عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 06-11-2002, 05:46 PM
rmadi41 rmadi41 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 161
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى rmadi41
إفتراضي تابع وننصح بالقراء الجزء كاملا بتمعن لأنه أهم الأجزاء

وفي ذلك يقول الأمير شكيب أرسلان رحمه الله: »هكذا انتهت حياة ذلك الرجل الذي مهما قيل عن هناته وأغلاطه، فلن تخرجه عن كونه عظيماً، وإن فيما ختمه الله عز وجل له من الشهادة في سبيله، دفاعاً عن أمته، ما يكفّر عن سيئاته إن كانت هناك سيئات تذكر (انتسابه لجمعية الاتحاد والترقي، وانخداعه بشعاراتها، وكونه من أعظم أسباب دخول الدولة العثمانية الحرب العامة) لا سيما أنه قد دعاه أمير الأفغان لأعظم منصب في دولته فأبى وآثر الجهاد في سبيل الله، وهو يعلم مقدار قوة الدولة الروسية التي وقف في وجهها..«

وهنا لا بد من التنويه أن أنور رحمه الله عندما دبر ثورة التركستان الهائلة التي حشد لها البلاشفة الفيالق الجرارة لقمعها، لم يفكر أحد في أوروبا، وهم الذين كانوا يعلنون عداوتهم للنظام الشيوعي ورغبتهم في تقويض أركانه والقضاء عليه، لم يفكر أحد منهم بإمداد أنور ومساعدته ليتمكن من الوقوف في وجه البلاشفة. والأدهى من ذلك أنهم عندما سقط شهيداً رحمه الله في ميدان ا لمعركة، لم يخف هؤلاء الأوربيون فرحتهم بفشله ومقتله، ولم تخف الصحف الإنجليزية مثلاً سرورها العظيم بذلك..

وكفى بهذا مقنعاً لمن بقي عنده شيء من الريب في شدة تضامن أوروبا بأسرها (رأسمالية وبلشفية، ديمقراطية ودكتاتورية..) إزاء الإسلام والمسلمين.

وبعد، فإننا من خلال الحقيقة التاريخية نستطيع أن نؤكد الأمور التالية:

كانت الإمبراطورية البيزنطية المكان الذي يحتضن الأرثوذكسية، حتى إذا فتح المسلمون القسطنطينية وتم القضاء عليها أصبحت روسيا القيصرية صاحبة دعوى حماية الأرثوذكس والحفاظ على مصالحهم، في حين كانت فرنسا تدعي أنها صاحبة الحق في حماية الكاثوليك في الدولة العثمانية.. فإذا ما حدث الانقلاب البلشفي الذي أسقط قياصرة روسيا القدامى، ومكّن للشيوعية والشيوعيين بتنا نرى انتقال ولاء معظم الأرثوذكس إلى موسكو والتعاطف معها ولكن بعناوين جديدة، بينما تعاطف معظم الكاثوليك مع الأنظمة الليبرالية بعناوين جديدة أيضاً..

إن طريقة الشيوعيين في تحقيق ما يطمحون إليه لم تتغير من لدن لينين إلى الآن، فهم يصطنعون لكل مرحلة شعارات تتناسب معها حتى إذا توصلوا إليها انتقلوا إلى غيرها، وهكذا حتى يتمكنوا من السلطة والإمساك بزمام الأمور.. فها هو لينين يرفع شعار إنصاف المسلمين حتى إذا تمكن منهم فعل ما فعل فيهم، من هدم وتشريد ونشر للإلحاد بينهم.. وهكذا نجد طريقة خلفائه وعملائه المتعاونين معه في العالم الإسلامي يسيرون على الطريق نفسه، ويلتزمون وصيته في السعي إلى تحقيق أهدافهم بشتى الوسائل وتحت شتى العناوين..

عندما يكون الإسلام كما أنزله الله هو البديل في أية بقعة من بقاع العالم يتناسى الشيوعيون والليبراليون ما بينهم من خلافات مذهبية لينسقوا معاً ضد هذا البديل الذي يفوت عليهم أغراضهم الاستعمارية وتسلطهم على رقاب العباد.

هذه الحقيقة كما ظهرت بكل وضوح في موقف الغربيين من ثورة التركستان المسلمة في بدايات هذا القرن وغيرها من ثورات المسلمين ما تزال تكرر بصورة أو بأخرى في أكثر من بلد من بلدان العالم الإسلامي..


--------------------------------------------------------------------------------

مجلة الأمة، العدد 15، ربيع الأول 1402هـ














اتصل بنا





جميع الحقوق محفوظة©
__________________
ان حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم قال قوم اتركوه
ان من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه