الموضوع: الإشتياق
عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 09-11-2002, 12:08 PM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

رأيت عمراً "تفعيلياً" أحسن منه "عمودياً".
وهو رأي للفقير تقبله أخي عمرو أو لا تقبله فلك الحرية..
ذكر الأحبة بالفؤاد لهيبُ
......................... وبهجرهم دمع العيون يزيد

انتهى الشطر الأول بالباء وأشبعنا الضمة على أن قافية القصيدة هي الدال.وكل هذا يا أخي عيب من عيوب القافية إن قصدت القافية.
فإن لم تقصد فالشطر لا ينتهي بحرف محرك إن لم يكن هاء أو لم يكن الشطر الأول من المتقارب أو الهزج(قاعدة اشتقها أخوك من قراءته للشعر العربي في القصائد التي وقعت تحت يده من عهد جرير إلى عهد محمود درويش الذي له بالمناسبة شعر عمودي جيد كما تعلم)
وبكل يوم من هواهم دمعة
......................... ملأت فؤادي حسرة فأجود
غزلا بوصف عيونها وبجيدها
.......................... لغزالة تلك العيون وجيد
علقت البيت الأول بالثاني فيما أظن فأنت تقصد "أجود غزلاً"
خانك اللفظ في اعتقادي في مسعاك للإبقاء على الوزن ،وقد استقام وزن الكامل بالفعل ولكنك قسرت الكلام قسراً فنكرت في غير موطن التنكير حين قلت "وجيد" إذ كنت عرفت العيون فلم عطفت عليها منكراً هو الجيد؟ ثم انظر إلى هذا التعبير "غزلاً بوصف عيونها وبجيدها" فهلا قلت "غزلاً بعيونها وبجيدها"! لم حشرت "وصف" بلا داع إلا –ربما-الوزن.
على أنك "قصصت" علينا أنك تغزلت بعيونها وبجيدها وفي الشعر يطلب منك نص الغزل لا الإخبار الجاف عن وقوع الغزل دون أن نرى هذا الغزل نفسه!
وسلوت كل جميلة ووصلتها
.........................ليعيش قلبي في هواه وحيد
تقصد "وحيداً"فهي حال فيما أظن(إن لم تقصد شيئاً آخر غير الذي فهمته)
أو خاطبت يوما فؤادي إنها
......................... نبض الفؤاد وإنها لتزيد
"خاطبت" فيما أعتقد معطوفة على "أقبلت"
فهي بالتالي أيضاً جملة شرط للأداة "لو" فهل الجواب "إنها نبض"؟
هناك إن لاحظت حشر لتعابير متجاورة لا تأخذ راحتها ،وقولك إنها تزيد على تقدير إنها نبض فهو يزيد! فجعلتها هي التي تزيد!وهذا فيه بعض الغرابة.
فكلامها لحن يراقص أضلعي
...................... وعيونها نبض الفؤاد تصيد

سأقبل كقارئ أن كلامها "يراقص" ولا "يرقص" أضلعك وثمة فرق لا يخفى عليك.
فكيف "تصيد" عيونها "نبض الفؤاد" وقد أخبرتنا قبل قليل أنها نبض الفؤاد بعينه!
ثم إن تصور أن يصيد شيء ما نبض الفؤاد لا يبدو لي تعبيراً موفقاً.
وتبسم الشفتين زاد توجعي
......................... بحديثها لحن الطيور تبيدُ
الفعل "تبيد" فاعله ضمير يعود على الطيور؟
أم على اللحن؟
أنت قلت" تبيد" فلعلها الطيور؟كيف استقام التعبير هكذا؟ وأين خبر "لحن"؟ أم هو خطأ مطبعي وقصدك "لحن الطيور يبيد" وهذا تعبير لا أراه شعرياً وهو بعيد عن الجو الغزلي الرقيق.ولا أظن الموصوفة يرضيها وهي المرهفة الحس أن يبد حديثها لحن الطيور!
و عيونها فيها سواد والذي
......................... خلق العيون وإنه لمجيدُ
أهذا قسم؟
ولم القسم على أن عيونها فيها سواد! ما لزوم هذا اليمين؟
ومن هو المجيد؟أهو الخالق؟ تمجدت أسماؤه يا أخي! ولكن ما موضع هذا الثناء هنا؟
لو أقبلت نحوي وكنت سوتها
......................... سلبت فؤادي للفؤاد تعود
وسلوت كل جميلة ووصلتها
..................... ليعيش قلبي في هواه وحيد
أو عشت مع ذكرى تزيد توجعي
.......................أغلى علي من الحياة سعيد

أعدت البيتين الأولين.فلا أعلق عليهما.
وآتي إلى البيت الأخير:
ما هو إعراب "سعيد"؟ أهي خبر ثان مثلاً لمبتدأ محذوف قد نقدره هكذا:"هو أغلى علي من الحياة سعيد" فأنت لم تقدم ما يدلنا على المبتدأ المحذوف ما هو؟ أهو "أن تتذكر" فهو أغلى من الحياة؟
مهما كان قصدك فقد قصّر اللفظ وحذف ما لا تجوز ضرورة الإفهام حذفه.
فالقصيدة عانت من سوء التركيب.
وتفعيلياتك السابقة هي عندي أفضل كثيراً.
والله أعلم
الرد مع إقتباس