حاطه صابون بدل الملح ؟
- لالا والله ماحطيت صابون
- ياجنطة ياغبية … العلبة البيضاء ألي في المطبخ حقت الملح فيها صابون
- وش يدريني .. أحد يحط في علبة الملح صابون
- إيه حتى أسالي المطاعم .. غضبت من هذه الفعلة ، وتعكر مزاجي نزعت الكيس من الثريا إعلانا مني بانتهاء العرض ، أحست هي أنني متكدر من فعلتها وإهمالها ، حاولت بشتى الطرق أن تراضيني ولكن جميع محاولاتها لم تفلح وجميع كلماتها لم تحرك بي ساكناً ، عندها وكمحاولة أخيرة
قالت : وش رأيك تجيب لنا عشاء من برى
- هو موت وخراب ديار
- رح جب لنا سندوتش بيض من آلي أنت تحبها .. قالتها وقد ارتسمت على شفتاها ابتسامة هادئة وبيدها ضربتني بخفه على كتفي بمعنى أنها آسفة
- لا تطقين .. مانيب رايح
- العشاء على حسابي بس لا تزعل عمرك ياعمري
- منزينك أنت وعمرك نصفه في الحراج تبيعين موية صحة
- قلت لك على حسابي يا أبن الحلال
- والله على حسابك .. ياله هاتي الفلوس
- خذ هذي خمسة ريال جب أربعة سندوتش وواحد بيبسي
- ليش أنت ماتبين بيبسي
- إلا أبي .. البيبسي لنا أنا وياك
- معصي .. تدرين عطيني عشرة خلينا نمتع أنفسنا
- عشرة ليش ؟؟ وإلا تبي تأخذ حق البنزين
- لا ابجيبلك كبده يحبها قلبك .
تناولت العشرة ريال من زوجتي ، وذهبت إلى المطعم ، طلبت الأربع سندوتشات ، وقفت أمام العامل الذي يقوم بتجهيزها وقلت له : الله يخليك توصى فينا
- ابشر
- الله يزوجك كثر الكبدة أشوي
- ابشر
- الله يرزقك كثر الخبز ..
نظر العامل إلي وإلا السندوتش الذي بين يديه وقال :
وشلون اكثر الخبز .. هن أربع شندوتشات وشلووووون ؟؟؟
- مادري
- اللهم طولك يا روح
- لا لاتشيل العجين .. خله احسن
- ألا وش رأيك تشتغل مكاني
- أوكية وخر
- ياله تعال !!! ..
ابتعد العامل بعد أن انتهى من تجهيز اثنتين ، وقفت أنا مكانة ووقف أمامي واضعاً يديه على خصره يرقبني ويتكهن بماذا سأفعل ، نظرت إلى السندوتشات المجهزة وقلت :
والله أنك متوصي بهذولي ، كيف راح تربحون إذا كل زبون تعبيله السندوتش ، أخرجت نصف الحشوة وقلت : أيوه الحشوة لازم تكون كذا .. جهزت السندوتشات الأخرى بنفس الطريقة ، وضعتها في كيس وناولته الحساب وهو في حالة استغراب وعدم استيعاب ، خرجت من المطعم ، مشيت بضع خطوات نظرت إلى الخلف إلى العامل ، مازال واقفاً محدقاً بي ، أشرت له بيدي ، رفع يده بسرعة شديدة ، أختل توازنه ، ارتطم بحلة الأكل وسقطت على الأرض وعليه .. ضحكت ، وقهقهت .. هاها .. ياله من أحمق .. طوط طوط .. التفت إلى الشارع ، سيارة صغيرة قادمة نحوي بسرعة ، قفزت عالياً ، سبحت في الهواء ، استقريت على قارعة الطريق ، لقد تناثر الأكل في كل مكان ، ألقيت عليه وابلاً من الشتائم ، قذفته بحجر .. اوووووووه أنه ليس حجر .. أنه البيبسي .. يا ويلي .
عدت إلى المنزل اجر أذيال الخيبة والأمل .. استقبلتني زوجتي بلهفة الجائع ، نظرت إلى يدي الفارغتين وقالت : وين العشاء …
- يوم طلعت ووقفت عند الإشارة جاني شحاذ ورحمته وعطيته العشرة
- أيه هين .. يعني مردنا لأم الصابون
- احسن من لا شي .. أقول اذكر أن فيه بسكوت مالح .. يمدحونه مع الشاهي .. وش رايك ؟؟
يتبع
__________________
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)
|